ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

 

حصار ولكنه ليس كحصار غزّة

بدرالدين حسن قربي

في أجواء من الألم والقهر الذي بات قوتاً يومياً للناس يواجه المواطن العربي قهره ومهانته خصوصاً أهلنا وأحبتنا في غزة هاشم.  فمابين عدو غدار وشقيق قهار، ومابين كلام مؤسف متبادل اتهاماً وتخويناً واستسلاماً بين سلطة رسمية في رام الله تعتقد إن صدقاً أو كذباً ببناء الدولة مفاوضة وانتزاعاً بمساعدة دولية وأممية وبين سلطة شرعية في غزة لها رؤيتها في بناء الدولة الفلسطينية يتزعمها شباب وشيوخ مجاهدون في سبيل حقهم وحق شعبهم يقاتلون ويحاربون ويصرون على الاستمرار في إطلاق صورايخهم على مستعمرة يهودية قريبة منهم يتخذ منها اليهود ذريعة وماهم بحاجة لضرب غزة وحصارها وتجويعها وقتل شبابها وأطفالها.

خلافات وتشققات في الصف القيادي الفلسطيني أورثت مناحرات ومناكفاتٍ بغيضة وصلت حد الاقتتال وسقوط الضحايا من كل الأطراف.  والشعب الفلسطيني المكبل والمضيع يستجير من غدر الأعداء وفرقة الأبناء وظلم الأشقاء وعظم البلاء، ويصرخ صرخته في وادٍ عربي سحيق الفضاء.

وفي أجواء الغضب والصراخ على حصار بعضه يهودي وبعضه الآخر عربي لمدينة غزة هاشم المجاهدة والمصابرة والمحتسبة اشتد في الأيام الأخيرة، قامت جهات رسمية سورية وبالترتيب مع جهات أمنية بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير الحالي بمنع الماء والكهرباء عن (الضبية) إحدى ضواحي مدينة حمص المتصلة بها والتي تضم آلاف الناس لم يُسمع بهم لأن الحصار اليهودي الظالم والمتوحش على غزة هاشم غطى على حصارهم.

فالضبية قرية آمنة مطمئنة يسكنها ثلاثة آلاف مواطن في عديد أرقام ليس لها معنى عند الحيتان والهوامير ومنعدمي الضمير، أورثوها فقراً وحاجة كما ورثت منازلها فيها أباً عن جد، (ليتمزمز) فيها شبيحة ونهابون لايشبعون من أكل الفقراء وما يملكون من فتات الدنيا. 

استملكت منازلهم دولة العمال والفلاحين والحرفيين وصغار الكسبة بمراسيمها وقوانينها ودون إيجاد البدائل حتى ولو خيم في مخيمات.  ولكن والحق يقال، إن السـلطات الرسمية طلبت إليهم إخلاء منازلهم وتدبير شأنهم بأنفسهم لأن هذا ليس من اختصاص من أخذ أرضهم وسكنهم، كما أنهم لايريدون التدخل بشؤون الناس وحرياتهم من أجل أن يعيشوا كما يريدون تحقيقاً لشعار فقراء هالوطن والمعتّرين أعلم بأمور دنياهم.  والأهم أن سلطة النظام أولاً وأخيراً تحيا بالقانون وله تعمل ومن أجله تقاتل وفي سبيله تموت، وليست كفقراء الضبية نساءً ورجالاً المتمردين على القانون والنظام العام الذين أشعلوا الدواليب وأغلقوا الطرقات المؤدية إليهم، وكسّروا سيارة الإطفاء ليشربوا منها ماءً افتقدوه أياماً ويملؤوا منه طناجرهم وأوعيتهم الفارغة التي كانوا يرفعونها في تظاهرتهم، وواجهوا قوات الأمن ووقع العديد من الجرحى وإصابات بعضهم بليغة.

بدورها وللإمانة فالمؤسسة العامة للإسكان أكّدت أنها قامت بإنذار الأهالي خطياً، أمّا عن بدل التعويض فقد تمّ إيداعه لدى مصرف سوريا المركزي ولم يراجع أحد (من آلاف السكان) لقبضه, ومع مضي المدة القانونية تم سحبه وإعادته لصالح المؤسسة.

يعني بصريح العبارة هالمؤسسة (الحقانية) لاتأخذ شيئاً إلا ببدل مالي، ولكن الناس عافوا التعويض على مايبدو وفيما هو معروف لتفاهته، وبعد أن عوّفتهم الجهة المدعومة من الحكومة التعويضات مضت قدماً لتعوّفهم منازلهم وسكناهم.  ويعني بالقلم العريض اعتراف من الجهة الرسمية أن الأرض والمنازل التي عليها آلت إلى مؤسسة الاسكان (وببلاش كمان، فايه رأيكم بقى..!!).  فهم لابارك الله فيهم أرجعوا مبالغ التعويض من البنك ولم يرجعوا عن تشريد ثلاثة آلاف من المواطنين كادحين تحقيقاً لمصلحة مؤسسة اسمها مؤسسة الإسكان (ولكن لمن..!!؟).

وباعتبار أن المؤسسة أصبحت الآغا والمالك الجديد للأرض وماعليها الذي اشتراها ولكن (ببلاش) فإنها طلبت ممن يهمه الأمر قطع الماء والكهرباء عن السكان ليتاح للمافيا إتمام عملية الاغتصاب وإجبار السكان على ترك منازلهم وديارهم.  إن السيناريو الذي حصل منذ أيام في ضاحية الضبية والمواجهة بين السلطة والناس المحاصرين كان  قريباً جداً ومشابهاً لسيناريو سبق تنفيذه أيضاً في 12 آب/ أغسطس من العام الماضي في منطقة المزرعة غرب المدينة نفسها وكان بطل أحداثه محافظ حمص نفسه الذي يقال عنه مايقال ولكن (ماحدا بهشّ ولا بنشّ ).

شُـغل الناس حديثاً بمسلسل درامي تلفزيوني عن انتهاكات وممارسات ظالمة قبل بضعة عقود خاليات، تمثلت بالآغا مدحت ومن بعده أخيه الآغا صفوت الذي تعهد بجعل أهالي قرية أسموها كوم الحجر يترحمون على النباش الأول أخيه من قبل.  نرجوكم ونشد على أيديكم ملاحقة الأحياء من آغوات المزرعة والضبية الجدد الذين لاتأخذهم رحمة ولا رأفة في تشريد الناس وسرقتهم لصوصاً بلاعين نهّابين لأن الأموات منهم من مثل صفوت ومدحت (ملحوقين).

سـألني أحد هؤلاء المعتّرين: هل إيداع مبالغ تافهة لاتساوي شيئاً ولاتكفي لشراء خيام تجيز نزع الملكيات وتبرر تشريد هالناس الغلابى و(الطفرانين) ورميهم في الشوارع...!!؟  أليست هذه عمليات قهر وتنكيل ومن فعل الحرام والمنكر الذي لايجوز قانوناً ولاشرعاً..؟

قلت: عن القانون لاتقلق، فهم مافيا لاتتحرك إلا والقانون معها بلدوزر يفتح لها الطريق، أما عن الفتيا فهم ضيعوك وشرّدوك آآآآه، ولكنهم جماعة أبرؤوا ذمتهم إذ دفعوا لك الثمن وعوضوك، ولكنك تأخرت في القبض فراح عليك المبلغ ونهبوك، ومن ثم أكلوك على طريقة لصٍ لاتأخذه في اللصوصية و(الحرمنة) لومة لائم، دخل محل حلويات، واشترى كمية من الكنافة، وقبل أن يدفع ماعليه من الثمن قعد قليلاً وأكل منها ماشاء له أن يأكل، ثم التفت إلى البائع وطلب استبدالها بكمية من البقلاوة أعجبته ثم أخذها ومضى، وعندما لحقه طالباً الثمن، صاح عليه أمام الناس وقال: في الأولى اشتريت وفي الثانية استبدلت وبالتبديل حللت وتملكت،  وسلامتكم أحبائي القراء من هكذا مشترين مفترين ومستملكين ومستبدلين.   

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ