ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

شهادة لا إله إلا الله .. وتكفير المسلم .. كيف يجتمعان؟

الطاهر إبراهيم*

مرة أخرى أجدني مدفوعا للكتابة في الشأن اللبناني. وهو شأن لا يقل في الأهمية عندي عن الشأن السوري. وهذا الاهتمام ليس مستغربا. فكثيرا ما أثرت الأحداث التي تمر بلبنان في حياة السوريين سلبا أو إيجابا. مع ذلك فلا بد لكل مقال يكتب من سبب يدعو إلى كتابته ، وإلا كان المقال نوعا من إغراق السوق بما لا ينفع، أو المكاثرة في غير موضعها. فقليل المقالات النافع يغني عن الغث الكثير.

مناسبة المقال، أني شاهدت على شاشة إحدى القنوات اللبنانية مظاهرة جرت يوم الأحد 26 كانون ثاني الماضي، بطلاتها فتيات لبنانيات محجبات لايزيد أعمارهن عن الخامسة عشرة ، يرددن: لا إله إلا الله .. وال (..) عدو الله. عجبت من أن هذا الاسم الذي أضمرته -عن عمد- بين هلالين لم يكن للرئيس الأمريكي "بوش"، ولا لرئيس حكومة إسرائيل "أولمرت"، بل كان اسم الرئيس "فؤاد السنيورة". فكن يرددن: لا إله إلا الله .. السنيورة عدو الله.

قبل الكلام في موضوع المقال، نشير إلى إن المظاهرة لم تكن عفوية. بدليل مشاركة فتيات من سَمْتٍ معين فيها، -لم تقتصر المظاهرة في شوارع أخرى على الفتيات- ما يدل على أنها مظاهرة رتبت من قبل جهة منَظِّمة، منَظَّمة، ولم تأت عفوَ الخاطر. فالذين كانوا وراء المظاهرة هدفوا منها إلى الإساءة إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الرئيس الوحيد الباقي على رأس عمله من الرؤساء الثلاثة الذين تتكون منهم رئاسات المؤسسات اللبنانية الثلاث بعد أن شَغَر كرسي رئاسة الجمهورية لأن اللبنانيين فشلوا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. بينما أشْغرَ الأستاذ "نبيه بري"، بمحض اختياره، كرسي رئاسة مجلس النواب منذأكثر من سنة بإصراره العجيب غير الديمقراطي على إغلاق أبواب المجلس النيابي أمام النواب لممارسة دورهم كنواب انتخبهم الشعب اللبناني للقيام بدورهم التشريعي المنوط بهم. وعلى هامش ما سبق نذكّر بما يلي:  

أولا: إنه لتألِّ على الله أن يَعْمَد من نظم المظاهرة وقام بتلقين الفتيات هذا الشعار الذي قرن بين شهادة التوحيد: "لا إله إلا الله"، وبين شتم رئيس الحكومة بمقولة تخرجه عن الملة الإسلامية، فيما لو كانت هذه الشتيمة صحيحة. أم لعلهم يزعمون أن الله -الذي يحتكرونه بأنهم حزبه- أطْلَعَهم على غيبه فعرفوا أن رئيس الحكومة الأستاذ "فؤاد السنيورة" عدوٌ لله. وكثيرا ما مد السنيورة يده لهم، ثم هم يزعمون أنه عدو لله. قال تعالى: ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا... النساء 194 ).

ثانيا: في الوقت الذي تَعْمَدُ لجنة "فينوغراد" إلى تحييد رئيس حكومة العدو "أولمرت" بعد أن أشارت إلى تقصيره في حرب تموز–آب من عام 2006 التي شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان وتكبد فيها خسائر فادحة، نجد هؤلاء يسعون إلى تحويل "السنيورة" إلى هدفٍ مطلوبٍ إسقاطُه، لالأنه ضبط متلبسا بالخيانة –حاشاه- بل بسبب خلافه مع سورية. وقد أشاد رئيس المجلس النيابي "نبيه بري" –في حينه- بأدائه المشكور. كما اعترفت المقاومة –حزب الله- أثناء الحرب بأن أداءه كان طيبا. بينما وجدوا العذر لحليفهم السوري لأنه لم يفتح جبهة الجولان، لتخفيف الضغط عن المقاومة اللبنانية أثناء الحرب. 

ثالثا: لا يُنْكر على حزب مثل حزب الله، له أيديولوجية معينة، الاختلاف مع السنيورة أومع غيره من رجالات السياسة. لكن المستنكر هو الهجوم المستمر على رئيس الحكومة "السني" بسبب أومن دون سبب، مما يعمق الخلاف الطائفي وقد يدفع باتجاهات غير محسوبة،بل قد يحرج القلة الذين يناصرون الحزب من رجال السنة، وقد يرفع وتيرة الاصطفاف الطائفي على ضفتي الشارع، وهو أمر لا يريده حزب الله ولا أهل السنة.

رابعا: إن سياسة التخوين وحملات التخويف لا تزيد المحتشدين على الضفة الأخرى من الشارع السني إلا تشبثا بمواقفهم. وهي سياسة، وإن كانت لا تخيف أحدا، إلا أنها تزيد من سياسة الشحن الطائفي، وهي كذلك لا أفق لها. وقد نقلنا أكثر من مرة في مقالاتنا مقولة: "أن من يتكلم نادرا ما يفعل".

خامسا: إن ما يؤمله أطراف في المعارضة من مكاسب بسياسة التشنيع على هذا الزعيم أو ذاك، لن يحصدوا من ورائها إلا قبض الريح، إن لم نقل إلا الشوك. ولن يجدوا من يتنازل لهم من أهل السنة عن حقهم في حصتهم من لبنان. لقد آن الأوان أن يجتمعوا مع إخوانهم على كلمة سواء، فلبنان أصغر من أن يتسع لحكومات الطوائف.

سادسا: لقد سئم اللبنانيون كما جيرانهم، من تحميل كلمات في اللغة العربية أكثر ما تحتمل، لتفسير الدستور والقوانين حسب ما يريده بعض اللبنانيين من تحميل هذه الكلمات معاني قد تخدم ما يريدونه في لبنان. فالحكومة -برأي البعض ومنهم الرئيس "بري"- فاقدة للشرعية لأنها غير ميثاقية.

لو جارينا هذا البعض وسألناه لماذا هي غير ميثاقية؟ لأجاب: لأنها تخلو من التمثيل الشيعي .ولماذا تخلو من التمثيل الشيعي؟ لأن وزراء الشيعة استقالوا. ولماذا استقالوا؟ لأن الحكومة لم تنفذ طلباتهم. وماهي طلباتهم؟ لم يعطوا وقتا كافيا لدراسة ملف قانون المحكمة. ولماذا لم يقاطعوا جلسات مجلس الوزراء حتى يستجاب لطلباتهم بإعطائهم الوقت الكافي، بدلا من استقالاتهم؟ لا جواب. علما أنه لم ينص في الدستور على أنه إذا استقال وزراء طائفة، فإن الحكومة تصبح غير ميثاقية وغير شرعية، وعليها أن تستقيل. وكم تمنى جهابذة اللغة أن يشيروا إلى البند في الدستور الذي يبين حجتهم بدون لبس.   

أخيرا: نعتقد أنه لا عودة بلبنان إلى أيام كان رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزارة والوزراء يصنعون خارج لبنان. فاللبنانيون يرفضون العودة إلى عهد الوصاية. وحتى واشنطن التي كانت تغطي عهد الوصاية لم يعد ذلك مقبولا لديها. الغريب أن أطرافا لبنانية كانت ترضى بهذه الوصاية مع أنها كانت تغطى من قبل أمريكا، وقد كانت عندها تسمى الشيطان الأكبر. وهي الآن تتهم الموالاة اللبنانية بأنها عميلة لواشنطن التي لم تعد تقبل بهذه الوصاية!

*كاتب سوري    

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ