ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من المستفيد من الحالة العراقيّة الراهنة؟

بقلم: محمد علي شاهين

ذكر المؤرّخون الثقاة  أنّه لمّا دخل الفرنسيون الجزائر العاصمة تحت دعوى أنّ الداي حسين باشا آخر الدايات الأتراك الذين حكموا الجزائر، رفض تقديم الاعتذار للحكومة الفرنسيّة عن حادثة المروحة، وأنّه عند مغادرته القصبة لم يمسّ شيئاً من الأموال التابعة للخزينة العامّة، ولم يسمح لأحد بفعل ذلك، وكان في انتظارهم الخزناجي (وزير المالية) الذي بلغ به ذل القهر والاستعباد إلى أن يسلم للقائد الفرنسي (الكونت دي بورمون) كنوز القصبة، ومفاتيح خزائن البلاد، وعندما فتح الفرنسيون الخزينة وجدوا فيها أكثر من خمسين مليون دولار، وهو مبلغ ضخم جداً في ذلك الوقت جمع من عرق الفقراء والكادحين وأموال الزكاة، فحدثت عمليات اختلاس كبيرة لهذه الأموال من القادة الفرنسيين أنفسهم، ويمكن أن يكون بعض اليهود قد استفاد من هذه الأموال وأرسلها إلى إيطاليا، أو كما يقول مؤرّخ جزائري بأنّ اليهود تآمروا فعلاً مع القائم المالي الفرنسي على سرقة هذه الأموال.

المهم في هذه القضيّة أنّ أموال الخزينة العامّة وأموال الداي الخاصّة تبخّرت وأصبحت نهباً للفرنسيين واليهود.

ورغم أن الغزاة عبر التاريخ لم يحتاجوا لأي مبرّر لغزوهم، فقد استولت القوات الأمريكيّة على العراق  تحت دعوى وجود أسلحة دمار شامل، والحقيقة تقول غير ذلك ففي ظل الاحتلال جرت عمليات سرقة مبرمجة لأموال العراق التي كانت مودعة في الخارج في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء، والأموال التي كانت مودعة في البنوك العراقية، والغطاء الذهبي للعملة السويسريّة العراقيّة المودعة في بنوك سويسرا.

كما جرى نهب الثروة البترولية المستخرجة منذ بدء الاحتلال وحتى الآن، ولا نعلم مدى صحّة الأنباء التي تتحدّث عن تخريب ورفع عدادات حساب كميات النفط المصدرة من موانئ التحميل في البصرة، لكن العاملين في قطاع النفط يؤكّدون أنّ هناك فرقاً كبيراً في كميّات النفط المستخرجة والكميّات المصدّرة، والمقدّرة يوميّاً بحوالي 165 ألف برميل، والمقدّرة قيمتها بحدود تسعة ملايين دولار يوميا، ويتساءلون: من المستفيد من هذه الفروقات؟

وحتى آثار العراق لم تسلم من النهب، إذ جرى نهب كامل لتراث العراق من التحف الأثرية والمكنوزات البابلية والسومرية والأكدية والآشورية، وبيعه لعصابات متخصصة في البلاد الغربية التي غدت تملك أجنحة خاصّة بالآثار العراقية المنهوبة.

وأعطت سلطة التحالف الضوء الأخضر لعصابات الخردة الدوليّة، عندما أصدر بول بريمر رئيس إدارة سلطة التحالف قراراً تمنح بموجبه وزارة التجارة خردة المعادن ترخيصا كي يتم تصديرها خارج العراق، فانتقلت إلى مستودعات دول مجاورة للعراق كابلات نحاسية منزوعة من نظام الضغط العالي، وقطع غيار لدبابات عسكريّة، وماكينات صناعيّة عملاقة، وأعمدة ومواسير وقضبان فولاذيّة، ومعدات نفط جديدة، وآليات عسكريّة ومدنيّة تقدّر قيمتها بالملايين، وشوهدت دبابة روسيّة من طراز ت 55 محمولة فوق شاحنة قادمة من العراق وقد أن قطعت سبطانتها.

وتوصّلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمركزة في فيينا بعد مراقبة متواصلة لصور الأقمار الصناعية الملتقطة لمئات من المواقع العسكرية والصناعية في العراق، إلى أنّ أكثر من عشرة مبان ومجمعات قد اختفت بالكامل من الصور الملتقطة وأزيلت بالكامل.

ولا نستطيع أن نعفي قوّات التحالف من مسؤوليّة ضياع ثروة العراق فقد صرّح الكولونيل تشارلز كرون، الناطق باسم قوات التحالف في العراق: إن قوات التحالف التي كانت مسؤولة عن ثروة العراق بصفتها قوة احتلال استولت على مبالغ نقدية كبيرة وجدتها في القصور والمجمعات الرئاسية والدوائر الرسمية العراقية وقال: لا أدري ما حصل لها، الكثير منها نقل بطائرات إلى مواقع مجهولة ربما نقلت خارج العراق أو ربما أعطيت للقادة (العسكريين) ليصرفوها في مناطق قيادتهم بحرية.

ومن المضحك المبكي أن أحد المسؤولين في عهد الاحتلال، كان مسؤولاً عن توريد الكثير من الصفقات للعراق وكان المطلوب استيراد كلاب بوليسية لأغراض الحراسات في دوائر الدولة ومؤسساتها، فرست المناقصة على إحدى الشركات التي يملكها، وكان مبلغ الصفقة مليون دولار أمريكي فقام المذكور من خلال موظفيه بجمع الكلاب الضالة في شوارع بغداد وتقديمها للحكومة على أنها كلاب بوليسية مدربة.

وأصبح العراقيّون يشعرون بالقلق بسبب تفشي الفساد والنصب والاحتيال ونهب المال العام لتغطية كلفة العدوان على العراق.

وما الأرباح الخيالية التي حققتها الشركات الوهمية التي دخلت العراق بحجة إعمار العراق إلاّ سرقة في وضح النهار، أمّا ما يشاع عن تعثّر مشاريع إعمار العراق بسبب عمليات المقاومة فلا مكان له في عالم الحقيقة.

المليارات التي سلبت ونهبت في عراق الرشيد، على مدى سنوات الاحتلال، ما كان لها أن تسلب لولا الاحتلال وأعوانه، وإنّ من مصلحة المتعاونين مع الاحتلال والمستفيدين من هذه الأوضاع الشاذّة الإبقاء على الحالة العراقيّة الراهنة.

ولكن هل تستطيع الدنيا كلّها أن تعوّض خسارة العراق بفقدانه مليون عراقي خلال السنوات الأربع الماضية، حيث اغتيل ما لا يقل عن 530 عالماً عراقياً وأكثر من 200 استاذ جامعي و132 طبيباً .. إلخ في عام 2006 وحده، وما خلّفته آلة الفتنة والعدوان من آلام لآلاف العجزة والأرامل والأيتام والمعوّقين والمشرّدين والمهاجرين، وإنّ أكبر خسارة للإنسانيّة أن يتحوّل الإنسان في ظل الاحتلال إلى مخلوق  متوحّش لا يشبع من سفك الدماء ونهب الأموال، ويبقى السؤال المطروح: من المستفيد من الحالة العراقيّة الراهنة؟

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ