ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرضة (4)

هجرة العقول المبدعة ، والأيدي المنتجة ، من سورية ..

لماذا؟ وإلى متى؟

عبدالله القحطاني

   مئات الآلاف من العمال السوريين ، ينتشرون في لبنان ، والأردن ، ودول الخليج، وليبيا ، ودول أخرى ، يعرف حكّام سورية بعضها ، ويجهلون أكثرها ..!

   صاحب الأرض  الزراعية ، التي تبلغ مساحتها عشرين هكتاراً ، أو ثلاثين ، أو أربعين .. يتركها بوراً ، أو يؤجّرها ، أو يرهنها .. ليبحث عن رزقه خارج بلاده، عاملَ بِناء ، أو عامل تنظيفات ، أو عاملاً زراعياً ، أو أجيراً في مطعم ، أو مخبز، أو ملحمة ، أو بقالة ، أو محطة وقود... ليكسب قوت يومه ، ويدّخر من عملة البلد، ما يعادل مئتي ليرة سورية ، يرسلها إلى أسرته ، بين فينة وأخرى ..!

   ومِثل صاحب الأرض ، صاحب الصنعة : الحدّاد ، والنجار، والكهربائي ، والخياط..

   وهكذا نرى أبناء سورية ، جميعاً ، قد اشتركوا في الفقر، والهجرة ، والغربة..! أبناء المدن ، وأبناء الأرياف والبوادي ، على اختلاف بيئاتهم ، وإمكاناتهم ، وأعمارهم التي تتراوح بين العشرين والخمسين ..

ـ والسؤال هو: لماذا !؟

- ألأن سورية دولة فقيرة مثلاً ؟ واضح أن الجواب هنا ، هو: (لا).. فسورية من أغنى الدول العربية ، إن لم تكن أغناها قاطبة ، بما فيها من تكامل اقتصادي رائع ، بين الأرض الخصبة المعطاء ، الغنية بالثروات .. وبين الإنسان الفاعل ، المنتج الدؤوب ، الذي غطّى نشاطُه عبرَ القرون ، سائرَ أوجه الإنتاج الاقتصادي ، من زراعة ، وصناعة، وتجارة ، وحرفة يدوية ..!

- ألأن المواطن السوري ، يكره بلده ، ويهرب منه ، ليعيش في بلد آخر ، مثلاً ؟

- والجواب هنا ، هو النفي المطلق ، كذلك ! فالمواطن السوري ، شديد التعلق ببلده ، لا على مستوى  الوطن وحسْب ، بل على مستوى المدينة ، والحيّ ، والقرية..! حتى إن الرجل من مدينة حمص مثلاً،  لو سافر إلى دمشق ، أو حلب ، لعمل أو دراسة ، فإنه يظلّ يشعر بالغربة عن مدينته وحيّه ، ويظلّ الحنين يملأ فؤاده . وكذلك المواطن في أيّة قرية أو مدينة ، في سورية ..!

- فما السبب إذن !؟ لمَ يهاجر العامل السوري من بلده !؟

   نترك الجواب هنا ، إلى ما بعد السؤال التالي :

   لمَ يهاجر العقل السوري المبدع ، المتخصّص في سائر أنواع التخصّصات الراقية: العلمية ، والطبية ، والهندسية ..!؟

   إن الإجابات التي طرحت هناك ، تطرح هنا ! والفرق بن فئة مهاجرة وأخرى ، يكمن في طبيعة عمل كل منهما ، وفي الأموال التي تنفقها الدولة على كل منهما ، وفي حاجة البلاد إلى كل منهما.. وكل منهما ذخر حيّ للوطن !

   ويظل السؤال المطروح ، على العقول الوطنية السورية السويّة كلها ، هو :

لماذا !؟

وإذا تحدّدت الإجابة عليه ، بأن السرّ يكمن في العقول التي تدير البلاد ( ولعلّ الأدقّ هو: في القبضات التي تتحكّم بالبلاد والعباد ).. وبأن تهجير العقول المبدعة والأيدي المنتجة ، غير مقصود ، من قِبل هذه العقول التي تدير البلاد ، أو القبضات التي تتحكم بمصيرها..  لكنّ عجزَها ، وفسادها ، وظلمها ، واستبدادها، وتخبّطها الإداري ، والسياسي ، والأمني، والاجتماعي.. لكنّ ذلك كلّه ، سبّبَ هذه الهجرة الكارثية لأبناء البلاد ..! فهاجرت العقول المبدعة ، والأيدي المنتجة ، وظلت قلوب أصحابها ، معلقة بين أسوار الوطن ، وعلى أسقف بيوته ، وفي عيون أطفاله ونسائه وشيوخه..!

 نقول : هذا إذا أحسنّا الظنّ بالزمرة الحاكمة ، المتحكّمة بالبلاد والعباد !

 أمّا من يعرف حقيقة الزمرة الحاكمة ، فيصعب عليه قبول هذا التفسير.. بل يتجرّعه ، ولا يكاد يُسيغه ، ثم يلفظه ، ليأخذ بالتفسير الصحيح ، المناسب لطبيعة الزمرة ، وأهدافها ومخططاتها البعيدة ..! ونترك الأمر هنا ، لكل ذي عقل سليم ، ليستنفر عقله ، ويحرّضه على التفكير الجادّ المسؤول ، ويتأمل القضيّة بعمق ، ثم يتصوّر السبب الكامن وراء هذا العبث المريب المدمّر .. بالبلاد وأهلها !

وأول الفئات التي يوجّه إليها السؤال ، هي الفئات المهاجرة ، التي تركت قلوبَها في أوطانها ..! وبَعدها ، الفئة الثانية ، وهي أهالي المهاجرين ، من آباءٍ ، وأبناء ، وأزواج، وإخوةٍ ، وأقارب! ..! هؤلاء الذين أرسلوا قلوبهم المرتعشة ، مع مهاجريهم ، لتقيم حيث يقيمون ، وتتشرّد حيث يتشرّدون ..!

أمّا السؤال الذي يوجّه إلى الوطن، بكل مَن فيه، وما فيه ، فهو: وماذا بَعد ، أيّها الوطن!؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ