ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الأزمة اللبنانية في طورٍ جديد

بدرالدين حسن قربي

مستجدات الساحة اللبنانية وتطوراتها تشير إلى أن الأزمة دخلت طوراً جديداً مع استعصاء الحلول وانسداد آفاقها وآخرها مبادرة الحل العربي.  ولكن مايلفت النظر في المنعطف الجديد للأزمة وتطورها على الصعيد المعارض الدفع بقطبي المعارضة الجنرال عون والشاب الزغرتاوي سليمان فرنجية ليكونا في الواجهة.  بالطبع لن تعدم المعارضة تقديم الأسباب لمثل هذا الدفع ومعه التصعيد الذي يشير في كل أحواله فيما نعتقد إلى أن الأزمة في طريقها لدخول منطقة خطر الموت وأن لحظة الإقلاع اقتربت، وماعلى الركاب سوى ربط الأحزمة، فالعد التنازلي بدأ وربنا يلطف.

فشل الحل العربي وشعور الجميع أن الحل ماض نحو التدويل كما كان في قرار المحكمة الدولية، يثير الرعب على أقل الأحوال في قلوب من تعنيهم المحكمة الدولية والخوف من المجهول في قلوب الآخرين.  ولئن كان هذا الأمر يعني بعض المعارضة أكثر من بعضها الآخر فليس غريباً دفع هذا البعض لتهديم المعبد على من فيه وضرب آخر الحصون المنيعة للدولة اللبنانية.

في الشهر الأخير لحمل الأزمة اللبنانية استبدلت المعارضة مفاوضها لأغراض في نفسها ودفعت بالجنرال عون مفاوضاً لمن أراد تفاوضاً على طريقة تمرير الكرة من لاعب لآخر، وقد يكون العماد عوناً في كل شيء إلا المفاوضة ووفكفكة العقد وحلها، لأنه هو نفسه وليس غيره كان قد توعّد معارضيه ومخالفيه بأن تأخرهم عن الاستسلام له والتسليم سيزيد تشدده يوماً بعد يوم، وعليه فإن تأزماً وتمترساً تجاوز 400 يوم يكفي للتأكد أنه قد فقد المرونة التي عنده إن سلمنا له بوجود شيء منها.  ولم تنس المعارضة بهذه المناسبة أن تعلن على لسان عونِ عونها القطب المسيحي الآخر فتح معركة جديدة على الساحة، فبعد أن كان ظاهر المعركة على رئاسة الجمهورية باتت مُطالبَةً برحيل البطريرك صفير وانتخاب آخر بشكل مباشر من الناس.  وهو كلام أقل مافيه يعني أن المحرمات قد انتفت في معارك الخصوم والضرب أمسى تحت الحزام، وأن المطالبة بكف يد البطرك أواستقالته إعلان إلى الناس بضرب آخر القلاع المنيعة في الدولة اللبنانية وفرطها مادامت المواجهة مستمرة، والمعارضة مصرّة على رضوخ الأكثرية لحلها.

تهم حلفاء النظام السوري في لبنان لفريق الأكثرية النيابية ( فريق الموالاة)، شملت الجميع وتجاوزت حدّ التخوين والارتباط الأمريكي ليصل حد تنفيذ المخططات الإسرائلية، وهي سحر لايفكه على الأقل إلا مشاركة هالمرتبطين والعملاء بثلث معارض يعطل عليهم في الحد الأدنى مشاريعهم التآمرية على جارهم وحليفهم السوري والأهم فيها المحكمة الدولية.  أما ماكان من جديد حربهم بتوجيه السهام إلى أكبر المقامات الدينية في البلد فهو يؤكد أن الأزمة السياسية دخلت في طور جديد دفع إلى واجهتها بعداً دينياً ووضع المختلفين أمام إشكالية السياسة والدين المركبة في أزمة معقدة كالأزمة اللبنانية، فهل سيحل الدين ماعجزت عنه السياسة أم أنها لوحة تحذيرية عملاقة (آرمة) توضح أن الأزمة تعقدت، وضاقت حلقاتها واستعصت، وتشير إلى أننا ماضون للدخول في الحائط...!!

يُسجّل لبعض النافذين من مسلمي الفريق المعارض ولافخر سبقَهم في التطاول على مقاماتهم الدينية بذرائع السلامة والحرص على الطائفة والنصح لها والخوف عليها، ولكن للإنصاف يسجل لهم أيضاً أن ماقالوه على خطورته ليس إلا (فكّة) لاقيمة لها أمام ماقاله بعض المعارضين المسيحيين على لسان النائب السابق سليمان فرنجية الذي استدرك سبق تطاول المسلمين المعارضين المهذب نسبياً بتطاولٍ لم يحدث من قبل على هذه الشاكلة على مقام الصرح البطريركي الماروني.  وهكذا فإنْ سبقَه الآخرون ابتداءً فهو في عِظم وكبر ماقال من تهم الارتباط والتورط والاستعمال والوظيفة عن الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير سجل الأسبقية انتهاءً، وسيسجل له التاريخ ذلك ولافخر.

في اعتقادنا أن ماقاله هالزغرتاوي له مابعده ولاسيما تأكيده أن ماقاله ليس زلة لسان أبداً بل هو مقتنع به، ومن ثمّ يتأكد لنا أن الكلام الذي قيل ليس وليد ساعته بل هو معدّ ومرتب له ومحسوب على طريقة أصحابه.

فقوله إن بكركي لم تعد مشروعاً استقلالياً ضد سوريا بل هي تقود مشروعاً سياسياً جديداً في لبنان، وعندها خطة لكيانية هذه المنطقة تبدأ من التوطين ولانعرف إلى أين تأخذنا.  وأن البطريركية تغطي مشروعاً سياسياً معيناً كنا نعتبره خلاصاً للمسيحين أما اليوم فنعتبره نهايةً للمسيحيين في هذا البلد ونهاية المسيحيين في هذا الشرق.

أما الجزء الأكبر من كلامه في برنامج مختصر مفيد فكان عن البطريرك نفسه وأنه لايستطيع أن يسلّم مصير طائفته ومستقبله لشخص عمره 90 سنة، تتحدث معه اليوم بحديث وبعد عشر دقائق ينساه مع احترامي لشعوره، ولكن بالنهاية هناك مصيرنا ومصير المسيحيين ومصير الموارنة في الشرق.  هذا الانسان هو قبل الظهر شيء وبعد الظهر شيء، فلّت نصف رعيته إلى المهجر وثلاثة أرباع رعيته لاترضى عن أدائه وهو قاعد (مابرد على حدا).  البطريرك يُستعمَل وهو مسرور لذلك، لأنه يعتبر نفسه (عامل زعيم).

اتهام النائب السابق سليمان فرنجية للبطريرك صفير بأنه موظف لدى السفارتين الأمريكية والفرنسية ووصفه لأكبر مرجعية مارونية عالمية بالكشتبنجي في مختصره المفيد أو غير المفيد كلام أقل مايقال فيه أنه من العيار الثقيل وسيكون له آثار ثقيلة في القادم من الأيام، ولكنه للأمانة لم ينس أن يقفل الوصف بقوله مع احترامي لكل الناس خشية أن يُغضب كلامه لاعبي الكشتبان.  وتكلم عن اعتداء بعض المتظاهرين إلى بكركي عام 1989 وإهانتهم للبطرك التي لاينساها، ولكن فرنجية لم ينس أن ينبه أنهم ليسوا عونيين وأنهم كانوا مدسوسين ليعتدوا على البطرك.  والكلام عن رأيه فيهم فيه نظر، لأنه لايُشترَط لمن يعتدي أن يكون مدسوساً وشاهدنا كلامه ووصفه للبطريرك إلا إن كان هو أيضاً مدسوساً، أو أن يكون مافعله ليس اعتداءً، ومن ثمّ فالسؤال كيف يكون العدوان...!؟

قال لي: لماذا غضب الشيعة من جماعة حزب الله غضبتهم المعروفة ونزلوا إلى الشوارع فاعتدوا وضربوا وخرّبوا يوم تعرّض برنامج بسمات وطن الساخر على قناة ال بي سي قبل سنة ونصف تقريباً لسيدهم ولم يغضب الموارنة مثلهم وقد تكلم سليمان فرنجية بما تكلم عن (سيدنا البطرك) كما يحب أن يقول تأدباً، وسيدهم أجمعين الكاردينال صفير..!!؟

قلت: هذه دقة وتلك دقة، وهذه غير تلك..!!  فلو كان البطرك يملك آلاف الصواريخ من مثل مايملك حزب الله، ولو كان يهدد دائماً ويتوعد شركاءه في الوطن ويرفع أصبعه ويهدد بقطع الأيدي والرقاب كما يفعل غيره فلربما خرج الموارنة معتدين على أملاك الناس ومخربين للممتلكات العامة وقاطعين للطرقات، ولتأدب في الكلام عنه المتحدثون.

لاشك أن الأزمة اللبنانية دخلت منعطفها الجديد بالقصف التمهيدي الثقيل على المرجعية المارونية الأولى في العالم.  وسواء كانت الحملة على البطريرك والبطريركية تكليفاً من حلفاء الخارج أو برمجةً للتغيير والإصلاح أو مبادرةً ذاتيةً من تيار المردة ابتغاء مرضاة الرب ومصلحة لبنان أو اتفاقاً مع حلفاء الداخل، فإن مايحصل يشير أن الجنرال عون (طاحش) لايلوي على أحد هدفه قصر بعبدا ومعه شيعته وأشياعه، رغم أن لبنان بات على حافة هاوية، وأن هنالك من لهم مصالح ممن سينادى عليهم (محكمة..!!) مطلوبين عاجلاً أم آجلاً إلى ساحات العدالة وقاعات المحاكم الدولية في إشعاله وحرق أخضره مع يابسه اعتقاداً منهم أن مخرجهم وفَرَجَهم بتدمير هذا البلد الجميل على من فيه، يظنون ظن السوء أن فِعالهم مانعتهم من القصاص، ولكن الأمل كبير كبير كبير بألا تمضي الأمور كما يريد هذا البعض طالما وُجِدَ فينا العقلاء من أهل الدين والسياسة وأهل الطائفة والكياسة الذين يدفعون بالتي هي أحسن ويعملون على إطفاء نيران فتنٍ وحروب يريد الآخرون إيقادها بأطفالنا ونسائنا وكبارنا وصغارنا وحاضرنا ومستقبلنا.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ