ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ومضات محرّضة :

حكم الأسرة الأسدية .. هل هو مرتبط بنهاية التاريخ !؟

عبدالله القحطاني

1) فكرة نهاية التاريخ ، في نظر المفكر الأمريكي الأحمق الذي اخترعها ، تعني أموراً كثيرة ، غير ماحلم به أو توهّمه ، من سيطرة إمبراطوريته المغرورة الشرسة ،على العالم ! ومن هذه الأمور:

  انتهاء سنّة التدافع بين الناس .. وبانتهائها تَفسد الأرض ، وتنتهي الحياة ! فالله عزّ وجلّ ، يقول : ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعضٍ لفَسدت الأرض !

  تنصيب أمريكا ، نفسَها ، شريكة لله ، في الهيمنة على خلقه .. لأنها ، عندئذ ، تتجبّر كما تشاء ، وتفعل بالعالم ماتشاء ! ويكفي أن يَحكمها رئيس أحمق ، حتى يدمّرها بنوبة من نوبات الهوَس أو جنون العظمة .. كما أحرق نيرون روما ، ذات يوم ، وجلس يستمتع بالنظر إلى ألسنة اللهب ، وهي تأكل المدينة !

والله ، عزّوجلّ ، لا يـُشرك في حكمهِ أحداً !

وهو القائل ، سبحانه : حتّى إذا أخذت الأرض زخرفَها وازّينَتْ وظَنَّ أهلُها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرنا ..

  بقاء الشعوب التي يَخضع حكّامها لأمريكا ، خاضعة للهيمنة الأمريكية إلى الأبد ..عن طريق الحكّام الطغاة ، المجرمين المرتبطين بأمريكا ، التي تعيّنهم وكلاء لها في بلادهم ، وتسمّيهم حكاماً ورؤساء ! وكلما هلك أحدهم ، أو قصّر في واجب الطاعة لوليّة نِعمته ، وضعت بديلاً عنه ، دون أن يكون لدى الشعوب المستعبَدة أيّ حلم ،  بالتحرّر من نير الاستعباد والطغيان !

  بقاء الدول القويّة الحيّة ( أوروربّا .. الصين .. اليابان ..) غير المستعبدة للأمريكان ، عاجزة عن منافسة أمريكا ، وعن التصدّي لهيمنتها ، أو لعدوانها ، فيما لو فكّرت بالعدوان على أيّة دولة واحتلتها! حتى لو امتلكت هذه الدول أرقى أنواع التكنولوجيا ،  وأفضل أنواع الأسلحة الحديثة المتطوّرة ! ( ولقد حلم هذا الحلم ، المنظر السياسي المعروف بريزينسكي ، قبل فوكوياما .. وزعم أن تناقضات الدول التي يمكن أن تنافس أمريكا ، في القرن الحادي والعشرين ، تَحول بينها وبين هذه  المنافسة .. لأن أياً منها ، لاتملك القوى المجتمعة التي تملكها أمريكا ، وهي قوّة الاقتصاد ، والقوّة العسكرية ، وغيرها .. فالدولة التي تملك قوّة اقتصادية ضخمة تنافس قوة الاقتصاد الأمريكي ، لاتملك قوّة عسكرية منافسة لقوّة أمريكا .. والتي تملك القوّة العسكرية لاتملك القوّة الاقتصادية أو البشرية ..!).

2) فهل تحلم أسرة أسد ، أن تكون مسماراً خالداً ، في الماكينة الأمريكية الأبدية .. لاينكسر ، ولا يصدأ ، ولا يقبل التبديل ، حتى من أجل صيانة الماكينة نفسها ، وتحسين أدائها في العالم !؟

وإذا كانت لا تستطيع أن تكون مسماراً قوياً ثابتاً ، في الماكينة الأمريكية ، كما تحلم ، وكما تحرص على تسويق نفسها .. وذلك لأنها مسمار هشّ ضعيف فاسد ، لا يصلح إلاّ لمرحلة انتقالية مؤقّتة ، ريثما يؤمّن البديل عنه .. فهل تحلم أن تكون مسماراً في إمبراطورية الفرس الجديدة ، التي تتظاهر بالعداء للشيطان الأكبر، وتنسّق معه على أوسع نطاق ، وفي أعمق المسائل وأخطرها !؟

 وإذا احتمت من الأمريكان بالفرس ، واحتمت بالفرس والصهاينة والميليشيات ، من شعبها.. ثم أتاها الله من حيث لاتحتسب ، فتحرّكت الشعوب الإيرانية المضطهَدة ، ضدّ هيمنة الفرس واستبدادهم.. فتفكّكَ الشبح الإمبراطوري داخلياً ، بمساعدة عوامل خارحية ، وعجزَ عن نصرتها ـ أيْ : أسرة آل أسد ـ ، وتخلّى الصهاينة عنها ، لحساباتهم الخاصّة ، المتعلقة بمصالحهم المتغيّرة مع الزمن ، وأحسّ بعض قادة الميليشيات ، بالخطر، من ارتباطهم بالأسرة الضعيفة الفاسدة ، ومالوا باتّجاه آخر.. فماذا يبقى لهذه الأسرة ، التي تأبى مجرّد النصيحة من أيّ ناصح ، مخلص لها مشفق عليها ، ممّن وظفتهم لخدمة قراراتها وحماية سلطاتها.. وظلت تطارد غلاماً مراهقاً ، كتبَ كلمة في شبكة الإنترنت ، وتحكم عليه بالسجن ، لتآمره على الوطن ..! ماذا يبقى لها ، حتى من دموع المشفقين عليها ، من الحاطبين في حبلها ، والمصفّقين لشعاراتها ، من السذّج والأغبياء ، خارج الوطن الصابر الجريح !؟

3) أهذه أحلام يقظة ، تدفعنا إلى التفكير بمصير الأسرة الفاسدة ، وخلاص الشعب منها !؟

ربّما .. ولكن :

أليست أحلام اليقظة ، لدى الشعوب المضطهدة ، بالخلاص من حكّامها الفاسدين .. أكرمَ من أحلام اليقظة ، بالخلود في كراسي الحكم ، لدى هؤلاء الحكّام ، وأكثر واقعية وإمكانية ، وانسجاماً مع سنن التاريخ الإنساني .. لاسيّما إذا كان الحالم شعباً حياً ، حراً أبياً ، فاعلاً ، متمرساً بفنّ كنس الطغاة ،عبر السنين .. كالشعب السوري الصابر النبيل !؟ 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ