ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 17/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

محاولة أخيرة لتصفية القضية الفلسطينية

أ.د. محمد اسحق الريفي

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي بوش إلى المنطقة في سياق محاولته لإنهاء القضية الفلسطينية وإقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطين، وذلك عبر إسقاط حق العودة والقضاء على المقاومة وتمكين فريق أوسلو من السيطرة على حياة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، ليتمكن هذا الفريق من جر الشعب الفلسطيني إلى الاعتراف بالدولة اليهودية.

وهذه المحاولة التي يقوم بها بوش لإنهاء القضية الفلسطينية ستكون الأخيرة بالنسبة له، إذ إن ولايته الرئاسية الثانية ستنتهي بعد أقل من سنة، وتقوم هذه المحاولة على أساس ما تم الاتفاق عليه بين فريق أوسلو وحكومة كيان الاحتلال الصهيوني في أنابوليس برعاية أمريكية، ويتضمن ذلك تنفيذ الشق الأمني من خريطة الطريق الأمريكية وإطلاق ما يسمى "مفاوضات الحل النهائي" بين فريق أوسلو والاحتلال الصهيوني، بينما يسعى الاحتلال جاهداً لفرض واقع جغرافي وديموغرافي وسياسي جديد في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس المحتلة تحديداً.

وقد جاء بوش إلى المنطقة لتهيئة الأجواء الإقليمية لضمان نجاح محاولته، حاملاً في جعبته عناصر أفق سياسي كاذب يتمثل في وعود كاذبة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية التي يسعى الصهاينة لأقامتها، ومتعهداً بحماية أمن هذه الدولة اليهودية المزعومة، ومحاولاً إجبار الدول العربية على توطين اللاجئين الفلسطينيين، ومن ثم إسقاط حق العودة.

ولا شك أن هذا الأفق السياسي الكاذب الذي يحاول بوش خداع شعبنا وأمتنا به سيضع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تتصدى ببسالة للمخطط الصهيوأمريكي الهادف إلى إقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطين، بين خيارين اثنين: إما الموافقة على هدنة مذلة للشعب الفلسطيني، وإما مواجهة هجوم صهيوني واسع على قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية.

وهذان الخياران يهدفان في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيوأمريكية، فالهدنة التي يطرحها الصهاينة على حركة حماس تهدف إلى وقف المقاومة الفلسطينية، دون أي التزام من الطرف الصهيوني بوقف عمليات تهويد القدس المحتلة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم الدولة اليهودية المزعومة، ودون أي التزام بوقف عدوان الاحتلال الصهيوني وأجهزة عباس الأمنية المتواصل على المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية في الضفة الغربية المحتلة.

وما يهم الاحتلال الصهيوني بشكل ملح الآن وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على مدن الاحتلال وبلداته، لتجنب أزمات داخلية لها تأثير سلبي كبير على مجتمع الاحتلال الصهيوني وعلى المستقبل السياسي لعدد من أعضاء حكومة كيان الاحتلال، خاصة وأن الأزمة التي أدى أليها فشل الاحتلال الذريع في حرب لبنان الأخيرة تكاد تعصف بأولمرت وتنذر بإنهائه سياسياً.

ولذلك فإن كل ما يسعى الاحتلال الصهيوني لتحقيقه من وراء هذه الهدنة هو: شل حركة حماس سياسياً وشل مقاومتها، ومنعها من تطوير إمكانياتها العسكرية، وجعل استمرار بقائها في الحكم عبئاً ثقيلاً على الشعب الفلسطيني، وإيجاد مناخ إقليمي للوصول إلى الحل النهائي وفق إرادة الاحتلال والأمريكان.  ويراهن الاحتلال في نجاح مساعيه على استمرار المعاناة التي يسببها لشعبنا والتي تهدف إلى الحد من قدرته على الصمود والمواجهة.

كما يسعى الاحتلال للتخلص من التهديد الاستراتيجي الذي يشكله استمرار كتائب عز الدين القسام في بناء قدراتها العسكرية وتطويرها وتنظيمها، وذلك بمحاولة منع وصول الأسلحة الثقيلة والاستراتيجية إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام عبر الأنفاق، لضمان عدم المساس بالتفوق العسكري الصهيوني على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام.

ولا شك أن حركة حماس، ومعها جميع فصائل المقاومة، سترفض هذه الهدنة المذلة جملة وتفصيلاً، خاصة مع استمرار شتى صنوف العدوان والإجرام الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، ولهذا فإن الخيار الثاني المتمثل بشن اجتياح واسع على قطاع غزة سيكون الأرجح والأكثر احتمالاً، وفي هذه الحالة، سيكف عباس عن استعداده للحوار مع حركة حماس.

ولكن لا شك أيضاً أن اجتياح واسع لقطاع غزة لن ينجح في النيل من المقاومة الفلسطينية، ولن يفلح في منع كتائب الشهيد عز الدين القسام على تطوير نفسها وارتقاء أدائها في مقاومة الاحتلال، كما أن مثل هذا الاجتياح لن يكون نزهة، فسيدفع الاحتلال ثمنه غالياً، حيث لن يجد جنود الاحتلال في شوارع غزة سوى الموت الزؤام.

والأكثر من ذلك، فإن قيام جيش الاحتلال المجرم بإعادة احتلال قطاع غزة هو بمثابة انتحار لهذا الجيش وفشل ذريع يضاف إلى فشله في جنوب لبنان وقطاع غزة، كما أنه سيؤدي حتماً إلى نهاية سلطة أوسلو وكل محاولات إيجاد إدارة فلسطينية للاحتلال الصهيوني.

وفي نهاية الأمر، لن يكون بإمكان حكومة كيان الاحتلال تحقيق أي هدف سياسي من وراء ذلك الاجتياح الذي سيجعل من قطاع غزة مستنقعاً عميقاً ومؤلماً للاحتلال والأمريكان وحلفائهم الغربيين والعرب.  علاوة على ما سيؤدي إليه ذلك من هزة عنيفة للنظام الرسمي العربي الموالي للوليات المتحدة والمتواطئ مع الاحتلال الصهيوني، ومن ثم فشل جديد للوليات المتحدة الأمريكية يضاف إلى سجل بوش الحافل بالفشل والخيبة.

إن بوش الصغير جاء في نهاية عمره السياسي إلى منطقتنا لاهثاً وراء السراب ومحاولاً تسجيل نجاح في سجله المليء بالفشل والتخبط، وهو لا يدري أن فشله هذه المرة سيكون النهاية الحتمية للمخطط الصهيوأمريكي في المنطقة بأسرها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ