ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

النظام السوري ومجزرة القرن العشرين

بدرالدين حسن قربي*

في لقائه مع اليونايتد برس انترناشيونال بتاريخ 3 شباط/ فبراير2007 أجاب السيد/ علي البيانوني- معارض سوري إخوان مسلمين، كان قد أسس مع السيد/ عبدالحليم خدام جبهة الخلاص الوطني- على سؤال في إمكانية التعاون مع السيد/ رفعت الأسد كمعارضة سورية قائلاً:

نحن لا نستطيع أن نتعاون مع رفعت الأسد لأننا نعتبره مسؤولاً بشكل مباشر عن مذابح ومجازر وجرائم ارتُكبت في سورية - لاسيما وأنه تنصل عن مسؤوليته عنها كما ذكر في مراسلات خاصة بيننا وبينه - ولم يعتذر عنها.

نضيف إلى ماسبق تصريحاً لموقع المرصد السوري لحقوق الإنسان بتاريخ 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2006  كشف فيه المعارض السوري السيد/أحمد أبوصالح (وزير وعضو مجلس قيادة الثورة وقيادة قطرية سابق في حزب البعث السوري) عن اتصالات له ولقاءات بقصد التحالف مع التجمع القومي الموحد (تجمع معارض يرأسه رفعت الأسد النائب السابق للرئيس السوري حافظ الأسد وشقيقه وقائد سرايا الدفاع) انتهت بالفشل، لأن رفعت الأسد وافق - حسب قول السيد/ أبوصالح- على الاعتذار للشعب السوري من خلال بيان يلقيه عبر فضائيته (اي ان ان )عن مجازر حماة وتدمر بناءً على طلب السيد/أبوصالح ولاسيما أنه أدّعى - حسب روايته - أن شقيقه حافظ هو المسؤول، لأنه – أي حافظ الأسد – هو الذي أرسل دون موافقته (أي رفعت الأسد) بعضاً من سراياه للمشاركة في تلك المهمات الدموية، وقد طُلب من (أبوصالح) صياغة بيان الاعتذار الذي أعده بالفعل ولكن الاعتذار لم يحصل ومن ثم لم يتم التحالف.

إننا نستدعي التصريحات السابقة لِنذكّر بحصول مذابح ومجازر متعددة في سورية خلال فترة حكم حافظ الأسد، كانت من أشهر مجازر القرن العشرين وحشيةً ودمويةً، قُتل فيها عشرات الآلاف من المواطنين السوريين في العديد من المدن السورية ومعتقلاتها في ظلّ نظامٍ من القمع والاستبداد والفساد أشاع في البلاد البطش والإرهاب والقتل وسفك الدماء، وفي أجواء من تكتمٍ إعلامي محلي وإقليمي ودولي لأسبابٍ وأسبابٍ ليس هنا مكان الحديث عنها، ولنؤكد ذكرى أكبر هذه المذابح عموماً مجزرة مدينة (حماة) في 2 شباط/فبراير 1982، وقد تجازوت عامها الخامس والعشرين منذ يومين، حيث واجهت المدينة أكبر عمليةٍ عسكريةٍ خلال الشهر المشار إليه كله من قبل النظام الحاكم، تُوَجّهُ إلى مدينة آمنةٍ مطمئنةٍ بعد الحرب العالمية الثانية. استُخدِمت فيها كل أنواع الاسلحة الارضية والجوية من دباباتٍ ومدفعيةٍ وصواريخَ وطائرات، وشكلت بلاشك أكبر فعلٍ حربيٍ يقوم به النظام السوري بعد حرب 1973، ولتكون أكبر عملية قمعٍ وإبادةٍ جماعية في تاريخ الأنظمة القمعية على مستوى العالم للقرن العشرين كان ضحاياها عشرات الآلاف من النساء والأطفال والرضع والشيوخ والشباب حتى المعوقين قتلاً وسحلاً وحرقاً وبقراً للبطون وتفجيراً وذبحاً على صعيد ناسها وأهلها، وهدماً وتدميراً لجانبٍ كبيرٍ من المدينه، أحياءً بكاملها وحاراتٍ بساكنيها ومساجدَ وكنائسَ بمن فيها، وهو مما وثقته الكثير من تقارير منظمات حقوق الإنسان، ولكن الأكثر منه لم يوثق بعد لأسبابٍ معروفة.

نستحضر هذه التصريحات ونشير إلى الذكرى للتأكيد على أن تقادم هكذا جرائم لايعفي أصحابها من المساءلة والمحاسبة أحياءً وأمواتاً كما الحديث عنها. فما قاله السيد/ البيانوني وكشف عنه الآن، وماقاله من قبله السيد (أبوصالح) صالح، ويصلح للتأسيس والقول ابتداءً وبداهةً أن مسؤولية هكذا مهماتٍ دمويةٍ كانت ابتداءً بين الأخ وأخيه، والحي فيهما يتهم الميت، والقضاء له الكلام الفصل، وعلى الباغي تدور الدوائر.

كما أن الحديث عن هكذا جريمةٍ بشريةٍ لاإنسانيةٍ ولاأخلاقية لايراد له أن يُفْهَمَ أنه دعوة إلى أحقادٍ أو حربٍ أهليةٍ أو غير ذلك مما يقال أو يشاع ولاسيما أن منطقتنا كلها مهددة الآن بحربٍ أهلية من العراق إلى فلسطين ولبنان، بل هو دعوة إنسانية كريمة لفتح ملف هذه المذبحة البشرية والحديث عنها على صفحات الجرائد والمنتديات والفضائيات، والاتجاه عبر المنـظـمات الانسـانيـة والدوليـة بهذه القضيـة لفضح مرتكبيها والعمل على أخذهم بالنواصي والأقدام إلى ساحات القضاء والمحاكم الدولية لمحاكمتهم عن جرائم ضد الإنسانية وتهم القتل الجماعي والإبادة ضد البشرية مستخدمين كل الوسائل القانونية والمشروعة حصراً وليقول فيهم القضاء والتاريخ كلمته، ولِيُغْلَقَ الجرح الغائر حسب الأصول.

ولانريد لأحدٍ أيضاً من عروبيين و قوميين، أو إسلاميين وغير اسلاميين، أو مقاومين ومستسلمين، أو ملحدين ومؤمنين أن يفهمنا (عدم المؤاخذة غلط)، بأن المطالبة بفتح ملف هذه المجزرة البشرية يراد منه – والعياذ بالله - النيل من صمود النظام وممانعته، أوالنيل من هيبته أو إضعاف الشعور القومي لدى المواطنين.  كما أن هذه المناشدات والمطالبات ليس هدفها حقيقةً النيل من عزيمة النظام في المقارعة والممانعة، أو همة الحكومة في المنازلة والمصاولة، أو عزم القيادة في المبارزة والمجاولة، أو إضعاف المقاومة عند المقاومين، أو توهين النضال عند المناضلين، أو تعطيل النظام عن استرجاع الجولان ومزارع شبعا، أو توقيف اتصالاته ومفاوضاته مع اليهود.

ونؤكد – مع التقدير- لكل أحزاب العرب والعجم، واليسار واليمين، الإسلامي منهم والليرالي والعلماني وغيرهم ممن فاتنا ذكرهم ومع حفظ الألقاب للجميع أن المناشدة واضحة، والمطالبة أوضح، وهي أسماء الضحايا وأماكن دفنهم، وكبار الجزارين المسؤولين عن هذه المذبحة، وعمل مايلزم تجاه الضحايا والمجرمين.

نعم..!! إننا تتكلم عن المجزرة ونستدعى التصريحات ليس لاستدعاء ثاراتٍ وحروبٍ، وإنما لوضع النقاط على الحروف، والتنبيه والسعي للعمل حسب الأصول والقواعد القانونية المحلية والدولية وإجراء اللازم لإغلاق هذا الملف الضخم والمفتوح للمضي قدماً لبناء دولة القانون، ووطن الحرية والديمقراطية والعدالة بعيداً عن القهر والإذلال والقمع والقتل والنهب والتشبيح.

CBC@HOTMAILME.COM

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ