ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أين برهانك ، يادكتور برهان ..على خطأ الإخوان !؟

سامي رشيد

كلمات عجلى ، حول حملة الدكتور برهان غليون ، على الإخوان المسلمين ، بسبب تحالفهم مع السيد عبد الحليم خدام !

  أولاً: أتمنّى أن يطّلع الدكتور غليون ، على هذه السطور التي أكتبها ، ليوضح وجهة نظره حولها !

  ثانياً: أعترف أنني كنت ، ومازلت ، من المعجبين  بطريقة الدكتورغليون ، في التفكير وفي المناقشة ! وقد قرأت له بعض الدراسات القيّمة ، في بعض المجالات السياسية والاجتماعية .. وهو باحث متمكّن ، ذو فكر تحليلي عميق ودقيق .. في رأيي المتواضع !

  الأصل في صانع القرار ، أيّ قرار، أن يكون أعرف من غيره ، بقراره ، من حيث استيعاب الظروف العامّة والخاصّة ، والتفصيلات الكلية والجزئية ، التي دفعته إلى تفضيل هذا القرارعلى البدائل الأخرى المطروحة أمامه .. في أيّ مجال كان هذا القرار ، وأنّى كانت طبيعته ؛ سياسياً كان ، أم اجتماعياً ، أم اقتصادياً ، أم غيرذلك !

  لا ينقَد القرار إلاّ من خلال معادلته الخاصة ـ ولكل قرار معادلته ـ التي تحتوى على السلب والإيجاب ، ونقاط القوّة ونقاط الضعف ، والفرص والتحديات ، كما يقال! مع مقارنة هذا القرار، بالبدائل الأخرى المطروحة على صاحب القرار، في المسألة ذاتها التي اتّخذ فيها قراره ، والمفاضلةِ بين هذه البدائل كلها ، لمعرفة السبب الذي دفع صانع القرار إلى تفضيل البديل الذي تبنّاه ، على البدائل الأخرى ! وقد يكون السبب ظاهراً للناس ، أو خفياً لايعرفه سوى صاحب القرار نفسه ! وربّما كان ثمّة أسباب عدّة وراء تفضيل بديل على آخر، يعرف الناس بعضها ويجهلون أكثرها !

  ناقد القرار مطلوب منه ، إذا كان متمكّناً ، متمرّساً في دراسة القرارات ، مثل الدكتور غليون .. مطلوب منه أن يستوعب معادلة القرار كلها ، بسائر تفصيلاتها ، الظاهرة والخفية ! وما لا يعرفه منها يجب عليه أن يسأل صانع القرار عنه ، ليوضح له بعض ما جهله ، من حيثيات القرار ودوافعه ، وملابساته وأهدافه ، وظروفه في سياق محدّد ، واضح في ذهن صانع القرار!

  إذا انتقد صحفي قراراً ما ، بصورة سريعة ، ليكسب من وراء نقده بعض المال ، حين ينشره في صحيفة أو مجلّة .. فهذا شأن الصحفيين عامّة ! أما أن يلجأ باحث متخصّص ، متعمّق ، سياسي متمرّس ، معارض لنظام حكمه ، كالدكتور غليون .. إلى الطريقة الصحفية ، ليمارس نقده لقرار خطير ودقيق ، كالقرار الذي عابه على الإخوان المسلمين .. فهذا أمر يدعو إلى العجب ، أو إلى الريبة ، أو إلى التساؤل : لمَ لمْ يسأل صنّاع القرار، عمّا يجهله من موجبات قرارهم ودوافعه !؟

  مانعلمه أن الإخوان أوضحوا رأيهم بصراحة ، في تعاملهم مع السيّد خدام وتحالفهم معه . وما نعلمه ، أيضاً ، أن قوى إعلان دمشق دعت سائر العناصر العاملة في النظام السوري ، بما فيها بشار الأسد نفسه ، إلى التخلّي عن النظام القائم ، بشكله الحالي الفاسد ، والتعاون مع قوى المعارضة للتغييرالسلمي الهادئ المتدرج ، في شكل الحكم ومنهجه !

  ومانعلمه ، أيضاً، أن الإخوان لم يعطوا السيّد خدام ، شهادة حسن سلوك ، أو صكّ براءة ، من مسؤوليته عن ممارسات النظام ، الذي شارك فيه سنين طويلة !

  وما نعلمه ، أيضاً ، أن الإخوان ينظرون إلى جبهة الخلاص ، على أنها رافد لعمل الإعلان ، لا ناقض له ، ولا منافس !

  وما نعلمه ، أيضاً ، أن حرص الإخوان على إعلان دمشق ، وعلى نجاحه وتقويته وتعزيزه .. لايقلّ عن حرص الدكتور غليون ، إذا لم يزد عليه !

  وما نعلمه ، أيضاً ، أن الإخوان لم يدّعوا العصمة ؛ لأنفسهم من الزلل ، أو لقراراتهم من الخطأ والخلل ! وأنهم يدركون ، ويؤكّدون ، أن أيّ قرار يتّخذونه ، إنما جهد بشري ، يحتمل الخطأ والصواب !

  ولو أن الدكتورغليون ، انتقد قرار الإخوان مرّة واحدة ، على سبيل إبداء الرأي ، أو على سبيل النصيحة .. ثم شغل نفسه بأمور أخرى ، من الأمور الكثيرة والهامّة ، المطروحة عليه ، وعلى المعارضة السورية كلها .. لما احتاج الأمر لأن نكتب هذه السطور! أمّا أن يجعل هذا الأمر ديدَنه ، ويهاجم الإخوان ، مرّة بعد أخرى ، من خلال هذا القرار، متّهماً إيّاهم بإفساد عمل المعارضة ، من خلال إضعاف إعلان دمشق.. فهذا ممّا لانحسبه يليق بالدكتورغليون ، ولا يليق السكوت بمن يسكت عليه!

  ربّما كان الإخوان سيستفيدون من دراسة الدكتورغليون ، لو أنه سألهم عن تفصيلات قرارهم ودوافعه ، واكتشف بعض مافيه من خلل ـ من خلال معادلته الداخلية ، ومن خلال صلته بالواقع ، وتأثيره السلبي فيه حالاً ومآلاً ـ .. يمكنه أن يقنع به أصحاب القرار، ليتراجعوا عن قرارهم !

  مادام لم يفعل ـ وهو الخبير بما ينبغي عليه فعله ، عند التصدّي لدراسة القرارات الخطيرة لدى الآخرين ، ونقدها ـ .. مادام لم يفعل ، واكتفى بالهجوم المستمرّعلى القرار ، وبالتالي على أصحابه ( الجهلة ، المتهوّرين !) فقد وضع نفسه في الدائرة الغامضة ، التي يبحث فيها الآخرون المنتقَدون ، عن تفسير لفعله ! وبالتالي عن صفة تناسب صانع الفعل ، وعن هدف محتمل وراء هذا الفعل ! وهنا قد تكثر التكهّنات والتأويلات والتفسيرات .. التي نخشى ألاّ تكون كلها من النوع الذي يريح الدكتورغليون ، ويريح طلاّبه المعجبين بموضوعيته وحياديته في الدراسة والنقد والتحليل ! وربّما لجأ بعضهم ـ مضطراً ـ إلى ولوج الصدور، والتنقيب فيها عن النيّات ، السليمة وغير السليمة .. وراء هذه الحملة المركّزة ، المستندة إلى نظرات عجلى مرتجلة ، في دراسة قرار ليس في الساحة مستفيد من مهاجمته والتشنيع عليه ، أكثر من الزمرة الحاكمة في سورية !

  نرجو من الدكتور غليون التوضيح .. لإبقاء الثقة به قائمة ، من حيث سلامة التفكير، ومن حيث سلامة النية والهدف ! ونتمنّى له مستوى أرفع ممّا هو ظاهر لديه ، في تعامله مع الحالة التي وضعها نصب عينيه ، ولم يعد لديه مشجب يعلّق عليه ضعف المعارضة في سورية ، سوى تحالف الإخوان المسلمين مع خدام ! وربّما / وهذه على سبيل الدعابة..التي سوّغها لنا منهجه في التفكير/ ربما لو ضايقته بعوضة في حمص،   لألقى المسؤولية في هذا ، على تحالف الإخوان مع خدام .. هذا التحالف الذي ( شقّ إعلان دمشق !) فأضعفه ، وبالتالي عطّل قدرته على إسقاط النظام الحاكم ، الفاسد المهمل ، الذي ترك حمص دون وقاية من البعوض والذباب ، ومن سائر الحشرات المستوطنة في البساتين الممتدّة على ضفّة نهر العاصي !

ولله في خلقه شؤون !

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ