ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 30/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عندما يكون التخوين منهجاً .. نقول : سلاما !.(1)

د.نصر حسن

تواترت ردود فعل النظام وممانعيه على اجتماع إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي السلمي , وما نتج عن الاجتماع من نقلة وطنية, شكلت مفارقة جديدة لم يستطع الاستبداد بلعها !وهي أن إعلان دمشق الذي أراده النظام جراباً ممزقاً يجمع بداخله حركة المعارضة كفراغ  قادر على التحكم فيه وحشره ضمن خطابه المتهافت وآلته الأمنية الجائرة الفاجرة , تفاجأ أنه تطور في الأداء والفكر والآلية ,وقطع شوطاً ملموساً على طريق تطور آلية التغيير الوطني الديمقراطي , حيث مارس الديمقراطية العدو اللدود للنظام بامتياز , وكسر مفهوم الوثنية القيادية والفكرية واحتكار العمل السياسي على فكر أو فرد أو حزب والتي هي صنو الاستبداد وحاضنته, وأثبت إعلان دمشق قدرة تنظيمية وسياسية فائقة ,اخترقت دوائر النظام كلها وحواجزه وخطوطه التي حاول حصره فيها , فكان الرد الهمجي باعتقال قيادته , وبث سموم أبواقه  خبط عشواء على أطراف المعارضة في محاولة يائسة لوقف الحراك الوطني الديمقراطي .

والسبب الرئيسي الذي أقلق النظام هو أن إعلان دمشق حسم الصراع ونقله من داخله إلى ساحة النظام , وتجاوز حلم النظام في إغراق الإعلان بجدل داخلي نظري مفاهيمي مصطنع عقيم , ومحاولة حصره في ترداد وعلك التاريخ والمواقف والأفكار , إلى ديناميكية جديدة مولدة لبنى وروابط اجتماعية وسياسية جديدة لها قاعدة شعبية واسعة تزداد قدرةً وجرأة على كسر حاجز الخوف ,وإنتاج وسائل عملية للتصدي لمصيبة سورية وهي الاستبداد وإفرازاته .

فالنظام الأسير في منظومته الفاسدة المتهالكة وقمع أجهزته المتواصل , قد أربكته قدرة الإعلان على التحرر من كهنوت الأفكار والقوالب النظرية وصنمية القيادة ... أربكه أيضاً في نقلته الوطنية الاجتماعية  السياسية ,لأنه وضع يده على الجرح السوري ...باختصار مثل رداً على طائفية النظام واستسلامه وفساده ,وأفصح بوضوح أن الحرية والديمقراطية والاستقلال ,وحدها تستطيع أن تنقذ وتجمع وتحافظ على السلم الأهلي , ووحده النقد البناء ينتج الخيار الصحيح والقيادة الشرعية الواعية الوطنية للقضاء على الاستبداد ,وهذه بذور جدية وجديدة في الحياة السياسية في سورية.

لا نريد أن نخوض في محتوى الهجوم  لأنه انحدر عن كل مستويات الحوار والنقد والمشاركة في الهم الوطني , إلى التخوين و التجريح ولخبطة الأفكار وتشويه المفاهيم , وأفصح  بهزالة كبيرة عن نفسه في التوقيت وفي المصدر وفي الشكل والمضمون والمستوى والهدف معاً ,  ويمكن للقارئ الكريم الحصيف أن يعرف مغزى الرسالة من عنوانها , لا بل من لون غلافها  , أي التعرف على محتوى الهجوم من طبيعة المهاجمين الذين تبرعوا للدفاع عن النظام ومشروعه ,والهجوم على إعلان دمشق والمعارضة بغض النظر عن الغطاء أو الواجهة أو المكان .

وفيما بدى الهجوم فاشلاً محمولاً على بؤس ظنهم  بعدم نجاح بعض أطراف الإعلان في الانتخابات تأسيساً على عملية ديمقراطية لا يشك أحداً بنزاهتها, يشي بمغزى سرعة رفد الهجوم بأشخاص معروفة بارتباطاتها وتهافتها مع موقف النظام الأمني , وسرعة تبدل شكله ومضمونه( الهجوم )  ليلتصق كلياً مع موقف الاستبداد من حيث أنه يمثل "الممانعة والصمود والتحدي" ! وهم يعرفون جيداً أن النظام غارق من  رأسه إلى أخمص قدميه في وحل العجز والاستسلام والتطرف والعنف ,وضرب كل بنى الصمود الحقيقية  وأسس الوحدة الوطنية في سورية .

والحال كذلك بطغيان الغوغائية والتهافت , كوَع المهاجمون إلى نبرة جديدة وعنوان آخر , خلاصته أن قوى إعلان دمشق الجديدة تمثل "الليبرالية الأمريكية العولمية "!, مما يوضح بشكل جلي أن آلة النظام العسكرية والأمنية التي تعتقل رموز إعلان دمشق ,هي التي ترضع هؤلاء الشعارات والكلمات لتشويه صورة إعلان دمشق وإجهاضه وتطويق تفاعله مع الشعب  , بعد أن قطع قفزة نوعية فكرياً وإجرائياً ديمقراطياً ووطنياً, وعبر بدقة عن موقف وطني مسؤول , له أفق فكري اجتماعي سياسي اقتصادي حول عملية التغيير والخلاص من الاستبداد ,وفي تعميق الوحدة الوطنية و حول سورية المستقبل أيضاً , وفي خضم تناقض النظام وتهافته على المستوى الداخلي والعربي والدولي , وقع بعض المهاجمين مرتبكين مشوشين بنفس حفرته , هذا في أحسن الظن !.

.......يتبع

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ