ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مثقفون سوريون للبيع! ... من يزيد؟

سالم أحمد*

لا يُنكَرُ على مثقف أو كاتب، أو حتى سياسي، أن ينتصر لهذا الحزب أو ذاك، أو أن يقف مدافعا عن سياسة نظام بعينه، طالما أنه يحترم في انتصاره هذا عقول القراء. فكما أن لك الحق بالانتصار لأرائك، فينبغي أن لا تستكثر هذا الحق على الآخرين ، إذ أن ذلك منطق العدل واحترام الرأي الآخر.

ولو دخلنا في لب الموضوع مباشرة، وذكّرنا القارئ بما تواضع عليه فرقاء إعلان دمشق. وأنهم تجمعوا للعمل على التغيير السياسي السلمي في سورية بالأسلوب الديمقراطي، بعيدا عن منطق الانقلابات، فهم بذلك يكونون قد أنصفوا النظام الحالي بعدما انفرد بالحكم  لأكثر من أربعة عقود. بل لو أراد حزب البعث أن يكون فصيلا من هذه الفصائل، وسعى للتغيير السلمي في سورية جنبا إلى جنب مع قوى إعلان دمشق، فسيجد أنه مرحب به، كما ذكروا في الإشهار عن "إعلان دمشق" قبل أكثر من عامين.

لكن النظام، كعادته، لم يشأ أن يحاور الفرقاء المعارضين، وترك لبعض الكتاب أن يدافعوا،  بطريقتهم الديماغوجية، عن وجهة نظره، مع أنهم يسيئون لصورته –أكثر مما هي سيئة- أكثر مما يحسنون. ولا يجد هؤلاء المثقفون والكتاب وسيلة أنجع من تحريف الحقائق للدفاع عن النظام، في عصر الإنترنت والقنوات الفضائية. 

لقد كان الأمر من البداهة بمكان أن يجتمع أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق للتغيير الوطني، في بيت أحدهم في دمشق وينتخبوا قيادتهم. وهم لم يفعلوا ذلك خارج سورية، مع أنهم لو فعلوه لما لامهم أحد في ظل نظام قمعي استبدادي يأخذ بالشبهة ويعتقل "الأحول" إذا غمز بعينه –بشكل لا إرادي- لأن أجهزته تعتبرها إشارة لموعد مع آخرين.

لسوء حظ النظام –أكثر ما هو سيء- فقد اختار "عماد فوزي الشعيبي" ليدافع عن  سياساته في اعتقال رئيس المجلس الوطني "فداء حوراني" وأعضاء آخرين بالأمانة العامة. فالشعيبي –لمن لا يعرفه- لا يترفع عن الكذب وقلب الحقائق، وتقبيح الحسن وتحسين القبيح. وعندما يُختار للظهور أمام الفضائيات، فعليك أن تتوقع منه أن يضع الحقائق جانبا فيما يقول، فمثله لا يطاوعه لسانه على التلفظ بالحقائق.

لو زعم "الشعيبي" أن أعضاء المجلس الوطني اجتمعوا للإعداد لانقلاب على النظام، لربما صدقه البعض، ولما كان ذلك إساءة للمجتمعين، مع أنهم اختاروا الطريق السلمي أسلوبا للتغيير. فنظامٌ جاء إلى الحكم بانقلاب من العدل أن يذهب بانقلاب، فيما لو قدر على ذلك أحد. ولا يعتبر ذلك بأي حال تآمرا على الوطن، إذ سلامة الوطن وأمنه لا تترسخ إلا بعد الإطاحة بهذا النظام، ورفع طغيانه عن الشعب السوري.

ولو زعم الشعيبي أن المجلس الوطني لإعلان دمشق يعد العدة للدعوة للعصيان المدني، لما اعتبرها المواطن السوري تهمة في حق المعتقلين. فقد أصبح العصيان المدني هو الوسيلة الوحيدة أمام المواطنين للخلاص الآمن من طغيان النظام. خصوصا و"إعلان دمشق" يضم أحزاباً سورية متنوعة، عربية وكردية، وتنظيمات مدنية، بالإضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة من مختلف الاتجاهات السياسية. وهو بهذه "التنويعة" يستطيع أن يدعو إلى العصيان المدني، كل في مجاله الحيوي. وله فيما حدث في كثير من البلدان أسوة وقدوة.

لكن الشعيبي آثر أن يركب الطريق الذي لا يجيد ركوب غيره، فاتهم المعتقلين من المجلس الوطني بأنهم: "عملاء للخارج أو لأميركا.وأن سوريا (النظام) لم يعتقل الوطنيين بدليل عدم مس من عُقد الاجتماع في منزله، وإنما يتعلق الأمر بالمرتبطين بالخارج فقط".

ولو أنه استمع إلى زميله في الدفاع عن النظام السوري "أحمد الحاج علي" –للأمانة فالحاج علي لا يجاريه في قلب الحقائق- في برنامج ماوراء الخبر على قناة "الجزيرة" يوم الجمعة 21 كانون أول الجاري للتعليق على هجوم الرئيس الأمريكي على الرئيس بشار متهما إياه –بحسب مذيعة الجزيرة- بالسماح للمتسللين بتهديد أمن العراق بل أمن الأمريكيين، فأجاب "الحاج علي": (لقد تعاونا كثيرا مع العراق وحقنا دماء كثيرة من العراقيين. حتى واشنطن، فقد وفرنا عليها دماء الكثيرين من جنودها وقدمنا لها "قوائم" بأسماء .. و..).

طبعا، "فالحاج علي" لا يعني بقوائم الأسماء أسماء إسرائيليين، وإنما يعني المقاومين العرب الذين اعتقلتهم أجهزة الاستخبارات السورية وهم عائدون من العراق، وكانوا دخلوه بمعرفة  تلك الأجهزة. وقد كانت واشنطن ترد التحية للنظام السوري بمثلها أوبأبشع منها. كما فعلت بالسوري "ماهر عرار"، الذي اعتقلته ال ( س آي إي ) من مطارٍ أمريكي، ثم سلمته للنظام السوري. ولم يشفع له أنه يحمل الجنسية الكندية.

الشعيبي يعرف معرفة يقينية أكثر من ذلك عن النظام السوري. فلم يكن حكام دمشق ليخفوا سعيهم لإحياء عهد التنسيق الكامل بين واشنطن ودمشق في أيام حافظ أسد في لبنان، وفي الجولان مع إسرائيل. وحتى أوائل عهد الرئيس بشار، عندما وافق على دخول 40 عنصرا من ال ( س آي إي ) إلى مدينة "حلب" لاقتفاء آثار "محمد عطا" القائد المزعوم لتفجيرات 11 أيلول "سبتمبر" من عام 2001 .

النظام السوري لا يعتقل عملاء أمريكا، فهم مشمولون بالحماية من واشنطن. وهنالك أكثر من مثال، نعف عن ذكرهم. بينما من ذهب إلى واشنطن لشرح تردي حقوق الإنسان في سورية، فقد اعتقله النظام عند ما عاد، لأنه غير مشمول بالحماية الأمريكية.

لقد كان معتقلو إعلان دمشق أحوج إلى ما هو أرقى من اتهام "الشعيبي" لهم بالعمالة. أما سلوكه ذاك فخلق لا يعرفه السوريون. لقد كنا نرى مواطنين بعثيين يزورون من اعتقل قريب لهم، فيواسونهم. وإذا أطلق المعتقل يسارع البعثي للتهنئة قبل الآخرين. وهذا سلوك عربي –بل إنساني- أصيل لا ينسلخ عنه إلا من باع نفسه بدراهم معدودة لمن يدفع الثمن في سوق المزاد. أما من انسلخ عن هذه الأخلاق، فأهله أولى بالعزاء به من أهل الميت.    

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ