ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 18/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعارضة السورية والديمقراطية

"بين توافق المطلب وتناقض المطالبين"!

( 4 – 5)

د.نصر حسن

نتوخى في هذه المقاربة أن يكون الواقع الوطني والسياسي والأهلي , الذي أفرزه حكم الاستبداد في سورية ويحتضن المجتمع هو الشكل الذي يجب رؤيته بوضوح , وإحدى صوره المباشرة هي المعارضة السورية بكل تجلياتها الداخلية والخارجية الراهنة , المعارضة التي مافتئت أطرافها تتحدث عن تبني الديمقراطية كخيار سياسي حول مسألة التغيير , وإذا كانت أطراف المعارضة قد اتفقت أو تلاقت شفهياً بقصد أو بدونه على أحادية مطلب الديمقراطية كقاسم مشترك ,إلا أنها عملياً تتمايز في ثنائيات وثلاثيات ورباعيات ...ولا تطرب أبداً كرباعيات الخيام مثلاً, بل تعزف أطرافها بتداخل وتمايز حسب متغيرات عديدة, وتسير إلى الآن كمتوازيات على سطح الديمقراطية , أو تريد على الأقل الآن أن تظهر بهذا الشكل المناقض للنظام الفردي شكلاً لاعتبارات شتى.

وبظروف المعارضة العلنية الجديدة التي مرت فيها على مستوى الداخل , منذ استلام بشار أسد عام 2000 إلى الآن , وما تخللها من وعود وصعود وهبوط وقمع ,أفرزت تجمعين أساسيين واضحين هما جبهة الخلاص الوطني وإعلان دمشق , وكلاهما رغم ثنائية الحالة المتباعدة تنظيمياً ,يعملان على أحادية التغيير الوطني الديمقراطي السلمي , ورغم كل ما يشوب هذا الهدف من عمومية في محتواه وغموض في آليته , يبقى هو الحل الممكن فكرياً وسياسياً في واقع المعارضة السورية المتمدد اليوم , ورغم أن الباب مفتوح على مصراعيه لأي طرح آخر على طريق التغيير , تبقى ثنائية صراع المعارضة الحالية والنظام هي البوابة الأساسية لمقاربة مسألة التغيير , محمولة على علاقة تضاد وقطيعة مصدرها سلوك النظام وعدم استعداده لقبول وجود فكرة المعارضة أساساً,  فما بالكم بالحوار معها وسماع صوتها, وعليه تعني هذه المقاربة فيما تعنيه ,إعادة تعريف أطراف المعارضة وبرامجها واستعداد أطرافها لتطوير رؤاهم نحو مرحلة من التفاعل باتجاه مؤتمر وطني عام يكون نواة العمل السياسي المعارض ,وهي الخطوة الضرورية التي لابد منها في سياق عملية التغيير المعقدة داخلاً وخارجاً.

وعلى الرغم من كل ما رافق ظهور الطرفين من حملات أغلبها يصنف في خانة الهجوم والتشويه والقطيعة غير المبررة التي تصب في خانة النظام ( مابين إعلان قندهار/ وعبد الحليم خدام والإخوان  وجبهة الخلاص السنية ) ,ما لم تطرح مقاربة أخرى للتغيير هذا إذا لم تكن ضمناً مع استمرار النظام لغايات كثيرة , وأقلها واقعي مؤيداً ومشاركاً منطلقاً من موقف واضح من النظام ويدعو ويعمل إلى التغيير , ومابين هذا وذاك أطراف أخرى كلها عائمة على بساط الخلاف والقطيعة والسجال على عناوين فكرية وإيديولوجية شتى ,معظمها بعيد عن أسس مفهوم الديمقراطية والقناعة فيها وممارستها ومطلب التغيير على حد سواء, وإذا كان إعلان دمشق انطلق من الفراغ السياسي الداخلي عندما بدى أن النظام ضعيفاً وأن سورية على مشارف مرحلة خطيرة لعدم وجود معارضة منظمة في إطار وطني سياسي واضح يتحمل مسؤوليته في مثل هذه اللحظة .

على الجانب الآخر بدت جبهة الخلاص وكأنها تمثل ترتيب معارضة الخارج وتجميعها في شكل إطار سياسي لا يشذ فضاؤه الفكري والسياسي عن إعلان دمشق كثيراً لا في الشكل ولا في المضمون ولا في رغبة الرد السريع على ما خُيَل تدهور الوضع الداخلي , سوى بطارئ فجائي وحيد هو انشقاق السيد عبد الحليم خدام عن النظام وانضمامه إلى المعارضة وتشكيل جبهة الخلاص بذات الظروف القلقة التي ولد فيها إعلان دمشق , والفارق بين الاثنين هو إيجابي بمعنى تحديد جبهة الخلاص موقف واضح بالقطع مع النظام والتزام مطلب التغيير النهائي , بهذا المنحى النظري والفضاء الفكري العائم تراوح المعارضة السورية الآن , والتغيير بما هو صراع بين موازين قوى مادية على الأرض بين المعارضة والنظام , هو غير متكافئ بما لا يقاس , صراع بين نظام شرس متعدد الأظافر والأنياب, وبين معارضة رخوة في بنيتها العامة وبطيئة في حركتها ووحيدة في مواجهة النظام , هنا يفرض طرح معرفة علائق الأطراف مع بعضها على مستوى المعارضة وما تملكه من موازين قوى كمجموع , وما هي قدرتها التنظيمية والسياسية الحقيقية على تطوير ذلك باتجاه تنمية موازين قواها المادية وقدرتها على التغيير؟, والأهم ما هو استعداد أطرافها للانتقال من التناقض بين وحدة المطلب وتعارض المسار ؟, أي قدرتها على التكامل التنظيمي تحت برنامج سياسي واحد, هنا لابد من تناولها على انفراد بالتسلسل لنصل إلى خاتمة الحصاد ورؤية البيدر ومعرفة وزن القبان , أي الفعل الواقعي الممكن للمعارضة على الأرض على مستوى الداخل والخارج , وعليه إن ما يطرحه الطرفان يفرض عليهما الحوار العلني الصريح شاء النظام أم أبى , الثمن يدفعه الطرفان وثقله المباشر واليومي يدفعه إعلان دمشق ...ولعبة النظام الأمنية لن تتوقف ...الحوار والوحدة هو الممر  لتطوير موازين قوى المعارضة ,وتجديد بنيتها وتنامي قدرتها على التغيير الوطني الديمقراطي....يتبع

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ