ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 10/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما

الطاهر إبراهيم*

لا أبالغ إذا قلت إن اتفاق الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين، حركتي "فتح" و "حماس" الذي تم على أرض مكة المكرمة، -قبلة المسلمين في كل أقطار العالم- قد أثلج صدور المواطنين العرب من المحيط إلى الخليج. هذا الاتفاق كان خاتمة سعيدة لخلاف مستحكم، سالت بسببه دماء فلسطينية كثيرة، لم تكن تسيل في مواجهة الاستيطان الصهيوني، بل باقتتال بين أشقاء تدفقت فيه الدماء الفلسطينية المحرمة في شوارع غزة وبأيدي الغزاويين، ما زرع في قلوب الأشقاء من الضغينة ما لا يعلمها إلا الله. ولقد كان المواطنون العرب المتابعون لما يجري على أرض فلسطين، يشعرون بالرضا عندما يسمعون في الأخبار أن العدو الصهيوني قتل فلسطينيين، ويحمد الله أن ذلك لم يكن بقتال بين الأشقاء.

ومع دعائنا أن يتم الله هذا الاتفاق بين الأشقاء، فلا تشوبه شائبة بسبب تدخل من يسوءه ما تم من ائتلاف بين الإخوة الفلسطينيين، فإن هذا لايجعلنا نتعامى عن حقيقة أدركها من أدرك

وتجاهلها من تجاهل، وهي أن القادة المخلصين في الفصيلين الكبيرين شعروا بعمق الأزمة التي كادت تطيح بالجميع وأن صدق الراعي السعودي، وتجرده عن المصالح الضيقة -مما لم تتصف به دول أخرى توسطت بين المتاقاتلين- كان له أكبر الأثر في إشاعة جو الأخوة بين المتحاورين في مكة المكرمة، وقريبا من البيت الحرام، الذي كان يوحي لهم أن الدماء التي سالت بين المتقاتلين حرام ... حرام ... حرام!.

وبعيدا عما يمكن أن يتقوّله الذين يصيدون في الماء العكر من اتهامٍ لمن يمتدح الساعين في الإصلاح، لا بد أن نذكّر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يشكر الله من لم يشكر الناس"، فنشكر الإخلاص في مسعى خادم الحرمين الشريفين الملك "عبد الله بن عبد العزيز" الذي كان يفتقر إليه كثير ممن سعى لجمع كلمة الأخوة الفلسطينيين. وأن الرعاية الكريمة التي أظهرها المسئولون السعوديون وهم يستقبلون ضيوفهم، كانت تنطق بها اللقاءات التى ظهرت واضحة وجلية ورآها الجميع على شاشات الفضائيات.

مازعمته بعض الفضائيات من أن الدعم المالي الذي وعدت به المملكة كان له دور هام في الاتفاق الذي تم بين الأخوة الفلسطينيين، إنما هو تقليل من شأن هذا الاتفاق، وجحود لدعم لم ينقطع يوما عن الفلسطينيين. نذكر بأن دولا أخرى كانت على استعداد لدفع مبالغ أكبر مما زعمته تلك الفضائيات، لكنه دعم كان يفتقر إلى حجم الإخلاص الذي حوته المبادرة السعودية. بل إن مسعى تلك الدول، كان يفسده مصالحها الضيقة التي كانت تتوخاها.

واستطرادا، فإن ضخامة ما تحقق على أرض الواقع الفلسطيني، وما تم من نزع فتيل الفتنة على أرض فلسطين، لا يجعلنا ننسى اللفتات الكريمة التي نطقت بها حفاوة المسئولين السعوديين –وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز- وهم يستقبلون أعضاء فتح وحماس، لا يُستثنى منهم أحد.

وتبقى المفارقة بين ما حصل في مكة المكرمة من حفاوة ورعاية، وبين ماكانت تفعله قيادة إحدى دول الجوار التي كثيرا ما رعت لقاءات الفرقاء الفلسطينيين، وكيف كانت تلك القيادة تعرض بوجهها عن رئيس حكومة "حماس" فلا تقابله أو تحتفي به، كما تحتفي بمن يزورها من مسئولين إسرائيليين مهما صغر شأنهم.

ما أشرنا إليه يجعلنا نؤكد على الشرط الذي لابد منه لحصول الوفاق بين المختلفين ألا وهو إرادة الإصلاح عند الوسطاء الذين يسعون في الصلح. قال الله تعالى: (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) ( الآية 35 من سورة النساء). صدق الله العظيم

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ