ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 06/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تحية كبيرة إلى إعلان دمشق

د.نصر حسن

بداية ً تحية لكل القوى في إعلان دمشق اللذين عبروا بوعيهم الوطني عن حرصهم على الوحدة الوطنية في إطار مطلب التغيير الديمقراطي السلمي,  الذي ينزع فتيل الخوف والفوضى من قلوب وصدور كافة أبناء الوطن في هذه الظروف العصيبة من تاريخ سورية , ومثلها لكل الذين أبدوا الحكمة والمصلحة العليا للبلاد وغادروا متاريسهم الفردية الإيديولوجية والحزبية والأهلية ,وتفاعلوا في إطار الهدف العام وقيم المواطنة والدولة المدنية ونجحوا في قطع نقلة مهمة وسليمة لمشروع مؤسسي يبنيه الجميع حفاظاً على مستقبل الوطن ووحدته ,والأجيال وعيشها المشترك , على قاعدة السواء الوطني العام .

لاشك أن اجتماع قوى إعلان دمشق أثبتت جرأتها وفاعليتها في هذه الظروف العاصفة بسورية ومحيطها , وضمن مقاربات النظام المتهافتة المعروفة التي انحصرت في الضعف والمساومة والبيع والشراء على مستوى علاقته العربية والدولية , وبلغ ذروتها في استجداء ثمنها في لبنان وفلسطين والعراق والخليج والجولان على حساب الثوابت الوطنية والقومية , يعكسها التعنت على مستوى الداخل السوري حيث تستمر حالة الطوارئ وملاحقة الناشطين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان وحصار الشعب كله في فشله وخوفه , وملاحقة قوى إعلان دمشق بشكل خاص لوقف حراكهم وتحديد سقفه ضمن حظيرته الأمنية , وبالتالي تجميده وعزله وقطع صلاته مع الشعب , وعليه إن مجرد اجتماع قوى إعلان دمشق وبهذا المستوى في هذه الظروف , هو خطوة إيجابية مهمة على مستوى الحراك السياسي السوري وأعطاه دفعة قوية إلى الأمام ,ومن خلال متابعة ما توفر من جلسات المؤتمر وبقراءة سريعة للوثائق التي صدرت عنه نتوقف أمام تطورين أساسيين في مسيرة المعارضة السورية التي يعبر عنها إعلان دمشق :

الأول إجرائي عبرت عنه الطفرة الممتازة في بنية إعلان دمشق التنظيمية والسياسية والقيادية التي نتجت عنه ,وطبيعة آلية عمل الجلسات التي تمت ضمن حالة أمنية معروفة , معوقة ومربكة إلى حد كبير ,و مع كل هذا تم الاجتماع بنجاح وسادت الديمقراطية كآلية في مناقشة أوراق عمل المؤتمر ,  وأيضاً بانتخاب قيادة جديدة معروفة التاريخ الوطني الطويل مع النظام وحرصها على ضرورة التغيير وشكله وأبعاده, والأهم منه هو انتخاب قيادة جديدة معاصرة سياسياً وزمنياً تغطي مساحة العجز السابقة في وثيقة الإعلان وحركته , ستتجاوز أدائها السابق الموسمي , وترتقي إلى أداء قادم سوف يكون له ترجمته العملية في واقع الشعب السوري, وعلى وجه السرعة نقول بأن الإعلان شهد في هذا الاجتماع تطور هام نحو بنية واضحة وهيكل تنظيمي مؤسسي متماسك يسرع الخطى نحو تنفيذ أهدافه في التغيير الوطني الديمقراطي .

والثاني سياسي تجاوز الخلاف والسجال والمماحكة وصراع المصالح الفئوية وبعض التناقض السابق في مواقف أطراف إعلان دمشق , لينتقل إلى مرحلة من الاتساق السياسي مع الهدف العام ,وهو التغيير الديمقراطي الذي يجمع كافة الأطراف والفعاليات السياسية والاجتماعية ,ويشتغل الجميع على تحقيقه سلمياً في ظروف سورية التي أصبحت بكل حمولتها  فوق رماد الاستبداد ,  و بدى واضحاً من البيان الختامي الذي صدر عن المجلي الوطني لإعلان دمشق , أن هناك تطور كبير في برنامجه السياسي والتنظيمي وبنظرته للداخل والخارج , والذي يلخص بدقة توازن الصراع بين المعارضة والسلطة في هذه المرحلة , ويضع خطوطاً ووسائل لمرحلة جديدة يحددها الواقع السوري الداخلي ,لتنفيذ هدف التغيير الديمقراطي المستقل , هذا الشعار الذي أطنب آذان الشعب دون أن يلمس له أثراً في حياته العامة إلى الآن!.

وبكل الأحوال وضمن واقع سورية الراهن بمستوييه , الأول الذي يعيشه الشعب الذي لامس الانهيار ,والثاني الذي يعيشه النظام الذي لامس الحضيض والعار ,وضمن ممكنات واقع المعارضة السورية يمثل هذا الاجتماع خطوة أساسية عبر عنها توقيتها ومكانها ونوعيتها , وزادها نجاحاً ما صدر عنه من وثائق وبيانات وبرامج عملية غلبت عليها رغبة بدء مرحلة جامعة جديدة , وإصراره على تكامل عمل المعارضة السورية كلها , باختصار وعجالة لقد رمى إعلان دمشق الكرة السياسية السورية في أكثر من ملعب ...ملعب بعض لاعبيه يتحركون بحيوية سلبية مخيفة.....وملعب بعض لاعبيه نائمين في شوط اللعب الأساسي حول مستقبل سورية بشكل مقلق ...لا وقت تملكه المعارضة لتضييعه في معركة التغيير ...فما بالكم بالنوم !....وحده النظام هو المستفيد من إضاعة الوقت... فمن مـأساة سورية الراهنة أن تاريخها الحالي أصبح لعبة بأكثر من يد ...هنا يكمن أهمية دور المعارضة واجتماع إعلان دمشق بإعادة النصاب إلى الشعب وبدء عملية التغيير الديمقراطي السلمي الذي يجيب على كل الأسئلة ويلبي مطالب الجميع ...وهنا تكمن ضرورة تفاعل قوى المعارضة السورية ووحدتها على وجه السرعة على أساس الهدف الوطني العام ...هذا هو الامتحان العملي لقدرة كافة الأطراف في ظروف سورية الخطيرة ....بهذه المناسبة الوطنية نوجه تحية كبيرة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي ...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ