ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الحرب على ثقافة المقاومة والممانعة في الضفة وغزة

أ.د. محمد اسحق الريفي

يتعرض الفلسطينيون إلى حرب نفسية عاتية تستهدف قلوبهم وعقولهم، ويزداد خطر هذه الحرب الشرسة مع استمرار حصار غزة وقمع الضفة، حيث راجت تجارة الوجدان والأذهان وازداد عدد السماسرة الذين يتاجرون بالإنسان الفلسطيني وقيمه وحقوقه، وأصبحت ثقافة المقاومة والممانعة لدى الفلسطينيين معرضة للخطر الشديد.

 

وتهدف الحرب النفسية إلى تغيير قناعات الفلسطينيين فيما يتعلق بطريقة استعادة حقوقهم وتحرير أرضهم، وإجبارهم على الخنوع للمحتل الغاصب، ودفعهم إلى التخلي عن حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال المجرم، وصرف اهتمامهم عن قضيتهم المصيرية إلى أمورهم المعيشية، واختزال أهداف بعض الفئات والأفراد في مكاسب حزبية وشخصية...

 

ويُعد الخداع والتضليل من أخطر أساليب تلك الحرب النفسية وأكثرها فعالية، وحتى يبلغ الخداع والتضليل مداه النفسي في تشويه معايير التفكير لدى الفلسطينيين والسيطرة على مشاعرهم وعواطفهم وزعزعة ثقتهم بجدوى المقاومة في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم، يعمل العدو الصهيوني والأمريكي على استمرار معاناة الفلسطينيين وتفاقمها، ويرصد الأموال الطائلة لسماسرة الأذهان والوجدان، الذين يقومون باستغلال المعاناة والظروف القاسية التي يعشها الفلسطينيون لخداعهم وتضليلهم وسلبهم إرادتهم وحرفهم قيمهم.

 

ولا تقتصر وظيفة هؤلاء السماسرة على خداع الفلسطينيين وتخديرهم وشل قدرتهم على التفكير، بل إنهم يسعون جاهدين لتكريس عناصر الفوضى الهدامة في المجتمع الفلسطيني، ليتمكنوا من زج أبناء الشعب الفلسطيني في دائرة مغلقة من العنف والحقد والكراهية، وتعميق انقسامه، وإحباط مقاومته، والنيل من قدرته على الصمود في وجه الاحتلال وأعوانه وحلفائه.

 

وهذا يستدعي الخشية الحقيقية على الثقافة الفلسطينية المقاومة للاحتلال والرافضة للذل والاستسلام، فعقول الجماهير الفلسطينية في غزة والضفة أصبحت الآن معرضة للسرقة على أيدي السماسرة الذين يبيعونها للعدو الأمريكي والصهيوني، ليتمكن هذا العدو من حشوها بثقافة الهزيمة والاستسلام فيها، فيصبح أصحابها وبالاً على القضية الفلسطينية وعدواً للمقاومة والجهاد.

 

ويعتمد هؤلاء السماسرة في الإيقاع بضحيتهم على توظيف معاناتها والتلاعب بعواطفها، ليتسنى لهم حقن ذهنها بجرعة كبيرة من الإشاعات والأكاذيب والتفسيرات السيئة للأحداث والمفاهيم الخاطئة، وذلك لحرف معايير تفكير الضحايا واتجاهاتهم وقيمهم، فتضطرب الرؤية لديهم وتنحرف وجهتهم، فلا يستطيعوا التمييز بين الغث والسمين، والضار والنافع، والشر والخير، والخيانة والوطنية...

 

ولقد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تجنيد آلاف الفلسطينيين لممارسة تجارة الأذهان والوجدان، فانتشروا في الشارع وسيارات الأجرة والأسواق والمدارس والجامعات وفي كل مكان.  كما أن العشرات منهم يبثون سمومهم من خلال ما ينشرونه من مقالات خبيثة في الصحف الصفراء وعبر مواقع الإنترنت والمنتديات والمدونات وفي وسائل الإعلام المتنوعة...

 

فأصبح المجتمع الفلسطيني يعاني من طابور خامس مسلح بوسائل تكنولوجية وأساليب الحرب النفسية والأموال الطائلة، ليروج ثقافة الخضوع والخنوع، وينشر ثقافة العنف والكراهية والتدمير الذاتي، ويعمل على تبرئة العدو من ممارساته القمعية والحصار التجويعي الظالم الذي يفرضه على غزة ويؤجج النزاع الداخلي ويمهد لحرب أهلية.

 

وعلاوة على كل ذلك، يسعى ذلك الطابور الخامس لإقناع أبناء حركة فتح بأن قوة حركتهم تتحقق بإضعاف حركة حماس، وبأن أحياء حركتهم لا يتم إلا بالقضاء على حركة حماس، وكأن حركتي حماس وفتح وكل أبناء الشعب الفلسطيني ليسوا شركاء في المصير!! وبأن مصلحة الشعب الفلسطيني تكمن في التخلي عن مقاومة الاحتلال والاستسلام له!!

 

كما يسعى هؤلاء السماسرة إلى أقناع ضحاياهم بأن عدوهم ليس من يحتل أرضهم وينكل بهم، وليس من يدعم الاحتلال المجرم، وإنما عدوهم هو من يقاوم هذا الاحتلال ويرفض الخضوع والخنوع له ويتمسك بالحقوق والثوابت!!

 

ولقد تمكن هؤلاء السماسرة من زرع رموز جديدة في وجدان الجماهير المضللة لا تمت للوطنية بصلة، وذلك لتغييب الرموز الوطنية الحقيقية، التي قدمت التضحيات الجسيمة من أجل القضية الفلسطينية، عن الثقافة الشعبية، ولتشويه الطموحات الوطنية، ولحرف أبناء الشعب الفلسطيني عن جادة الصواب والسلوك السوي.

 

وأخشى إن استمر هؤلاء السماسرة في العمل بحرية في المجتمع الفلسطيني لتفريغه ثقافياً، وحشو عقول الفلسطينيين بثقافة انهزامية مستسلمة، أن يصاب الفلسطينيون باليأس والإحباط، فتنكسر إرادتهم، ويستطيع العدو الصهيوني والأمريكي من تصفية قضيتهم وإضاعة حقوقهم وتمرير الحلول الاستسلامية على أبناء شعبنا.

 

وهنا يحق لنا أن نتساءل عن دور الإعلام العربي الرسمي وغير الرسمي في نصرة الشعب الفلسطيني وحمايته من السماسرة الذين ينشرون الإشاعات المغرضة والأكاذيب والافتراءات!!  نحن الآن نعيش فصول معركة حامية الوطيس بين ثقافة المقاومة وثقافة الاستسلام، فما هو موقع مئات الفضائيات العربية من هذه المعركة؟!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ