ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

"أنبوليس" محكوم بالفشل ...

مع ذلك حضرته سورية، لماذا؟

سالم أحمد

من يقرأ ما وراء أقوال وتصريحات رموز النظام السوري، كان متأكدا أن الرئيس السوري سيرسل وفدا لحضور مؤتمر "أنبوليس" الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي "جورج بوش". أما تلك التصريحات فتدخل في سياق "عدة الشغل" التي برع النظام باستعمالها على مدى أربعة عقود في كل مرة تدخل واشنطن على الخط الإقليمي.

في كل مرة كان النظام السوري يتظاهر بأنه زاهد في حضور مؤتمرات تدعو لها واشنطن ، وتكون فيها إسرائيل لاعبا رئيسيا، في وقت كان فيه الجميع يعلم أن النظام ما كان له أن يتخلف. يذكر في هذا السياق دخول الجيش السوري الحرب ضد العراق تحت راية الجيش الأمريكي، ولم تكن لسورية أرض محتلة أو مهددة بالاحتلال. ثم حضوره مؤتمر مدريد، الذي كان تحصيل حاصل بعد أن تم تحطيم قدرات الجيش العراقي العسكرية، وكان القوة العربية الضاربة الوحيدة، التي يمكن أن تقف في وجه إسرائيل.

ليس سرا إذا قلنا أن دمشق، -منذ بداية عهد الرئيس الراحل حافظ أسد ولتاريخه- ما كانت تستطيع رفض أي طلب لواشنطن، مهما كان استفظاعها لتلك الطلبات. فيوم أن زار "كولن باول" -وزير الخارجية الأمريكي السابق- في أيار 2003، حمل معه طلبات من دمشق، كان أهمها دخول الجيش السوري العراق لملاحقة قوات "القاعدة"، وربما وحدات المقاومة العراقية، وقال "فاروق الشرع" (بعد اللقاء الذي جمع "كولن باول" بالرئيس السوري، وكان الشرع وزيرا للخارجية السورية) كلمته المشهورة: "إن هذه طلبات لا يقبلها عقل".

وباستثناء هذا الطلب، فقد نفذت دمشق كل طلبات واشنطن الأخرى التي حملها "كولن باول" ، مثل ضبط الحدود مع العراق، وتسليم من يقع تحت يديها من عناصر القاعدة، والتعاون المخابراتي بين البلدين وبالاتجاهين، الذي لم ينقطع منذ استولى الرئيس "حافظ أسد" على الحكم في عام 1970. ومع ذلك فما زالت واشنطن تطالب المزيد وتهدد النظام بأنها سترفع عنه الغطاء في وجه مناوئيه من المعارضة السورية، ما لم ينفذ كل ما تريد.

وجاءت أحداث لبنان ومقتل الرئيس "رفيق الحريري" الذي اتهم به النظام السوري، إضافة إلى اغتيال لبنانيين آخرين وإرغامه على سحب الوحدات السورية من لبنان في نيسان عام 2005، ليضيف ذلك الانسحاب ضغوطا أخرى على دمشق، ماجعل النظام يقتنع بأنه صار في مرمى المدفع الأمريكي.

صحيح أن أي خطوة للتقارب مع واشنطن سوف تغضب حليفته الأوثق طهران، وأن حزب الله قد يعيد حساباته في علاقته مع حكام دمشق. وأن المطالبة بإعادة الجولان ربما تجعل إسرائيل تعيد النظر بموقفها –تجاه واشنطن- من رفضها لإسقاط النظام السوري(1).

إلا أن هذا كله لم يمنعه من حضور مؤتمر "أنبوليس" مشترطا وضع قضية الجولان على طاولة البحث في المؤتمر، حيث كان يعتبر هذا الحضور الأمل الأخير له والفرصة التي لا تعوض، وعليه أن لا يضيعها ليعيد عرض خدماته على واشنطن ...لعل وعسى.

ويبقى أن تخفيض مستوى الوفد السوري لن يشفع لنظام عاش طويلا على كذبة كبرى هي أنه يرفع راية الممانعة. لكن هيهات، فقد ذاب الثلج وما ظهر المرج. فالمثل السوري يقول : "ذاب الثلج وظهر من تحته ال ....".

هذا السيناريو يفسر إحجام "حزب الله"عن تنفيذ تهديداته التي وردت على لسان "محمد رعد" رئيس كتلة الحزب في البرلمان اللبناني عندما أجاب أحد الصحفيين (على هامش حضوره جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء في 20 تشرين ثاني الجاري، بعد أن تم تأجيل الجلسة إلى الجمعة 23منه، حين سئل عما ستفعله المعارضة فيما لو قام نواب الموالاة بانتخاب الرئيس العتيد بالنصف زائدا واحد)، حيث قال "محمد رعد": سوف ترون ما تفعله المعارضة.

صحيح أنه لم يتم انتخاب الرئيس. ولكن الصحيح أيضا أن تشكيل حكومة ثانية قد ضاعت من حزب الله، وأن حكومة "السنيورة" حلت مكان الرئيس في إدارة شئون لبنان.

يبقى أن ننتظر هل تتحقق رهانات النظام السوري في إحداث اختراق في العلاقة مع واشنطن، فيسحب البساط من تحت المحكمة الدولية؟ أم أنها أضغاث أحلام ربع الساعة الأخيرة في حياة النظام السوري.

* كاتب سوري

(1) ذكر عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية الأسبق في حزب البعث "أحمد أبو صالح" في "شاهد على العصر" الذي بثته "الجزيرة القطرية" :أن إسرائيليين أمريكيين جاؤوا في عام 1965 يعرضون على حزب البعث الحاكم استئجار الجولان لمدة 99 عاماً. وأن قيادة حزب البعث رفضت الطلب. وأن اللواء حافظ أسد لحق بهم إلى بيروت ووعدهم إذا ما استلم الحكم بأنه سيفعل ذلك. وأن وزير الدفاع "حافظ أسد" في هزيمة حزيران عام 1967، أذاع بلاغاً عسكرياً يؤكد فيه سقوط "القنيطرة"، مركز قيادة الجيش في القطاع الشمالي، وذلك قبل 48 ساعة من دخول الإسرائيليين إليها. ما فسره البعض بأن ذلك كله كان تطبيقا لاتفاق تم إبرامه مع الوفد الإسرائيلي في بيروت قبل سنتين.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ