ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 19/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الدبلوماسية الأمريكية...إخفاقات واحتجاجات

د. ياسر سعد

احتج مئات الدبلوماسيين الأمريكيين ضد تحرك حكومي لإرغامهم على العمل في سفارة بلادهم في العراق. الاحتجاجات برزت في اجتماع عقد في وزارة الخارجية حضره حوالي 300 دبلوماسي ودعا إليه مدير شؤون العاملين في الوزارة هاري توماس لتوضيح ترتيبات جديدة والتي لن تستثنى من قرار الإرسال إلى العراق إلا من يعاني متاعب صحية أو مشاكل شخصية صعبة بعد أن كان العمل في السفارة الأمريكية في العراق يتم سابقا على أساس تطوعي. فإلى جانب العدد القليل الذي سيختار الذهاب للعراق سيجبر الآخرون على قبول النقل أو يواجهون الإقالة من عملهم. يذكر أن كل فريق العاملين بالسفارة الأمريكية في فيتنام عام 1969 كان قد أرسل قسرا إلى هناك.

 وكان توماس قد أبلغ الجمعة الماضي نحو 250 من المرشحين لمناصب في السفارة الأمريكية أو لبعثة إعادة الأعمار في مختلف أنحاء العراق أنه تم اختيارهم مع إمهالهم 10 أيام للرد. وقد طرح الدبلوماسي جاك كرودي، الذي عمل من قبل مستشارا في حلف شمال الأطلنطي الناتو، مخاوف حول سلامة وأمن العاملين الذين قد يجبرون على العمل في العراق. وقال كرودي "إنني آسف، ولكن هذا القرار بمثابة حكم ضمني بالإعدام، فمن سيربي أطفالنا إذا متنا أو تعرضنا لإصابات خطيرة"؟ مضيفا "في أي مكان في العالم عندما تكون فيه الظروف على هذا النحو يتم إغلاق السفارة".

إجبار الدبلوماسيين الأمريكيين على الذهاب للعراق واحتجاجهم على ذلك, مؤشر واضح على الإخفاق الكبير للسياسة الأمريكية هناك وعلى الوضع الأمني المتردي في العراق المنكوب, حتى أن بعضهم أعتبر القرار بمثابة حكم ضمني بالإعدام, وتلك شهادة أمريكية رفيعة المستوى عن التدهور الأمني والفشل السياسي الذريع. فإذا كان الدبلوماسي الأمريكي والمعزز بحماية جيشه وكتائب المرتزقة من العاملين في الشركات الأمنية يشعر بالتهديد والرعب, فما هي أحوال الأكاديميين والعلماء العراقيين المستهدفين؟ وما هي أوضاع عموم المواطنين العراقيين خصوصا ممن تتعرض مناطقهم لإرهاب ميليشيات القتل والموت لإجبارهم على تركها؟ ثم إذا أخفقت الإدارة الأمريكية عمليا بإقناع دبلوماسييها بنتائج سياساتها أو بالثقة بإعلانات بوش المتكررة عن تحسن الأوضاع في العراق, فلن تستطيع بعد ذلك أن تقنع أحد!!  

من جهة أخرى أعلنت كارين هيوز وكيلة وزارة الخارجية الأميركية المكلفة بتحسين صورة بلادها في العالم عزمها عن الاستقالة من منصبها بحلول ديسمبر المقبل. وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس زعمت أن "أسبابا عائلية" وراء تقديم استقالة مساعدتها والتي تعد أقرب مستشاري الرئيس الأميركي جورج بوش, مضيفة أن هيوز "ستترك فراغا كبيرا يصعب ملؤه". كما أشارت رايس إلى أن هيوز أنشأت بالخارجية "وحدة رد سريع" ترسل صباح كل يوم عبر الإنترنت لكل السفراء الرسالة التي ترغب الإدارة الأميركية في تمريرها بشأن الأحداث الرئيسية بالعالم. فيما أكدت  هيوز أنها ستبقى مستشارة للخارجية بعد تركها منصبها, مما يضعف من مصداقية السبب العائلي والتي عزت إليه رايس سبب الاستقالة.

استقالة هيوز هو فشل أخر للدبلوماسية الأمريكية ولمهمتها شبه المستحيلة في تحسين الصورة الأمريكية في العالم والتي لطختها سياسات الإدارة الأمريكية الطائشة ومغامرات عصابة المحافظين الدموية والتدميرية. السياسة التي تميزت بتعدد فاقع في المعايير وبوعود زائفة فيما يتعلق بالحريات والديمقراطية وبنفاق فاضح في مسائل حقوق الإنسان وكرامته.   

قبل أسابيع أعلن البيت الأبيض في بيان صادر عنه استقالة كارل روف كبير المستشارين السياسيين للرئيس جورج بوش معتبرا الاستقالة بمثابة "خسارة كبيرة". وقال روب ساليترمن أحد الناطقين باسم البيت الأبيض: "بالتأكيد إنها خسارة كبيرة بالنسبة لنا. إنه زميل جيد جدا وصديق حميم وشخص لامع".  ويعتبر روف من أقرب مستشاري الرئيس بوش ومهندس حملتيه الانتخابيتين عامي 2000 و2004. والذي اشتبه بتورطه عام 2003 في قضية السفير الأميركي السابق جوزيف ويلسون، وبأنه كشف اسم زوجته فاليري بليم العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات الأميركية.

استقالة روف كبير المستشارين السياسيين لبوش ثم تنحي هيوز وكيلة وزارة الخارجية الأميركية وأخيرا احتجاجات الدبلوماسيين الأمريكيين المجبرين على الذهاب للعراق, كلها مؤشرات تشير إلى تدهور كبير وتراجع مستمر وإخفاقات متتالية في السياسة والدبلوماسية الأمريكية والتي غدت عرجاء وغير قادرة على إقناع الأصدقاء ناهيك عن الخصوم. ولعل نجاح الدبلوماسية الإيرانية واستقطابها الدعم الصيني والروسي في المسألة النووية والاندفاع التركي في مسألة شمال العراق مع الانتقاد الحاد للمواقف الأمريكية والانتقادات الروسية الموجعة للسياسة الأمريكية كلها قرائن تتعاضد مع المؤشرات السابقة في التراجع والتقهقر الأمريكي السياسي والدبلوماسي. جورج بوش الرئيس الأسوأ في التاريخ الأمريكي –والوصف للرئيس الأسبق جيمي كارتر- نجح فيما فشل فيه الكثير من خصوم الولايات المتحدة وأعدائها, قيادة أمريكا لما قد يكون حقبة التراجع والأفول.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ