ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

يد مع حسن نصر الله والأخرى مع أولمرت

إعداد   الدكتور  خالد الاحمد*

يصعب على الإنسان العادي أن يفهم  السياسة الأسدية  ، البارعة إلى حد بعيد في طرح الشعارات الجوفاء للشارع العربي ، ونهج السياسة الاستسلامية المتخاذلة التي طرحها ( الأسد الكبير ) وسماها ( سلام الشجعان ) ، وأصر ( الأسد الصغير ) على السير على نهج والده ، لكن بكثير من العلنية ، بعد أن قضى ( الأب ) على معظم الشعور القومي العربي في الشارع السوري ، وذلك بقتل عشرات الألوف من ( الإسلاميين ) ، وتشريد مئات الألوف الآخرين من ( الإسلاميين ) و ( الوطنيين من القوميين والبعثيين وغيرهم  ) . وصار الأسد ( الابن ) يتذلل للصهاينة علناً ، بعد أن اقتنع وتأكد أن الصهاينة وحدهم قادرون على حمايته من المحكمة الدولية ، لذلك  صار يترامى على أقدامهم منذ عام أو عامين ، يعطيهم كل مايريدون من أجل أن يتفاوضوا معه ، وبالتالي يثبتوا كرسيه المهز .

  فهل يصدق المواطن العربي العادي ماتنشره وسائل الإعلام ومنها : مانشره موقع إيلاف  شبه الرسمي  وهو مقرب من النظام السوري  ، في (22/1/2007) يقول :

 ( أكدت السيدة ( كالمي راي ) الرئيسة السويسرية الجديدة " أن سويسرة توسطت بين سورية وإسرائيل وأن الوسيط حاليا ً موجود في دمشق ...).

نذكر هذا ليكون مدخلا ً لفهم ماجرى أثناء حرب تموز الماضية من لقاءات سرية بين بشار أسد ووفوده وبين إسرائيل ولازال يجري الآن و مازال بشار الأسد  يمارس المساومة و الخداع وعليه يجب كشف الحقيقة أمام الجميع .

بات واضحا ً ومعروفا ً ومكشوفا ً للشعب اللبناني والسوري والعربي والعالم كله أن الحرب التي سببها وافتعلها في تموز 2006 حزب الله بخطف جنديين إسرائليين كان بعض ثمنها ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين ومليون مشرد وتدمير البنية التحتية لبلد بأكمله وتعطيل الحياة الاقتصادية وخسارة مليارات الدولارات وإرجاع لبنان ربع قرن إلى الوراء , كانت الحرب بتخطيط سوري إيراني هدفها الأساسي هو تدمير لبنان وإسقاط الحكومة الشرعية ودفع لبنان إلى مرحلة من التدهورالسياسي والاجتماعي وغياب السلطة وحدوث فراغ حكومي وسياسي سيكون مقدمة لإشعال فتنة داخلية, وهذا سببه أساسا ً هو ليس تحرير الأسرى الذي نسيهم السيد حسن نصرالله ولاتحرير مزارع شبعا التي لم تعد على جدول السيد الملا حسن نصر الله , ولاحماية الجنوب الذي تركه عاريا ً السيد حسن نصرالله وسحب جحافله وصواريخه إلى وسط بيروت لإكمال مهمة تدمير لبنان وتحطيمه سياسيا ً واقتصاديا ًومذهبيا ً, بل كانت الحرب وصفة سورية إيرانية إسرائيلية نفذها حزب الله لقطع الطريق على تشكيل المحكمة الدولية التي ستكشف المجرمين وراء إغتيال الشهيد رفيق الحريري وأحرار لبنان وهذا أصبح واقعا ًو ليس تكهنا ً ولا سرا ً. وأن الرئيس السوري بشار أسد كان المخطط والمنفذ الأساسي في عملية اغتيال الشهيد الحريري .

 جرت اتصالات سرية بين بشار أسد وإسرائيل أثناء الحرب وقام بها أخ بشار أسد ماهر أسد ووفود أخرى وعلى عدة مستويات في أكثر من دولة أوربية وفي أمريكا أيضا ً, وكان السيد حسن نصرالله يصيح بأعلى صوته مديحا ًببشار أسد ويصفه بأنه بطل الصمود والممانعة وأن سورية الأسد هي حصن المقاومة الحصين, كان بشار أسد يجتمع ليل نهار أثناء الحرب مع الإسرائيليين لعرض طلباته علىإسرائيل واستعداده لتوقيع معاهدة استسلام بدون شروط بل وبالتخلي عن الجولان وأيضاً استغلال دماء الحرب للمساومة على المقاومة اللبنانية وحزب الله وأصبح السيد حسن نصر الله أوجلان آخر.

وكان يرسل وفوداً سرية يرجوهم تسريع وتيرة اللقاءات مع الإسرائليين وبالذات أثناء الحرب , ويكيل المزيد من خطب الانتحار ودفع المقاومة اللبنانية إلى التصفية لأنه أدرك أن توريطها في حرب هو خير وسيلة لإنهائها وتقديمها عربونا ً إلى إسرائيل , نعم بنفس الوقت الذي كان السيد حسن نصرالله يصف بشار أسد بأعلى صوته بزعيم الصمود والتصدي,كان الجنوب ولبنان كله يدمر و كانت وفود بشار أسد تلف دول العالم وتجتمع مع الإسرائليين متوسلا ً توقيع معاهدة تطبيع مع إسرائيل مستغلا ً ظروف الحرب وصمود المقاومة للمساومة عليها وعلى رأسها السيد حسن نصر الله وحزب الله .

فقد أكد رئيس مكتب مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت ( يورام طوربوفيتش) أنه في زمن الحرب وفي 22 – تموز – 2006 التقى الوسيط الأوروبي بينهم وبين بشار أسد الذي اجتمع بدوره مع نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم في إحدى الدول الأوروبية خلال الحرب وسلموه رسالة من بشار أسد يبدي رغبته باستئناف لحوارالسريع بدون شروط ويطلب فيها اللقاء العاجل مع إسرائيل وعلى مستوى عال   .

وعلى جانب آخر وبزمن الحرب أيضا ً التقى وفد سوري آخر يضم آصف شوكت والدكتورعماد فوزي الشعيبي والدكتور سمير تقي وفدا ً إسرائيليا ً عالي المستوى في استانبول لبحث ودراسة الوثيقة السرية من جوانبها السياسية والقانونية , وعلى تواز في حينها اجتمع المندوب السوري المكلف من قبل بشار أسد البرفيسور ابراهيم سليمان المهندس في جامعة هارفارد الأمريكية مع المدير العام السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية ( ألون ليئيل ) وسلمه رسالة من بشار أسد بوجود الأمريكي جيفري أرونسون رئيس معهد السلام في الشرق الأوسط في واشنطن , الذي أكد بدوره أنه حضر عدة لقاءات بين موفدين من بشار أسد ومنها برعاية سوسرية وخلال الحرب على لبنان طلب فيها بشار أسد اللقاء السريع مع الإسرائيليين لكن اسرائيل لظروف الحرب رفضت طلب بشار أسد باللقاء , وأكد ( ألون ليئيل ) قبل أيام حدوث اللقاء وأنه تمت لقاءات عديدة مع وفود من النظام السوري أسفرت عن الوصول إلى اتفاق مبادئ بين الطرفين ولاتزال اللقاءات مستمرة .

وكانت صحيفة هآرتز الإسرائيلية قد ذكرت أن لقاء ً تم بين ماهر أسد وإسرائليين للبحث في تفاصيل إعلان المبادئ الذي تمخضت عنه الاتصالات التي استمرت لسنوات وسبق وأن نشرت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء الوثيقة السرية وبنودها ولم يعد ذلك سرا ً وكل مانرجوه هو أن لاتبقى سرا ً على السيد حسن نصرالله ولاعلى الأطراف اللبنانية والعربية التي لاتزال تعمي عيونها عن رؤية بشار أسد على حقيقته المتواطئة الذي ورط لبنان في حرب وهو يتفاوض مع الإسرائليين, وعملاؤه في لبنان يصيحون ليل نهار بالصمود والتصدي, ليعرفوا من هو بشار أسد قبل أن يفوتهم القطار ,ومامصير عبدالله أوجلان عنهم بخافي ولامستبعد ولابعيد.

واتضح الآن أن من أهداف الحرب السادسة على لبنان كما تفاهم بشار مع إسرائيل عليها :

 الأول – هو تصفية المقاومة اللبنانية وحزب الله تحديدا ً من قبل إسرائيل لأنه غير قادر على ذلك ومحاصرة حماس ضمن هذا الخيار .

الثاني – هو عقد معاهدة تطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب بناء ً على قاعدة والده بأن كل اتفاق مع إسرائيل يحتاج لمعركة تحريك لفتح طريق الحوار والإتفاق.

كنا قبل النظام الأسدي نرفض فكرة التفاوض :

ويذكرني هذا التذلل الأسدي للصهاينة بعام (1959) عندما زار الحبيب أبو رقيبة عاصمة الأردن ، وقال أمام الصحافة العالمية ، أقترح أن يجلس العرب في مفاوضات مع إسرائيل ...في اليوم التالي أضربت المدارس في الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا يومذاك ) ، والعراق واليمن ولبنان والجزائر وغيرها ...كيف نتفاوض مع العدو الصهيوني ...كيف نجلس مع العدو الصهيوني ...التفاوض إعتراف ...ولايجوز أبداً أن نعترف بالعدو الصهيوني الذي احتل أرضنا وقتل شبابنا ...

 

أذكرك أيها الأخ القارئ أن ذلك كان في عام (1959) أي قبل أن تزحف الدبابات على إذاعة دمشق وتسلب الحكم يوم (8/3/1963) ...يومها كان العرب لايقبلون فكرة التفاوض أبداً مع العدو الصهيوني ، ويعتبرونها خيانة .

وقد زاود البعثيون( الأسديون ) على عبد الناصر واتهموه بالخيانة والعمالة عندما وافق على مشروع روجز ( 1969) تقريباً الذي يدعي إلى مفاوضات بين العرب والصهاينة ، كما يدعي إلى انسحاب إسرائيل من الأرض التي احتلت عام (1967)

وكان البعثيون يرفعون شعار حرب التحرير الشعبية ، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر ، وكذلك تحرير عربستان واسكندرون وكليكية وساقية الذهب واريتريا وطنب الصغرى وطنب الكبرى .... كان ذلك أيام البعثيين ( صلاح جديد وزعين وماخوس ) .... قبل أن تؤول السلطة إلى حافظ الأسد  أواخر عام (1970)  ويصبح الهم الأول لحكومة الأسد هو المحافظة على الكرسي ، ولو باعت الوطن العربي كله من الخليج إلى المحيط ....

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ