ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 04/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

استراتيجية بوش ..تخبط أم مخطط ؟

بلال داود*

لعل أهم ما يفعله الرئيس الأمريكي المنتخب ، في الفترة الممتدة بين يوم  انتخابه ويوم دوامه في البيت الأبيض و توليه السلطة بشكل رسمي ، هو أن يعكف  على قراءة الأكوام الضخمة المقدمة له من مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية ، في جميع التخصصات الاقتصادية والمالية والحربية والاجتماعية و التعليمية و السياسية  والقانونية و...و... مما يغطي جميع شؤون الدولة والأمة والشعب والأفراد ، داخليا و خارجيا ، التي ستقوم الادارة الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب بالتعامل معها بشكل مباشر أو غير مباشر ، ومن هذه المراكز ماهو رسمي كتلك التابعة للوزارات والادارات ، أو شبه الرسمية التابعة للجامعات والمعاهد ، أو تلك المقدمة من شخصيات مشهورة  متخصصة بالكتابة الاستراتيجية ، من أمثال صاموئيل هانتنجنون ، صاحب نظرية ( صدام الحضارات ) ، ولا تخلو الدراسات المقدمة من اقتراحات وتوصيات شخصيات سياسية سبق أن عايشت الأحداث والحروب والاتفاقيات ،أو شاركت في صنعها ، كوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر ، أو هنري كيسنجر صاحب نظرية الـ ( خطوة ..خطوة ) فيما يتعلق بفتح باب العلاقات العربية الاسرائيلية .

ومن الطبيعي أن الرئيس لا يملك الوقت الكافي لقراءة كل هذه الدراسات ، ولذلك يقوم فريقه الخاص بالقراءة والتلخيص والترتيب حسب الأهمية ، ومن ثم تعرض عليه المختصرات المهمة بوجود مستشاريه لمناقشتها وإعادة ترتيبها للاستفادة منها ،  وما ان يبدأ اليوم الأول لدوام الرئيس حتى ينهال عليه المزيد من التقارير والدراسات الاستخباراتية الخاصة التي لا يطلع عليها إلا عدد قليل من المقربين منه .

و أيا كانت الاستراتيجية التي سيعتمدها الرئيس في سياسته ، سواء ما استخلصه من الدراسات المذكورة أو من غيرها أو كانت مقترحة من فريق العمل المحيط به ، فإنه مضطر لتحويلها إلى برامج عملية قبل عرضها على الكونغرس الذي يتمتع أعضاؤه في الغالب بنفس ثقافة الرئيس أو أكثر ، وقد يكونون أكثر اطلاعا ودراية منه بالدراسات والتوصيات التي سبق أن قدمت إليه .

وأكثر من هذا ما نسمعه من وجود محططات معدة مسبقا لتنفيذ ما قد يخطر في ذهن الساسة من أفكار وبرامج و قرارات ، وذلك ما يطلق عيه (مخططات في الدرج ) ،جاهزة في الغالب للتطبيق الفوري ،  خصوصا أن الولايات المتحدة  ، ليست دولة من العالم الثالث ، يفصلها      الرئيس الحالي على مقاسه  ثم يأتي الرئيس التالي على ظهر دبابة لينقض ما غزله سلفه   ، ولذلك وجدنا الادارات المتعاقبة على الرئاسة من جمهوريين وديموقراطيين ، لم يتغير موقفها من معظم القضايا وخصوصا الخارجية منها ، مثل الموقف  من دولة اسرائيل المؤيد والداعم على طول الخط ، وكذلك الموقف من المعسكر الشرقي ، قبل انهيار الشيوعية ، ومثلها معظم السياسات الخارجية .

من هنا يصعب على البعض التصديق بسهولة ، أن استرتيجية الرئيس الأمريكي ، يمكن أن تمر  بيسر وسهولة من غير تمحيص وتدقيق ونقاش ودراسة الاحتمالات كلها ، وما يمكن أن ينتج عن الأخطاء ، وانعكاسات ذلك كله على الولايات المتحدة وسمعتها وهيبتها ومكانتها الدولية  ، وخصوصا بعد ان انفردت بقيادة العالم كدولة عظمى وحيدة ، وبالتالي فإن مانراه مخطط دقيق ، وليس تخبطا .

على النقيض من ذلك يرى البعض أن استراتيجية بوش ليست إلا تخبطا ، بدليل أن استراتيجيته في العراق  قد أنتجت مستنقعا تزداد فيه القوات الأمريكية غرقا يوما بعد يوم ، وتتزايد خسائرها البشرية والمالية والاقتصادية بشكل مضطرد ، وهاهو الدولار الأمريكي قد انخفضت قيمته إلى أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاثين عاما ، مقارنة بالعملات الأخرى ،كنتيجة طبيعية لأخطاء هذه الاستراتيجية التي أرهقت الاقتصاد الامريكي بزيادة المخصصات العسكرية من الميزانية الأمريكية ، بالاضافة إلى أن الرئيس الأمريكي ليس نبيا لا يخطئ .

سواء كانت نظرية المؤامرة صحيحة ، أم كانت هي المؤامرة كما يقول معارضوها ، فإن الواقع يقول لنا أن استراتيجية بوش في المنطقة قد أنتجت حتى الآن دولة محتلة ( العراق ) على وشك الانقسام إلى ثلاث دويلات ،( حسب توصيات  الكونغرس ) ، دويلة العراق الكردية و دويلة العراق السنية و دويلة العراق الشيعية ، وكل من هذه الدويلات يحمل في طياته عوامل الانقسام التالي كدويولة(تصغير دويلة)  العراق الكردية البرزانية ، ودويولة العراق الكردية الطالبانية ، كذلك الدويلة السنية قابلة للانقسام الداخلي إلى دويولة إسلامية  و دويولة بعثية ، وبدورها الدويلة الشيعية قابلة للإنشطار الداخلي  إلى دويولة الشيعة العربية ، و دويولة الشيعة الفارسية .

ليس بعيدا عن العراق نرى أن لبنان على وشك أن ينقسم إلى لبنانين وكل قسم يحمل مؤهلات الانقسام الداخلي كذلك .

 وبعيدا عن التوقعات المستقبلية فها هوالمتبقي من  مشروع الدويلة القلسطينية ، قد انشطر فعليا إلى قزمين ( بالزاي) ، قزم دويولة الضفة وقزم دويولة غزة .

المتتبع للشأن السوري يعرف أن النظام السوري الذي يستمد مقومات وجوده من مفرزات استراتيجية بوش  يعمل جاهدا على تنفيذ مشروع التغيير الديموغرافي السكاني ،  لتكون سوريا جاهزة للانشطار الداخلي عند أول نفخة ريح ساخنة تأتيها من الجوار أو من الداخل المتأجج بنيران الظلم والاستبداد .

سيان الأمر إن كانت استراتيجية بوش مخططا متخبطا ، أو كانت تخبطا مخططا ، طالما أنتجت واقعا مرا ، وملامح مستقبل أكثر مرارة ، ما لم تتدارك الأنظمة والزعامات والقوى المحلية وشعوب المنطقة هذا الواقع و إفرازاته المستقبلية ، وتعمل بإخلاص على تغييره .

*كاتب سوري

Arcan48@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ