ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

هل استوعب النظام السوري درس السيد عرار؟

بلال داود*

ماهر عرار مواطن سوري بالولادة ، وبالوراثة أبا عن جد ، هاجر في  ريعان الشباب، من بلد ازدهرت فيه تكنولوجيا القمع ، فاستقر به المقام في كندا ، وحصل على جنسيتها ، وتزوج من فتاة تونسية مهاجرة كحاله .

في عام 2002 ، وأثناء عودته إلى كندا عن طريق نيويورك ، برفقة عائلته بعد قضاء إجازة صيفية ، اعتقلته المخابرات الأمريكية  في مطار جون كندي  ، وألصقت به تهمة الإرهاب زورا وبهتانا  ، ولما كانت المخابرات الأمريكية لا تمتلك التكنولوجيا الكافية لجعله يعترف بما لم يفعله ، فقد أرسلته إلى أحد وكلائها الذين يمتلكونها ، وهكذا كان قدره العودة إلى بلده الأصلي مكبلا بالسلاسل ، فجلس في ضيافة المخابرات السورية عاما وبضعة  أسابيع ، اعترف خلالها بما لم يفعله ، وأقر بما نسب إليه وإن لم يعلمه .

غير أن متابعة الحكومة الكندية لقضيته ، منذ لحظة اعتقاله ، و إصرارها على إعادته ، تزامن مع الضغوط الأمريكية على سوريا ، إثر غزو العراق ، فقامت سوريا بإطلاق سراحه و تسليمه إلى السفير الكندي في دمشق ، نكاية بأمريكا ، معلنة أنها قد حققت مع السيد عرار ، وتأكدت أن التهم الني وجهتها إليه المخابرات الأمريكية ملفقة وباطلة .

فور وصول السيد عرار إلى كندا عقد مؤتمرا صحفيا ، تحدث فيه عن أصناف العذاب الذي عاناه في أقبية المخابرات السورية ، و بدلا من توجيه الشكر  إلى الحكومة الكندية على مساعيها الحميدة ، لإطلاق سراحه و إعادته إلى كندا ، فاجأ الجميع بعزمه على مقاضاة  الحكومة الكندية ، التي لم تكن قضيته لتظهر إلى العلن لولا متابعتها الحثيثة ، و لم يكن ليرى النور قبل أن يتعفن لولا مطالبتها المستمرة باسترداده ،  وتضمنت دعواه أن الحكومة الكندية قد سربت معلومات خاطئة عنه إلى المخابرات الأمريكية ، أدت إلى اعتقاله وتعرضه للتعذيب الجسدي والمعنوي ، كما أدى لتعرضه هو وعائلته إلى المعاناة النفسية والمعنوية والمالية  ، بالإضافة إلى مطالبته بتبرئته من تهمة الإرهاب .

منذ أيام ، وبعد ثلاث سنوات من المتابعة القضائية ، استقال رئيس المخابرات الكندية ( الدرك) ،بسبب قضية السيد عرار، وأعلن القضاء الكندي  تبرئة السيد عرار من أي  علاقة أو صلة أو تهمة تتعلق بالإرهاب ، ووقف رئيس وزراء كندا السيد ستيفن هاربر أمام وسائل الإعلام العالمي ، ليقدم اعتذارا رسميا باسم الحكومة الكندية ، إلى السيد عرار و أفراد عائلته عما لحقهم من ضرر ناتج عن أخطاء قد تكون ارتكبتها الحكومة الكندية أو بعض أجهزتها ، وقدمت له الحكومة الكندية عشرة ملايين ونصف المليون دولار كندي ، ( 9.3 مليون دولار أمريكي)  ، لتساعده في  البدء بحياته من جديد بشكل كريم ، بالإضافة إلى تحمل أتعاب المحاماة وقدرها حوالي مليوني دولار كندي .

على الفور نطق عرار بجملة بسيطة من أربع كلمات ، قال : أنا فخور بكوني كندي .

السيد ماهر عرار فخور بانتمائه إلى وطن إن أخطأ بحقه اعتذر إليه ، فخور بانتمائه إلى وطن ،يطالب بإعادته من أي معتقل كان ، ولو كان بلده الأصلي ، فخور بوطن  يستطيع اللجوء فيه إلى قضاء مستقل عن الحكومة ، ليقاضي الحكومة ، فخور بانتمائه إلى وطن حريص على كرامة أفراده ، علما أن الحكومة الكندية الحالية برئاسة السيد هاربر كانت في المعارضة يوم ألقي القبض على السيد عرار ، ولكنها لم تتملص من أخطاء الحكومة السابقة ، و لم تتذرع بكونها في المعارضة ذلك الحين ، ووجدت الشجاعة الكافية لتعتذر أمام الملأ.

هل استوعب النظام السوري كلمات السيد عرار ، التي نقشها وساما على صدر الحكومة الكندية ؟ ، وهل استوعب فرحته الغامرة التي عبر عنها بمشاعر الفخر  لكونه كندي؟؟؟

هل استوعب النظام السوري ، أن كرامة المواطن هي مصدر افتخاره بوطنه ؟ الكرامة التي يحققها القانون والقضاء النزيه المستقل ؟ ، هل استوعب أن الحكومة الشجاعة هي التي  لا تخجل من الاعتذار  عند الخطأ ، وتعويض مواطنيها عن الأضرار التي قد تصيبهم من أخطائها؟ .

أتمنى  من أعماق فلبي ، أن يكون النظام  السوري  قد استوعب الدرس  ، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تحيق فيها التهديدات بالوطن الحبيب من كل حدب وصوب ، وأن يعمل فورا ، على وضع خطة شاملة ، تعيد للمواطن السوري كرامته المهدرة ، و حريته المسلوبة ، ليتمكن من رفع رأسه فخورا بوطنه ،  فيبادر(النظام) إلى إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين  ، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو انتمائهم السياسي أو الطائفي ،  وإن كانت له اتهامات أو شكاوى ضدهم  ، فالقضاء النزيه المستقل هو الحكم الفصل ، وأن يرفع  قانون الطوارئ ، هذا السيف المسلط من قبل أجهزة القمع البربرية  فوق رقاب الناس وألسنتهم ، منذ قرابة نصف قرن ، وأن يلغي قانون العار رقم 49 الذي يقضي بإعدام  كل من وجهت له شبهة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين ، حتى لو كان مسيحيا أو ماركسيا ...... وللشجون بقية .

*كاتب سوري

Arcan48@yahoo.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ