ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أكراد العراق وتركيا... التداعيات والدلالات

ياسر سعد

بغض النظر عن تطورات الأحداث المتلاحقة في الشمال العراقي وكيف ستؤول إليه بعد التهديدات التركية بشن هجوم على معسكرات مقاتلي حزب العمال ومقراته هناك. فإن تلك الأحداث أفرزت وأظهرت العديد من النقاط والتي تستوجب التأمل فيها والتوقف عندها:

-  المواقف التركية الصارمة والحازمة وتهديداتها العسكرية بالتوغل في الأراضي العراقية, تظهر بوضح خارطة القوى الإقليمية في "الشرق الأوسط" الجديد. ومع الصراع الأمريكي-الإيراني المستمر حول البرنامج النووي وحول التحكم بمجريات الأمور في الساحة العراقية وهو صراع نفوذ بالدرجة الأولى, يظهر جليا أن النظام العربي بعد تدمير العراق أصبح وبشكل شبه كامل خارج ميدان الصراع لتصبح المنطقة العربية محورا ومنطقة تصارع لنفوذ الآخرين سواء كانت قوى عالمية كالولايات المتحدة أو الإقليمية والتي تنحصر حاليا في "إسرائيل" وإيران وتركيا.

-  لعل الإنجاز الوحيد ظاهريا للاحتلال الأمريكي في العراق, هو الشمال العراقي أو كردستان العراقية والتي يضرب بها المثل في الازدهار المزعوم والحياة الديمقراطية الموعودة وصفقات البترول والغاز المتوالية المشبوه. الأحداث الأخيرة أوضحت أن تلك المنطقة (كردستان العراق) أبعد ما تكون عن الاستقرار وأنها كغيرها من المناطق العراقية تقبع على فوهة بركان سياسي وأمني يمكن له أن ينفجر وبعنف في أي لحظة ووقت.

-  الموقف الأمريكي من الأزمة الكردية-التركية يبدو عليه الحرج, فالولايات المتحدة لا تستطيع أن تضحي بحليف إستراتيجي مهم وله وزنه كتركيا. في حين إن تخلت عن حلفائها الأكراد فسترسل رسالة معبرة لحلفائها في المنطقة تفيد بأنها قد تتخلى عنهم عند إي منعطف أو اختبار رغم كل خدماتهم ومواقفهم. فبعد المواقف النارية السابقة لرئيس ما يسمى بالإقليم الكردي مسعود البرزاني تجاه تركيا والتي اعتمدت على الدعم الأمريكي عاد الرجل إلى الأدب الدبلوماسي واللغة الهادئة.  

-  الحزبين الكرديين في الشمال العراقي واللذان يتزعمها طالباني والبرزاني كانا يرفضان أي وجود للدولة العراقية في مناطقهم ويمتنعان عن رفع العلم العراقي في المنطقة بحجج واهية. اكتشفا وبشكل مفاجئ انتماءاتهم العراقية وحاجتهما للدعم والتأييد في مواجهة ما اعتبراه تهديدات تركية. قبل أسابيع قصفت القوات الإيرانية الشمال العراقي ومنعت التبادل التجاري معه فارتفعت الأصوات الكردية وعلى رأسها الطالباني تستغيث وتستعطف الإيرانيين رفع حصارهم. هذه الأحداث وغيرها تظهر أن الإقليم الكردي أو أي إقليم عراقي منشود كما في فيدرالية الحكيم سيكون كيانا مشوها وهشا وأضعف من القدرة على البقاء في المنطقة بشكل مستقل ما لم يرهن إرادته وقراره لقوة إقليمية قادرة على رعايته وربما طامعة في بلعه وطامحة في احتوائه.

-  نقلت تقارير صحفية عن النائب في الكتلة الكردية محمود عثمان بأن قائمة تركية تضم أربعين قياديا في الحزبين الكرديين وضعت أمام المالكي بانتظار تسليمهم إلى السلطات التركية بتهمة الضلوع في دعم حزب العمال الكردستاني التركي. وقال النائب إن القائمة تضم مسئولين أمنيين وسياسيين من الحزبين الكرديين الرئيسيين تقول أنقرة إن استخباراتها رصدت علاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني خلال السنتين الأخيرتين. تركيا تتصرف مع الأكراد بشكل مشابه للسلوك الأمريكي مع النظام العراقي في مرحلة ما قبل الغزو الأمريكي للعراق والذي ساهم في حشده إعلاميا وسياسيا الحزبان الكرديان. التدخل الأمريكي في العراق وتجاوز كل القوانين الدولية فيما يتعلق بالسيادة والتعامل بفوقية واستعلاء أسس لمرحلة من ضياع القيم والحدود في التعامل ومهد لشريعة الغاب والذي تحتكم لقانون القوة. من هنا رفض اردوغان النصائح الأمريكية بشأن التدخل في العراق قائلا لسنا بحاجة لنصائحهم فهم لم يسألوننا رأينا وقد عبروا الآلاف الأميال لغزو العراق.

-  غزت أمريكا العراق واحتلته ودمرته دون مبرر قانوني ولا مسوغ منطقي, الحجة الرئيسية والذريعة الأساسية والتي لم تكن تستند سوى لأكاذيب مفبركة هي مكافحة الإرهاب. بفعل الغزو الأمريكي و"بفضله" أصبح العراق محضنا ومركزا لجماعات إرهابية ولميلشيات قتل طائفية لم يعرفها العراق في تاريخه المعاصر, وانتشرت في ربوعه ثقافة التفجير والتدمير. الشمال العراقي كان في ظاهر الأمر يمثل استثناءا حيث الحكومة الكردية "المنتخبة" والقانون المطبق والأمن السائد. الاتهامات التركية المتكررة تشتكي من أن كردستان العراق أصبح موئلا وملاذا ومنطلقا لحزب العمال الكردي (المصنف أمريكيا كمنظمة إرهابية) ليهاجم تركيا وجيشها ومدنييها مستخدما أسلحة أمريكية متطورة. وهكذا يتعمم ألإرهاب في العراق الأمريكي وبأساليب جديدة وأسلحة حديثة ليشمل البلاد من شمالها إلى جنوبها وليرفع علامة استفهام فيما يتعلق بالشمال العرقي بحصوله (الإرهاب) على الرعاية الأمريكية.

-  المواقف التركية الصلبة والناقدة بحدة للولايات المتحدة الأمريكية, ما كان لها أن تظهر وبهذا الوضوح لو لم تكن الحكومة التركية نتاج عملية انتخابية نزيه وتستند إلى سند شعبي عارم يتمتع بحرية التعبير والاختيار. هل تستطيع دولة عربية من الدول التي يحكمها دكتاتور ذو قبضة حديدية على شعبه وعلى المعارضة في بلاده أن يقف وقفة حازمة أمام المطالب والإملاءات الأمريكية والتي يحملها مندوبوها في زياراتهم المتكررة للمنطقة؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ