ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 29/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أكراد العراق والخيارات الصعبة

عريب الرنتاوي

تحت شعار "محاربة الإرهاب" ستدخل تركيا إلى شمال العراق عاجلا أو آجلا ، بيد أن خروجها منه لن يتوقف على النتائج الميدانية لحملتها العسكرية على حزب العمال الكردستاني ، بل سيرتبط بملفات أخرى لا تقل تعقيدا ، ومن بينها مستقبل الإقليم: حكم ذاتي أو دولة مستقلة ، مصير كركوك ودور التركمان في العراق الآخذ في التشكل أو التشظي؟

وعليه ، فإن حزب العمال الكردستاني الذي كان سبب هذه المواجهة وذريعتها ، سيصبح كالمنبتّ ، لا حقوقا لأكراد تركيا انتزع ولا حقوق أكراد العراق ومنجزاتهم صان ، وستكون القضية الكردية على اتساعها ، هي الخاسر الأكبر في المواجهة القادمة ، فالعالم ما عاد قابلا بالتعايش مع أنماط كفاحية تقوم على استهداف المدنيين وقتلهم وتفجير سيارتهم وشوارعهم وحاناتهم ، وأحسب أن شعبية حزب العمال ستتأثر حتما حتى في صفوف الأكراد أنفسهم ، إذ من الصعب على هؤلاء الاستمرار في إدانة الإرهاب في العراق ورفض الاعتراف بوجود مقاومة عراقية مشروعة ضد الاحتلال الأمريكي ، في الوقت الذي يحتضنون فيه حزبا يقوم بممارسات مماثلة في دولة جارة.

على أن تركيا نفسها لن تخرج بدورها من أية مواجهة محتملة من دون خسائر ، برغم وجود بيئة إقليمية مواتية لتركيا لتسديد ضربتها الموجهة لأكرادها ولمن "يتشدد لهم" ، فسوريا أعلنت تفهمها وتأييدها لتحرك تركي من هذا القبيل ، وإيران لا تمانع في قيام أنقرة بتوجيه ضربة للأكراد ، إن لم يكن خشية من تطور المسألة الكردية في إيران ، فبهدف إحراج واشنطن وإرباكها وتشتيت جهودها على الأقل ، والعرب ما زالوا يغطون في نوم عميق ، لم يستفيقوا بعد من غيبوبتهم المديدة.

لكن مقابل هذه البيئة الإقليمية المواتية ، هناك وضع دولي غير موات لأنقرة على الإطلاق ، فإقليم كردستان هو كيان صديق للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، ولا أحد يرغب في رؤيته ينهار على رؤوس أبنائه ، وهو المكان الوحيد شبه الآمن في العراق ، والملاذ المرجح للقواعد الأمريكية ، وليس من السهل على المجتمع الدولي التخلي عن أكراد العراق.

 

في المقابل ، لتركيا مكانة إستراتيجية لا أحد يرغب في التخلي عنها أو التفريط بها ، وحجج أنقرة وذرائعها تبدو من النوع المقنع والدارج والمفهوم في زمن الحرب على الإرهاب ، إذ يكفي الناطقون باسم السياسة والعسكر الأتراك أن يرددوا بأنهم لن يفعلوا أكثر مما فعلته واشنطن في العراق وأفغانستان ، ولن نقبل بأقل مما قبلت به واشنطن بعد الحادي عشر من سبتمبر ، حتى تكون "قوة الحجة" عندهم كافية لتبرير لجوئهم إلى "حجة القوة".

أكراد العراق يقفون اليوم على مفترق طرق خطير ، وهم مطالبون بالأخذ بأحد النموذجين في التعامل مع المسألة الكردية ـ التركية ، النموذج العراقي زمن صدام حسين الذي أجاز للجيش التركي التوغل في العمق العراقي لملاحقة مقاتلي حزب العمال ، أو النموذج السوري زمن حافظ الأسد الذي انتقل من احتضان الحزب ومقاتليه وزعيمه عبدالله أوجلان إلى إعلان الحزب منظمة إرهابية معادية ، وإغلاق مكاتبة ومعسكراته ، وتسليم كوادره وقياداته ، ونفي زعيمه الكاريزمي إلى قدره المحتوم خلف قضبان الزنزانة ، وما لم تسر أربيل على خطى بغداد ودمشق ، فمن المشكوك فيه أن تظل عاصمة سياسية لإقليم شبه مستقل ، إن لم يكن في المدى المباشر فعلى المدى المتوسط.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ