ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 04/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة (2)

حين يصبح منصب الإفتاء منصباً سياسياً ، ويصبح التمَذهب الديني سياسة ..

لابدّ من التعامل السياسي مع الأمر..!

عبدالله القحطاني    

   منصب المفتي في سورية منصب سياسي ، لا يحصل عليه ، في العهد الحالي ، إلاّ واحد من ثلاثة:

1- رفيق بعثي مناضل ( وكل رفيق هو مخبر بالضرورة ، وبتكليف دائم يعَدّ من مقتضيات الانتساب إلى الحزب ! وهو تقرير تجسّسي ، إلاّ أنه يقدَّم للمسؤول الحزبي، بصفته تقريراً حزبياً .. وهذا يوصله إلى أجهزة المخابرات !).

2- مخبر لأجهزة الأمن .

3- غير معارض للحكم ، ونظيف السمعة ، ولديه مؤهّلات حقيقية ، تستفيد منها السلطة القائمة ، بتلميع صورتها أمام الناس ، من خلال نظرة الاحترام ، التي يكنّها الناس لشخص المفتي !

  وإذا كان النموذج الأخير، هو أفضل النماذج ، وهو السلوك الطبيعي ، الذي يسلكه أيّ نظام حكم يحرص على رضى شعبه ، وتحسين صورته أمامه .. فإن هذا النموذج ، هو الحالة النادرة في سورية ، التي لا تحصل إلاّ في ظروف خاصّة ، ولمدد قصيرة ، يَتعب فيها المفتي ، قبل أن يتعب أجهزة الأمن ، التي تتوقّع منه (ردّ الجميل !) على مَنحه المنصب ، بكتابة تقارير عن أبناء بلده ! وحين تجده لا يبادلها (معروفا بمعروف!) تصرفه ، وتأتي بصاحب الأهلية الحقيقية ، التي يحتاجها النظام الحاكم ، من الصنفين الأول والثاني !

   وكون منصب الإفتاء سياسياً ، لا يلغي الهدف من وجوده ، وهو إصدار الفتاوى الشرعية للناس ، في بلدة المفتي ، أو مدينته ، أو في الدولة كلها ، إذا كان المنصب هو منصب المفتي العامّ في البلاد .

   وهذا يقتضي ، بالضرورة ، أن يكون المفتي ـ أياّ كان حجم منصبه ـ من أبناء الملّة الذين  يفتيهم في أمور دينهم . ( قديماً كان لكل مذهب ، من مذاهب السنّة الأربعة المعروفة ، مفتٍ خاصّ بالمذهب ، مثل : مفتي الأحناف ، ومفتي الشافعية ..!).

   في الآونة الأخيرة ، صار منصب الإفتاء لعبة خطيرة ، إذ صار يعيَّن لأبناء البلاد، مفتون من غير ملّتهم ، من مذهب مخالف لمذاهب السنّة كلها ، مخالفة شديدة ، لا في فروع الدين ، بل في أصوله ! فصار النظام الحاكم ، بحكم طبيعته الطائفية ، وصلته الحميمة بالنظام الإيراني ، يعيّن مفتين من أتباع المذهب الشيعي ، الجعفري الاثني عشري ، ليفتوا لأهل السنّة ، الذين يشكّلون الأكثرية الساحقة في البلاد !

   ولقد كان المفتون المتشيّعون الجدد ، يَحرصون على كتم تشيّعهم (سياسة.. أو تقية) ، أو تنفيذاً لأوامر صادرة من أجهزة المخابرات التي عيّنتهم ، سواء على مستوى مفتي مدينة مثل: ( مفتي حلب ) ، أو على مستوى المفتي العام للدولة ! إلاّ أن جملة من الأمور، جعلتهم يتساهلون في كشف مذهبهم ، أو لا يتحرّجون كثيراً من الاتّهام بالتشيّع ! ومن هذه الأمور ، قوّة التمدّد الإيراني في المنطقة العربية ، (وإيران هي الدولة التي  ينتمي هؤلاء المفتون المتشيّعون إلى مذهبها) ، واضطرارهم إلى الحديث عن مذهب آل البيت ، في الفضائيات ، وفي وسائل الإعلام الأخرى .. سواء في المناسبات الدينية الشيعية ، أو على سبيل الدعاية للإنجازات الشيعية الإيرانية ، مثل حرب  نصر الله مع الصهاينة ، في جنوب لبنان ..! إضافة إلى حاجة الفضائيات الشيعية في المنطقة ـ لاسيما قناة المنار، التابعة لنصر الله ـ إلى رجال محسوبين، ظاهراً ، على مذهب أهل السنة ، لهم مواقع معيّنة في بلدانهم ، للحديث حول الشيعة وانتصاراتهم ، وحول مذهب أهل البيت ، ومنزلة الأئمة ، ومقتل الحسين ، وعاشوراء .. ونحو ذلك ، ممّا يضطرَ المتحدّث إلى الكشف عن خبيئة نفسه ، وحقيقة انتمائه !

   والسؤال المطروح هنا ، وهو سؤال تحريضي ، بالضرورة ، هو : ما النتيجة التي يتوقّعها هؤلاء العابثون ، من عبثهم الخطير هذا ، سواء أكان هؤلاء العابثون ، رجالَ الإفتاء المتشيّعين ، المعيّنين ليفتوا لأهل السنة .. أم كان العابثون هم رجال المخابرات، الذين عيّنوا هؤلاء المفتين في مواقعهم ، دون اكتراث بمشاعر الأكثرية من أهل السنة ، سواء أكانت هذه المشاعر دينية ، أم اجتماعية ، أم وطنية ! نقول : ماذا يتوقّع هؤلاء المفتون العابثون ، وضبّاط المخابرات الذين عينوهم .. مِن أهل السنّة ، اليوم ، أو غدا ، أو بَعد غد ..!؟ ومن يتحَمل عواقب هذا العبث ، والتداعياتِ الناجمة عن ردّات الفعل ، ضدّ العبث وأصحابه ..!

   وهنا يكون التحريض ، الذي يحمله السؤال ، منصباً على الحِسّ الإيماني العَقَدي، لدى المفتين ، الذين يدركون ، أكثر من معلميهم ضبّاط الأمن ، أن التلاعب بالمشاعر الدينية ، أمر بالغ الخطورة ، على المتلاعِب نفسه أولاَ ، وعلى أبناء البلاد عامة ..!

   كما ينصبّ التحريض ، أيضاً ، على العقل السياسي لدى الفريقين : رجالِ المخابرات، وأتباعهم رجال الإفتاء .. لأجل حساب التداعيات السلبية ، المتوقعة على الأرض ، بين أبناء السنّة ، الذين يعيّن لهم رجال فتوى مِن غير ملّتهم ( بصرف النظرعن ادّعاء أصحاب التقية ، بأنهم مع السنّة أبناء ملّة واحدة ! وهم يدركون جيداً ، أن ما يفرّق بينهم وبين أهل السنة ، في العقائد ، يجعلهم ملّتين مختلفتين تماماً ، سواء فيما يتعلق بعصمة رجال من غير الأنبياء ـ ومنحِهم صفاتٍ من صفات الألوهية ـ ، أو فيما يتعلق باتّهام الشيعة لأمّهات المؤمنين ، اللواتي نصّ القرآن على طهارتهن ،أم فيما يتعلق بحفظ القرآن ، من النقص الذي ينسبه إليه الشيعة ، أم فيما يتعلّق بصحابة رسول الله ، الذين أثنى عليهم الله في كتابه ، وبشّرَ نبيّه بعضَهم بالجنّة ، بينما الشيعة يكفّرونهم !

   فهل حرّض السؤال المطروح ، أو هذه السطور كلها ، حساً دينياً ، أو عقلاً سياسياً لدى أحد من المعنيين بالأمر..؟ أم أنهم لن يَستبينوا الرأي إلاّ ضحى الغد !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ