ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نحو أنسنة العقل ,وعقلنة العلمانية!

( 1- 3 )

د.نصر حسن

لازال الردح والردح المعاكس المشاكس على قدم وساق في الوسط الثقافي العربي والسوري على وجه الخصوص  , ردح لانعرف متنه من سطحه, معظمه يدور في مساحة برانية لاعلاقة لها بلب المشكلة ودواخلها وجذورالأزمة التي نعيشها, وأكثر المردوحين هما مفهومين مظلومين بمستوى الوعي التقليدي العلمانوي إذا صح التعبير , وضعف منسوب الفهم العقلاني لهما وعدم دراية بظروف نشأتهما ومسارهما التاريخي , وهما العلمانية والإسلام أو (الإسلام السياسي) كما يحلو للبعض أن يتفنن بضخ مفاهيم تحمل رغبة الشقاق أكثر مما توحي بالإتفاق , وسنعمل على تعرية العلمانية من الأغطية المزيفة التي يلفها بها عشاقها , وتناولها على حقيقتها مااستطعنا إلى ذلك فهماً وعرضاً ,على أمل مقاربة موضوع (الإسلام السياسي)  ورداحيه في المستقبل القريب, وعليه لانريد أن ندخل في مقاربة العلمانية بالشكل التقليدي بمعنى التعريف الفكري والسياسي والإجتماعي , بقدر مانريد أن نركز على ظروف اشتقاق المفهوم وكيفية تداوله من قبل العلمانيين وغيرهم على الساحة السورية ,وعلى الرغم من كثافة المقالات والمقالات المعاكسة حول العلمانية ,وبدون الدخول في شخصنتها وتقييم لادينيتها ووجدانها, ولا الإصرار على دنيويتها بقدر مانتناول الموضوع بأفقه الواقعي العملي وبشكل بعيد عن السجال وعن التصنع بامتلاك سيف معرفي أو رمح سياسي ,فلاهذا ولاذاك يملكه أحد الحاضرين اليوم ومنهم كاتب هذه السطور , مادام الجميع يشهور عجزه أمام ولوج باب التطوير ,والواقع السوري مباح أمام الإستبداد والتخلف وبماهوفيه وعليه , ولا مواجهة المفهوم من الصفر بخواء عقلي ونفسي , أو هروب فكري وثقافي من محاكاة المفهوم بشكل إيديولوجي ,نعم إيديولوجي ,المفهوم الذي أصبح مشبوهاً هو الآخر , والكثير من العلمانويين والمتثقافين مسرعين إلى نبذه وحرفه ولبررته مجاراةً لعصرنة شكلية وعولمة ملحقاتية , , وهنا نلح على إخراج المفهوم من دائرة المماحكة على أرضية فشله في الواقع العربي والإسلامي , الذي هو في حقيقة الأمر فشل أدواته ,ولاتسفيه ضرورته كونه حامل أساسي من حوامل تطور وتقدم الشعوب ,بقدر مانسحب المفهوم إلى ساحة النقد الموجه من الواقع ومستوى الوعي فيه ,ونعمل على عقلنته ,إذ لاسبيل إلى التطور بدون تغليب دور العقل والحوار المسؤول.

 

ففي ساحة الردح الثقافية يتعرض المفهوم إلى لغط وتشويه كبيرين , منها مايتعلق بتجاهل نشأته في أوروبا الكهنوتية التي مثلت الكنيسة سلطة دينية غيبية اختلط فيها الدين بالسياسة بالخرافة بالظلم الإقطاعي,وتحالفها مع السلطة التي مارست انتهاكاً خطيراً للحقوق الفردية , أو بإسقاطه جبرياً على واقع اجتماعي يغوص بالأزمات تحت سلطة واحدة هي الإستبداد الذي شوه كل شيء وفي المقدمة حقيقة الدين ودوره في الحياة الإنسانية ( سورية اليوم), وعليه إن المفهوم مشتق من واقع اجتماعي وديني وسياسي وثقافي وزمني مختلف عن الواقع العربي , وهو في حدود محتواه وهدفه يمثل نظرة حداثية لعلاقة الفرد بالدين , بالموروث الثقافي ,بعلاقتة مع الدولة وعلاقة الفرد مع المجموع , بمعنى تطوير الروابط الفردية والإجتماعية والقانونية نحو صيغ أكثر عقلانية تخدم مسألة تحررالإنسان من الظلم والعبودية والفقر , ونقل الوعي البشري إلى مساحة الدولة العاقلة,  والمسألة الخلافية في المفهوم هو أنه نشأ في أوروبا المتخلفة والتي يحكمها الظلم والإقطاع ,وكانت الكنيسة هي المحدد الأول لشكل الحياة الفردية والجماعية ,وكانت تحتكر سلطة مركزية شديدة, أضفت عليها الطابع الديني كحاجة سلطوية وليس كإيمان, هذا لاينطبق على الإسلام والواقع العربي والإسلامي ,لسببين رئيسيين :

 

الأول أن الإسلام لم يمر بهذه المرحلة الكهنوتية ,ولم يعرف التاريخ العربي الإسلامي هكذا نموذج , ولم يكن في مرحلة الدولة الإسلامية سلطة سياسية منفردة للجامع أو لرجل الدين , وكان مفهوم الدولة يتمثل بعلاقات فوق أهلية مع كونها دينية , سوى في حالات استثنائية بوجود بعض رجالات محسوبة على الإسلام , لكن وجودها غلب عليه النفاق ومداهنة السلطان وتغطية عجزه الديني والفكري والقيادي , وهذا إطار فردي لم يبلغ مستوى الفعل العام والسيطرة بماهي قوانين وطقوس تفرض على الناس بقوة الظلم وليس بقوة الإيمان, والأمر الغائب عن الكثير من الرادحين هو أن الإسلام دين عقل ودين دنيا وعلاقات دنيوية كمقدمة للآخرة ,وهو رسالة محورها الإنسان في الحياة الدنيا ومصلحته ضمن نظام مبني على العدالة والمساواة والحرية , وحتى لاندخل في إطار الغيبيات البعيدة عن اهتمام البعض ,ونتجاوز النفور والقصور في فهم وإدراك كنه الحياة البشرية للبعض الآخر, فالإيمان والكفر ببعده الدنيوي يحدده قوة محرك عقلي ودرجة كفاءته أي الوعي التاريخي العام , وهذا له مستويات عدة لدىالفرد والجماعات والشعوب, ولتكثيف الحوار نضطر إختصار الردح بأن نأخذ جانبه الواقعي والعملي الدنيوي المرتبط  أساساً بقيمة الإنسان ورفع الظلم والمساواة والعدالة ,ورفض التمييز بين البشر واحترام هذه القيم المشتركة في الحياة , أي البعد الدنيوي ,وكل فرد في نهاية الأمر هو حر بآخرته.

 

 والثاني أن العلمانية أنتجها واقع ديني غير متدين ويمكن وصفه سياسي مغطى برداء الدين , بمعنى بعيد عن قيم الدين الحقيقية ونظرتها إلى الإنسان , وبالتالي عبرت عن حاجة الشعوب إلى نمط جديد من العلاقات الإجتماعية والإقتصادية القانونية لتجاوز واقع ظالم ,والتي لاتتعارض مع الدين وهنا يكمن فشل العلمانيين العرب والمسلمين عندما وضعوا العلمانية من البداية ( فصل الدين عن الدولة ) في مواجهة مع الدين أي الإسلام, الذي لعب أكبر دور دنيوي قيمي أخلاقي وقانوني إصلاحي في حياة البشرية حتى عصر التنوير ,وحوصر ولازال من السلطة وأقصي عن الحياة وغاب دوره التجديدي المطلوب, بخلاف ذلك إن العلمانية في أوروبا لم تصطدم بالدين بقدر ما حددت دور الكنيسة السياسي في حياة الناس , وهنا مضطرين إلى المرور العابر بتشديد القول أن دعاة العلمانية الأوروربية هم مفكرين وفلاسفة وتنويريين وأخلاقيين من صلب المجتمع وغير مسلوخين عنه ,لديهم نظرة تطويريه متكاملة ,وفهموا تناقضات مجتمعاتهم بدقة وصاغوها بأمانه وموضوعية واستقلالية ,وكل مفيد لمجتمع ما بشكل عام يمكن القول أن فيه جانب عام يفيد الآخرين , وعليه لم ينتجها رداحين ذوي نظرة تقليدية للدين والعلمانية والحياة , فبرغم وجودهم اليوم واستعمالهم لجملة من الملفوظات الحديثة إلا أنهم ليسوا في الواقع  سوى وجودا ً مادياً معزولاً عن إطاره الإجتماعي الحقيقي,  أو في أطراف الحي الإجتماعي العام للشعوب , باختصار العلمانية لم يستوردهاالأوروربيين بل أبدعوها لحاجتهم لها , كقيم تنويرية حداثية أصيلة,وصاغوها ببراعة فكرية وثقافية وقانونية وحتى أخلاقية , أنتجت التطور والتقدم ومفاهيم العدل والإشتراكية والديموقراطية, والتي كانت أساس الحرية وحقوق الإنسان, الحرية والتعددية واحترام الآخر هي المفاهيم التي أنتجت التطور والتقدم , وليس مفاهيم الباطنية ولا النظرة النخبوية النرجسية , ولاالتناقض مع واقع المجتمع ,ولا الخلفية العرقية والمذهبية ,التي تريد احتكار الحقيقة والواقع أي المجتمع , وحجز التعددية والحرية واحترام الآخر وتوزيعها على الناس حسب دياناتهم ومعتقداتهم, من هنا نبعت الأصولية الفكرية إذا جاز لنا التعبير , بمعناها المنغلق على الذات وكره الآخر وحتى نفيه ,وهذا سنتناوله في حديث منفصل في المستقبل !.....يتبع

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ