ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تحرير لبنان يبدأ من سورية .... وليس العكس!

سالم أحمد*

منذ أن تم اغتيال الرئيس الشهيد "رفيق الحريري" غيلة وغدرا يوم 14 شباط 2005، حيث توجهت التهم إلى مخابرات النظام السوري والمتواطئين معهم، من الذين باعوا أنفسهم من أجهزة الأمن اللبناني، فقد بدأ لبنان عهدا جديدا، بدأ معه اللبنانيون مسيرة طويلة وشاقة ضد نظام الوصاية السوري –على حد تعبير اللبنانيين- وكأنهم يقولون له: كفى!

وإلى الشرق من جبال لبنان الشرقية، بدأ الشعب السوري الذي يرزح تحت حكم ديكتاتوري أحادي منذ أكثر من أربعة عقود يتطلع إلى ساعة الخلاص للإطاحة بحكم الفساد والاستبداد والطغيان، سيما وقد رأى أشقاءه اللبنانيين وقد كسروا حاجز الخوف وقالوا بصوت: واحد لا لحكم لبنان من "عنجر" لا لحكم لبنان إلا من قبل أبناء لبنان.

ولقد رأينا السوريين وهم يتابعون أخبار لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم وكأن ساعة خلاص  اللبنانيين ستكون إيذانا بخلاص السوريين أيضا، لكنهم لا يعرفون كيف ومتى؟ سقوط حكم الوراثة والتمديد الأبدي في دمشق ينبغي أن يبدأ من سورية لا من لبنان! لماذا؟

لقد أدرك الرئيس الراحل "حافظ أسد"، أنه -بنفسه وبعزوته من العسكر الذين اشترى ذممهم وولاءهم فباع فيهم واشترى- الأضعف: بعد أن تخلص من رفاقه في الحكم واحدا بعد آخر ، فكسب عداوة أنصار أولئك الرفاق. وولاء الشعب السوري غير مضمون لأنه بنى نظرته في الحكم على الانفراد والاستئثار من دون باقي المواطنين. ففي سبيل أن يبقى في الحكم، هو وورثته من بعده، عليه أن يدفع ثمنا للسلطة، ولو اقتضى الأمر أن يتنازل عن أراض سورية. ففي ما عدا نقطة الضعف هذه فيه، فقد كان أسدا هصورا على الشعب السوري، لا يتورع أن يخوض في دمائه أنهارا.

ولقد عرفت القوى العظمى نقطة الضعف هذه –ربما نقطة القوة- عند الرئيس الراحل وأنه مستعد للتعامل معها، بيعا وشراء، لا يستثني أرضا ولا إنسانا، فوضعت خبرة استخباراتها تحت تصرف حكمه، وأضعفت خصومه، حتى غدا الحاكم المفضل عندها، لا غنى لها عن خدماته في المنطقة. في سبيل ذلك أغمضت عينها عما فعله حتى مع المسيحيين في لبنان، طالما أنه يفي بالتزاماته معها. ولمن لا يصدق فقد أرسل "حافظ أسد" وحدات سورية عام 1991 –وهو رمز الأمة الواحدة في رسالتها الخالدة- لتقاتل الجيش العراقي تحت راية الجيش الأمريكي، فكسر بذلك قلوب البعثيين قبل باقي السوريين. وكان البعثيون يتهمون قبل ذلك دولا عربية –سموها رجعية- بالعمالة لأمريكا، فإذا بهم ينضوون تحت رايتها.

ما أريد قوله: إن من عرف سياسة الراحل عن قرب، وحبه للسيطرة والاستيلاء على كل شيء، عرف أنه يهون عنده –في سبيل ذلك- كل شيء.

ولأن الولد سر أبيه فقد كان الوريث من بعده -الرئيس بشار- على دين أبيه في الحكم، ولا فخر. هو لايعتبر كلامنا مذمة بأنه سار على درب أبيه وتخلق بأخلاقه. لذلك فإنه في سبيل بقائه في الحكم سيفعل ما فعل أبوه طالما أن ما يتنازل عنه من حقوق سورية سيمد في أجل حكمه، لأنه سيكون من حساب سورية وحساب الشعب السوري لا من حسابه وحساب أبيه.

وإذا علمنا أن الشعب السوري ليس لديه ما يملكه إلا وطنه وكرامته، وهما رأسماله الذي لا يتنازل عنهما ولو خسر حياته، أدركنا كم كانت المعركة غير متكافئة، والتوازن مفقود بين الحاكم والمحكوم عند القوى العظمى. بين من يدفع لا يرقب في الشعب إلا ولا ذمة، وبين من لا يفرط ولو كان الحتف أمامه. ولأن القوى العظمى، فهمت هذه المعادلة، فهي لا تقف إلا بجانب من يدفع. ولأنها لا تعمل لوجه الله وليست هيئة إغاثة، فقد اختارت الوقوف إلى جانب الحكام وليس لها مصلحة في الوقوف مع الشعوب المستضعفة.

نحن نفهم الألم الذي يعتصر نفوس السوريين والهمّ الذي ركبهم واليأس الذي أقنطهم وفتّ في عضدهم من أن ينصلح حال النظام الحالي في سورية. ولكننا لا نفهم أن ننتظر ما يدور في لبنان ولا علامَ ينقشع الغبار وهل أعطت واشنطن الضوء الأخضر إيذاناً لتغيير النظام؟ فمعادلة الأخذ والعطاء ما تزال جارية بينها وبين دمشق. ولا يكاد أحد يعرف ما يجري عبر الحدود المشتركة مع العراق، ولا كم هم المقاتلون الذين تضبطهم سورية ويتم تسليمهم إلى واشنطن من أجل تخفيف حدة الاحتقان بينهما؟.  

إن الساسة المخضرمين في لبنان فهموا المعادلة أكثر مما فهمها المعارضون السوريون. عرفوا أن تحرير لبنان من الوصاية السورية لا يتم إلا عبر إنهاء النظام الذي يفرض هذه الوصاية. ولذلك قالها سعد الحريري وقالها وليد جنبلاط بالفم الملآن: إن تحرير لبنان يبدأ من سورية، وليس العكس.

نقول للشعب السوري، وللمنفيين منهم على وجه الخصوص: لا تقولوا إن تحرير سورية من براثن نظام الفساد والإفساد يبدأ بعد تحرير لبنان من هيمنة النظام. وإن أمريكا وأوروبا سوف تبدأ بلبنان وتثني بسورية، لأن تلك الدول تعرف كيف تأخذ ولا تعرف كيف تعطي. وليس في قاموسها مبدأ تحرير الشعوب من حكامها المستبدين. أما لبنان فشيء آخر مختلف عن سورية. ونقول كما قال المثل:

"ما حكّ جلدَك مثلُ ظفرك      فتَوَلّ أنت جميعَ أمرك".

*سوري مقهور

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ