ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 20/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

إعلان دمشق في سنته الثالثة إلى أين ؟!.

د.نصر حسن

مضى عامان على  ظهور إعلان دمشق,عامان حافلان بالأحداث الداخلية على مستوى سورية  حيث نظام الإستبداد زاد شراسةً وصلفاً وطغياناً على كافة نواحي الحياة في سورية وتحلل في أشكال جديدة متجاوزاً السياسي والأمني منها ليأخذ طور اقتصادي خطير يسيطر عل كافة الفعاليات الإقتصادية الوطنية التي لها علاقة مباشرة مع معاش المواطنين , والسيطرة على كافة مفردات حيان الناس ,وعجز عن حماية السيادة الوطنية , وتخبط في صراعات المنطقة ,  وإعلان دمشق بقدر ماعبر في بداياته عن حركة سياسية سورية شاملة جمعت أطراف المعارضة في الداخل والخارج على مطلب التغيير , بقدر مااستكان لخلافات داخلية ضخمها وكبرها النظام ورافقها بسلوكه الأمني المعتاد من اعتقال ناشطيه وتجميد حركتهم , تلك الخلافات العادية لكن للأسف تصدرت أولوية العلاقة بين الأطراف على حساب تطوير العمل السياسي نحو أشكالاً أكثر قدرة على إحداث التغيير المطلوب , وقدعبرنا بمقالات عديدة من موقع المعارضين للنظام والمؤيدين لإعلان دمشق كونه أساساً وطنياً يجب أن يبنى عليه بناء سياسي مؤسسي لحركة المعارضة السورية , يكون قادراً على تعبئة الشعب وقيادته في عملية التغيير , بكل أسف مع مرور عامان على ذلك لازال إعلان دمشق يتحرك بدون سقف سياسي واضح وبدون جدول زمني واضح , والأمرٌ من ذلك لم يصل بعد إلى التجانس أو التفاعل على مستوى وحدة القرار السياسي ودخل معضلة الفردية والقيادة الذي انعكس سلباً على حركة الإعلان وعلاقته مع الشعب,  وانحصر عمله في إطار البيانات الروتينية التي لاتحرك الشعب ولاتعطيه أملاً بالخروج من حالة الإحباط , وعليه فقد بسرعة بريقه السياسي الذي رافق مرحلة التأسيس .

 

إعلان دمشق من الداخل ,,

في بنية إعلان دمشق متناقضات وهذا ليس جديداً , وكل أطرافه تقريباً عانت من القمع والسجون والتهميش وهذا معروفاً , والنظام معروف بموقفه من المعارضة السورية في الداخل والخارج ولاجديد فيه سوى زيادة انتهاك الحريات وعلى كافة  المستويات وهذه طبيعته وعمله , ويدرك تماماً كل أطراف إعلان دمشق أن عملية التغيير الديموقراطي لايمكن أن تتم بدون مشاركة كل الأطراف السياسية , لكن يبدو أن الضعف في الصياغة السياسية لمشروع الإعلان قد فرخ ضعفاً في الموقف من مسألة التغيير ,هل هو إصلاح بوجود النظام وعبره ؟ أم هو إصلاح تدريجي سلمي يسمح به النظام على طريق كسب الوقت وتجديد بنيته الداخلية ؟ مامساحة الإسلام والعلمانية والليبرالية فيه , أقصد في التغيير المنتظر؟ وأكثر الأمور إشكالية على مستوى إعلان دمشق والمعارضة السورية ككل , هو كيفية تحقيق التغيير السلمي الديموقراطي مع نظام ديكتاتوري فردي عائلي يمثل الطائفية السياسية بامتياز , ولم يبق أي هامش للحوار ؟ وماالمقصود بكلمة سلمي وماهي دلالاته العملية في واقع السلطة وواقع المعارضة ؟! وهل كان هناك مراهنة ما على تنازل النظام بفتح هامش بسيط من الحرية وفشلت المراهنة ؟ الأمر الذي أوقع قيادة إعلان دمشق في بعض التناقض والغموض والسبات وحتى الإفتراق الصامت ؟ .

 

هنا لابد من قول الصراحة وحسب المعطيات التي نراها ونلمسها في واقع إعلان دمشق أنه مكبل بقوى غير قادرة على حسم الموقف من النظام ,لأسباب شتى منها ما أحدثته التطورات الإقليمية وخاصة مايحدث في العراق وبشكل ما مايحدث في لبنان , وعليه تحت ضغط ذلك تراجعت عن مطلب التغيير الشامل, وعلى خلفية موقف ملغوم غير صحيح من الخارج ودوره في عملية التغيير, ومنها وهو الأهم عدم الوضوح الكامل في تبني الديموقراطية والتراجع إلى مفهوم جزئي لها على أرضية الخوف الذي طالما ردده النظام وهو الخوف من الفوضى,  والخوف الحقيقي هو من الأكثرية ( المسلمة ) وبالتالي ظهور تداعيات وللأسف غير وطنية وغير سياسية وتعكس ترسبات الإستبداد  بقدر ماتعكس الفهم الإنتقائي للديموقراطية أو الفهم الأهلي الأقلياتي لها , وبالتالي غموض والتباس شكل التغيير في سورية , وهذا ماعكسه بشدة موقف بعض أطراف إعلان دمشق من جبهة الخلاص الوطني رغم التزام الصمت الإيجابي بشكل عام , وحتى لاتأخذ الأمور إطار التكرار , نقول ومن منطلق الحرص على دور قوى إعلان دمشق, ماذا تنتظر للقيام بالخطوة المطلوبة نحو وحدة المعارضة ؟ وحتى لايساجلنا أحد بكونها هي تحت مطرقة النظام,  نقول كلنا مازلنا تحت المطرقة وسنبقى كذلك مادام النظام باقياً , ومعلوم أن كل طرف  قدم مااستطاع حسب ظروفه ومستوى صراعه مع النظام , لكن الماضي رغم كونه ثمناً وطنياً باهظاً قدمته كل أطرف المعارضة " وعلى العين والراس كما يقال" ,لكن نحن في الحاضر الذي يدفعه النظام نحو المجهول, فما هو سر العجر في إنتاج حوامل التغيير ؟, وعليه يريد الشعب السوري أن يرى استمرارية للفعل المعارض, يريد أن يرى مؤسسات معارضة وليس شللاً وحلقات معزولة عن بعضها وعن الشعب وهمومه, يريد الشعب أن يرى تطوراً  في شكل الفعل المعارض  ,وفي حركية أدائه ,ويرى وحدة وانسجام في بنيته ,وموقف وطني صريح وواضح حول كافة القضايا الوطنية التي عانت في الماضي من تشويه متعدد المصادر, والتي لازالت غير محسومة لدى بعض أطراف المعارضة السورية رغم الوضوح التام في بنية النظام وسلوكه ومشروعه الداخلي والإقليمي والدولي .

 

إعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني ,,

بعض مظاهر تناقض إعلان دمشق هو الموقف من جبهة الخلاص الوطني رغم أنه غير سلبي ,لكن نريده إيجابي يدفع بالمعارضة السورية إلى مستوى جديد من العلاقة , مستوى متطور وواضح وغير خائف , مستوى قادر على إنتاج نهج جديد قادر على الإلتحام بالشعب وتعبئته وقيادته نحو التغيير المطلوب , وبوضوح نرى أن طرح الموضوع على خلفية السجال أو الإحراج أو شخصنة إعلان دمشق أو جبهة الخلاص هي غير مفيدوة وغير مجدية بل وغير نزيهة وهي صورة من البلاء العام الذي تتصف به المعارضة يمثل الردح والردح المعاكس , وكون إعلان دمشق يصر ولو بشكل ضمني على الوصاية وعلى أهلية القيادة على خلفية ماض انتهت محدداته والنظام أوصل الشعب السوري إلى أطوار من الإهانة وصلت حدود إلغاء إنسانيته , وعليه فإن هذا التصور هو غير منتج ولايخدم التغيير والقيادة هي في المحصلة قدرة على الفعل والتجاوب الجريء مع قضايا الشعب والمواجهة الصريحة والعلنية مع النظام ,لذلك  إن الأصح سياسياً هو الفهم التكاملي للطرفين لأنهم في واقع سورية البائس الحالي يمثلون جسم المعارضة الفعلية الناشطة على الساحة السورية , وبخلاف الممنوعات التي يرسمها النظام الأمني والممارسات القمعية التي يتفنن بها النظام ,تفرض خطورة الوضع الوطني في سورية أن يتحرك كافة الأطراف بقدر من العقلانية وأولهم جبهة الخلاص وإعلان دمشق إلى منتصف الطريق والبدء بحوار صريح وجدي وعلني  بدون انتظار إذن من النظام أو من غيره , تحرك يمثل الخطوة الأولى نحو وحدة المعارضة وتطوير مؤسساتها بشكل تنسجم مع المرحلة التي تمر بها سورية على طريق إنتاج البديل الوطني الحقيقي للنظام على قاعدة السواء السياسي وهي الديموقراطية ككل دون عنعنات الواقع المريض الذي خلفه النظام وشورط الخائفين من التغيير , ودون وضع العصي السياسية التي تعيق عمل المعارضة ككل من قبل هذا الطرف أو ذاك , فالكل معني بدوره في عملية التغيير ,ولاأحد يملك العصمة الوطنية أو الشرعية السياسية للوصاية وتوزيع الأدوار والمهام على هذا الفريق أوذاك , يجب العمل على أرضية وطنية تعمل للحفاظ على الوطن كله وليست أسيرة الحفاظ على مصالح فئة معينة على حساب مستقبل الوطن بأكمله , والإنتظار هنا هو في صالح النظام وقوى الفوضى الإقليمية التي تدفع باتجاه الإنهيار الكامل .

 

حوامل التغيير الحقيقية في سورية ,,

هنا يكمن الوجه الآخر للشقاق الفكري والثقافي المنفلت في إطار المعارضة السورية بحسن ونيه وبخلافها , حيث أن هامش الحرية التي تعيشه أطرافها في الخارج أو الداخل يتم العبث فيه , بمعنى أن تلك الأطراف بدل أن تستغل هذا الهامش للتأسيس لحوار سياسي يتجاوز الماضي ويضع يده على جرح الشعب السوري الحالي ويتطلع إلى بناء مستقبل على أسس وطنية وحقوقية مدنية واضحة تعيد الإعتبار الإنساني لهذا الشعب , نراهم يسحبون العنوان الأساسي إلى الخلف ويدفعون بدلاً عنه لافتات هي ليست من أولويات الشعب السوري بل من طرح النظام نفسه , وبشكل محدد هناك خلاف على شكل الدولة السورية وآلية تحقيق حقوق الشعب وتجزئ المشكلة الأساسية لتجعل منها صراعاً داخلياً بدل أن تركز على أن الصراع الأساسي هو بين الشعب والنظام وليس بين شرائح الشعب السوري , ورغم أن أطراف المعارضة ومنها جبهة الخلاص وإعلان دمشق  غير مخولة بتقرير شكل الدولة السورية , بل هذا هو عمل الحكومة والبرلمان والمؤسسات الدستورية , وأن مهمة الأطر السياسية المعارضة الحالية هو الإتفاق على طريقة التغيير ومطلب التغيير وان يتم العمل على هذا الطريق وماتبقى هو من اختصاص الشعب , وعليه يصبح تعويم شكل الدولة الآن والإختلاف بل والصدام بين الأطراف المعارضة هو عمل لاعلاقة له بالعمل المعارض بل يناقضه , و عليه إن مايطرح من إشكاليات هدفه البلبلة وخلط الأموروسحب الحوار إلى خارج الهدف وضمن معطيات خلافية لها أول وليس لها آخر .

 

والأمر الذي يأخذ مساحة كبرى من الكلام والردح هو عن الهوية العربية الإسلامية, أي بشكل مباشر عن دور الإخوان المسلمين في المستقبل وهذا هو بيت القصيد عند النظام وعند بعض الخائفين عليه ,وعند الغرب والشرق وعند بعض اللذين تحللوا فكرياً وعقائدياً وذابوا في مشاريع خارجية ويخلقون ضجة وشغب إعلامي يشوش على كل عملية تطور فعلية في بنية المعارضة السورية ومنها جبهة الخلاص وإعلان دمشق ,إذ ليس في عالم اليوم دولة لقيطة أو هجينة أي بدون هوية , الهوية بماهي محددات بواقع موضوعي وثقافة وتاريخ وآخر مكتسب معرفي وحضاري وإنساني , وهذا هو الذي يميز بين هذه الدولة أوتلك وهذه الأمة أو تلك , وليس هو مفهوم قيمة بمعنى تفضيل هذا الطرف أوذاك كما يحلو للبعض أن يتعامل معه ويصوره ويصبح مادة الحوار الأساسية بدل مشروع التغيير والتنمية الديموقراطية وتجذير السلوك الديموقراطي على مستوى المعارضة السورية , وإنتاج البدائل السياسية والحقوقية لنظام معروف أصله وفصله.

 

وعلى هذا الاساس أمام  جبهة الخلاص الوطني وإعلان دمشق مسؤولية كبيرة تفرض عليها تجاوز نقاط الخلاف والعمل على المساحة المشتركة الأكبر بينهما وهو مشروع التغيير ونقل الحور إلى مستواه المفيد , وتحليل الواقع السوري بأمانة وموضوعية والتأشير بجرأة على حوامل التغيير الأساسية ,والخروج من دوائر الردح السياسية والثقافية والدوران في نفس المكان والقول الصريح بقبول الديموقراطية ككل وقطع الطريق على النظام وعلى مفرزات الوضع الإقليمي الشاذ بكل مافي الكلمة من معنى , والنظام معروف بعده الوطني والقومي , ومعروف القانون (49) الذي يحكم على الإخوان المسلمين والإسلام المعتدل بالإعدام , ويدعم التطرف والسلفية بدون حدود , ومعروف بعلمانيته على مستوى سورية الداخلي وعلى مستوى علاقاته في لبنان ومع إيران , ولم يبق هناك أسرار ومكشوفة كل اتصالاته مع إسرائيل , ومقروء جيداً توسله للعلاقة مع الغرب , وبالتالي على المعارضة أن تكون واضحة وصريحة مع الشعب السوري وأن تقر بصراحة بأن الحامل الأساسي للتغيير الديموقراطي في سورية هو الإسلام المعتدل لأنه هو جسم المجتمع , ولايفهم من كلامي هذا تقسيم أو تفضيل أو تهميش بقدر ماهي مكاشفة صريحة ومسؤولة بحقائق الواقع السوري ,وبالتالي إن أي عملية خلط توحي بالخوف من التغيير هي غير منطقية وغير ديموقراطية وتصب في تقوية النظام وجعل التغيير حلماً بعيد المنال , وعليه يجب تسفيه النظام وسلوكه ,وليس الأطراف المعارضة من قومية وإسلامية ويسارية واستمرار اللغط وخلط حابل العراق بنابل النظام بغموض موقف الخارج من التغيير الديموقراطي في سورية .

 

كلمة أخيرة حول فردين هما في صف خاص في معارضة النظام كما يقولون هما رفعت أسد وفريد الغادري , والمعارضة للنظام هي حق لكل سوري لكن وهذا رأي شخصي أن لاأحد في المعارضة السورية لافي إعلان دمشق ولافي جبهة الخلاص يملك من الشرعية الوطنية والسياسية والأخلاقية ليتعامل مع رفعت أسد المعروف تاريخه وموقفه من شكل التغيير ويعرف الشعب السوري كله أن خياره هو الحرب الأهلية , وأن أي عملية دمج بينه وبين السيد عبد الحليم خدام هي من صنع النظام وخوفه ,فتاريخ كل واحد معروف ,ولمن الغرابة الصامتة أن الفساد في سورية كما يخرجه النظام هو من لون واحد , رغم أن حجم فساد رأس النظام وأجهزته وأعوانه وأبواقه أصبح مكشوفاً  ومهيناً للنظام وفرقته , وعلى الجانب الآخر إن السيد الغادري يماثل النظام في موقف الإعتراف بإسرائيل التي تحتل أرضاً سورية مع فارق أنه يقوم علناً بما يقوم به النظام سراً , وهذا الموضوع لايمكن حسمه بوجهة نظر شخصية بقدر ماهو قضية حق وحقوق يقررها الشعب السوري كله ضمن مؤسساته الدستورية في نظام ديموقراطي.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ