ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 02/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

برّأه الله من جرائم مخزية ، فأصرّعلى حَملها .. فمَن هو!؟

عبدالله القحطاني 

لو طرِح السؤال في مسابقة ، أو امتحان ، وأعطيت للطلبة اختيارات معيّنة ، ليختاروا واحداً من بينها ، مِثـل :

هل هو : ـ راعي بقر، في إحدى الغابات المعزولة المجهولة !

          ـ إنسان متوحّش من عصور ما قبل التاريخ !

          ـ نزيل أحد مشافي الأمراض العصبية والعقلية !

          ـ رئيس جمهورية ، في دولة عريقة متحضّرة !

نقول : لوطرِح السؤال هكذا ، وأعطيت للطلبة هذه الخيارات ، فمَن منهم يختار الجواب الرابع !؟

لكن هذا ليس سؤالاً يطرح على طلبة ـ أغبياء .. أو أذكياء ـ في المرحلة الابتدائية .. إنه واقع حيّ ، بكل غرابته ، وغلظته ، وشذوذه !

  إن المخلوق المسؤول عنه ، الغريب الشاذّ ، شخص حيّ ، يعيش في عالمنا الراهن ، ويحكم دولة عريقة متحضّرة ، بل مبدعة للحضارة ، مصدّرة لها !

هل نحن بحاجة إلى ذكر اسمه وعنوانه ، والدولة التي يحكمها !؟ لا نرى ذلك !

حسْبنا أن نذكر بعض جرائمة الشاذة ، التي يفخر بها ، ويعدّها مآثر.. لنعرف من هو ، أو ليَعرف مَن لم يعرفه ، مِن قبل ، مَن هو ! ونترك للقرّاء الكرام ، فرصةَ معرفتِه بأنفسهم !

-  إنه ورث عن أبيه ، حكماً جمهورياً ، فرِض بالحديد والنار! ولمّا مات أبوه ، وأوصى له بالخلافة ، على عرش (الجمهورية!) ، عـُدل دستور دولته ، في دقائق معدودة ، ليناسب عمرُ الرئيس ، المنصوص عليه فيه ، عمرَ الغلام الوريث ! إذ اجتمع مجلس الشعب ، الذي عيّنه أبوه ، ليبصم على قراراته ، وليفديه بالروح والدم .. اجتمع هذا المجلس ، بسرعة مذهلة ، وعَدل دستور البلاد ، ليكون عمرُ رئيس الجمهورية ، أربعة وثلاثين عاما ً، بعد أن كان في الدستور أربعين عاماً !

-  وإنه أصرّ على الاحتفاظ بسائر (الأعداء) ، الذين خلّفهم له أبوه ، ولم يحرص على إزالة العداوة ، بينه وبين أيّ واحد منهم ، أو فريق ! بَـلْهَ أن يكسب ودّهم ، كما يفعل عقلاء الساسة ، حين يتولّى أحدهم منصباً جديداً ؛ لاسيّما إذا كان هذا المنصب مسروقاً ، أصلاً، أو منهوباً ، بقوّة السلاح ، من شعب كامل ! ( أعرافُ البشر العقلاء ، جرت على أن الحاكم الجديد ، يحرص على كسب ودّ شعبه ، فيعفو عن السجناء ، الذين حبسَهم سلَفه ، ويَحطّ عن كواهل الناس ، كثيراً من الأعباء المالية ، كالغرامات ، والضرائب الباهظة ، ونحو ذلك ! وإذا كان قد ورث الحكم عن أبيه، فإنه يحرص على إزالة ماعلق بهذا الأب، وبعهده ، من آثار سيئة ، في نفوس الناس ، إذا كان باراً به ! أمّا المخلوق المذكور،هنا، فيرى أن برّه بأبيه ، يقتضي أن يحتفظ بسائر الجرائم ، التي ارتكبها هذا الأب ، بحقّ الناس ، لاصقةً بجبهته ، وجباه أسرته كلها .. ويحملها هو مع أبيه ويعتزّ بها.. ولله في خلق شؤون !) .

-  وإنه أصرّ ، على الاحتفاظ بسائر السجناء المظلومين ، من أبناء شعبه ، الذين وضعهم أبوه في السجون ، لمعارضتهم نظامَ حكمه ، أو مخالفتهم له ، في الرأي .. حين كان الابن ، مايزال في المدرسة الابتدائية ، لم يبلغ الحلم ، ولا يعرف شيئاً ، عن هؤلاء المظلومين ، ولا شيئاً عن الخلاف ، الذي كان قائماً بينهم وبين أبيه .. أصرّ على الاحتفاظ بهؤلاء السجناء في سجونه ، لأنهم من تركة الوالد العزيز الراحل !

-  وإنه حرص ، على تجريم الأبناء والأحفاد ، تجريماً وراثياً ! فالحفيد الذي ولِد لجدّ كان معارضاً لأبيه ، يُعدّ مجرماً ، من لحظة ولادته ! ويحرَم من حقوقه الوطنية والإنسانية الإساسية !

-  وإنه أصرّ ، على الاحتفاظ بالقانون ، الغريب ، الشاذّ الشائن ، الذي يُعدّ لطعة عار أزلية بشعة ، يأنف أحطّ المجرمين ، أن تلصَق بجبينه ، أو حتى بثوبه .. ذلك الذي سنّه أبوه ، والذي يحكم بالإعدام ، على كل من ينتمي إلى فصيل معيّن ، من أبناء بلده ! وسحَب هذا القانون ، على أبناء المنتمين ، أو المتّهمين بالانتماء ، إلى هذا الفصيل ، وأحفادهم.. حتى لو كانوا قد ولِدوا بعد موت أبيه ، بسنوات عدّة ! وحتى لو كانوا قد ولِدوا في المرّيخ ! ونورد هنا رقم القانون ، وتاريخ إصداره .. كيلا يَظنّ ظانّ ، من بني البشر العقلاء ، أننا نَسوق أسطورة خيالية غريبة ، أو نورد قصّة من قصص ألف ليلة وليلة ! إن رقم القانون هو : / 49/ وقد صدر في العام : (1980) ميلادي ! وإن الناس الذين جرّمهم القانون ، ما يزالون بحكَمون به ، حتى اليوم ! وإن كانت أحكامه صارت توقَع بحقّهم مخفّفة ؛ إذ يسجَن الواحد منهم ، اثني عشر عاماً ، تخفيفاً لحكم الإعدام ! والسجناء المحكومون الآن ، بموجب هذا القانون الشاذّ ، بالعشرات ، في سجون الحاكم الابن !

فهل عرف القرّاء الكرام ، مَن هذا المخلوق !؟ وهل هو واحد من الأصناف الأربعة ، المذكورة أعلاه .. أم هو من جنس آخر ، لا يخطر على بال أحد ، من البشر العقلاء ، أو من شياطين الإنس والجنّ البلهاء !

 لن نَمنح ، هنا ، جائزة ، لمن يَعرف المخلوق المذكور .. لكنا نرجو منه ، أن يدعو دعوة صالحة ، بظهر الغيب ، لهذه الأمّة المثخنة ، المبتلاة ، الصابرة ، الكريمة .. بأن يطهّرها الله ، من هذا وأمثاله ، ومن العبيد الذين يسبّحون بحمده ، ويفدونه بالروح والدم ، لقاء فتات مغمّس بدماء الأبرياء ، من أبناء وطنهم وشعبهم وأمّتهم !

 وإنّ الأرض لله ، يورثها مَن يشاء مِن عباده .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ