ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 29/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة:

لانأسف لعدم محاربتنا للنظام ، لكن نأسف لعدم تمكّننا من إسقاطه!

عبدالله القحطاني

 ( بين يدي المساعي الجادّة ، لقوى المعارضة السورية.. لإسقاط نظام الفساد والاستبداد !)

هذه أمور، نذكرها اليوم ، لا لمجرّد استعادة الذكرى المرّة ، بل لاستعادة بعض الحقائق ، ووضعها أمام القاصي والداني ، من أبناء سورية ، وغيرهم ، لاسيّما مَن كانوا ينظرون إلى الأحداث نظرة مجتزأة ، أو مشوّهة ، ويحمّلون الإخوان مسؤولية ماجرى ، في تلك المرحلة ، من تاريخ سورية ، في ظلّ هذا الحكم الأسود الشاذّ ..! ولا سيما أن الحملة ، اليوم ، لإسقاط هذا النظام الفاسد ، قائمة على قدم وساق ، ويقال حولها كلام كثير، وتقلّب لأجلها ،أو بسببها ،  صفحات كثيرة ، من صفحات التاريخ الحديث ، لسورية ، وشعبها ، وقواها السياسية ، والإسلامية منها ، على وجه الخصوص..! ومن حقّ كل مواطن سوري ، أن يعرف حقيقة ماجرى في بلاده ، وحقيقة النظام الذي يحكمه ، اليوم ، وما يجب عليه فعله ، في مقاومة هذا السرطان الخبيث ، الذي يفتـك به ، وبوطنه ، وشعبه .. منذ مايزيد على أربعين عاماً ..! فنقول ببساطة :

1) لانلوم أنفسنا، نحن الإخوان المسلمين في سورية ، على معارضة هذا النظام ، الفاسد المفسد البشع .. وقد عرف شعب سورية ، اليوم ، وفي مقدّمته ساسته ومثقفوه ، طبيعة هذا النظام ، الذي صار يحتاج ، اليوم ، إلى جهود جبّارة لإسقاطه ، وتحرير البلاد منه ، وإنقاذ العباد من ويلاته !

2) إذا كنا نلوم أنفسنا ، في هذا المجال ، فعلى عدم تمكّننا ، وتمكّن شعبنا معنا ، من إسقاط هذه العصابة ، حتى اليوم ، بعد كل ما فعلته بالبلاد والعباد ، من سحق وتخريب ودمار !

3) لانلوم أنفسنا على عدم محاربتنا للنظام بالسلاح ، لأن لحمل السلاح مقتضيات كثيرة ،  وطنية ، وإنسانية ، وسياسية..! (وفكرية منهجية ؛ فدعوة الإخوان ، منذ أسّست ، لها منهج واضح أصيل ، لاتحيد عنه ـ إلاّ مايمكن أن يمارسه أفراد يحسَبون عليها في مرحلة ما ، من أخطاء فردية ، يرتكبونها ويحاسبون عليها ، بالفصل من الجماعة ـ وهذا هو ديدنها ، في العهود المتعاقبة ، في مصر ، وسائر الدول العربية والإسلامية، التي وجدت فيها دعوة الإخوان المسلمين . وكل مازيّفته ضدّها أجهزة استخبارات الأنظمة المستبدّة من إشاعات ، وماروّجته من أضاليل ، ثبت زيفه مع الزمن ، على ألسنة بعض سدَنة الأنظمة التي حاربت الإخوان ، ومارست ضدّهم أقسى أنواع العنف والاضطهاد ! ومن شاء فليرجع اإلى ماكتبه بعض سدنة النظام المصري ، في عهد عبد الناصر، من أمثال حسن التهامي ، الذي كان أحد صناع القرارات الأمنية العليا، في عهد عبد الناصر.. ضدّ الإخوان خاصّة ! أمّا تاريخ الإخوان في سورية فمعروف، منذ تأسيس جماعتهم في أواسط الأربعينات ، من القرن المنصرم ! فهم لم يحملوا السلاح قطّ ، في مواجهة أيّة سلطة وطنية ، طوال تاريخهم ! وما ألجأهم إلى حمله في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ، إلاّ عسف السلطة وطغيانها ، وتعمّدها فتح جبهة مع الحركة الإسلامية ، لاستئصالها ! وقد أكّد حافظ أسد ، على ضرورة استئصال جماعة الإخوان في سورية ، بشكل واضح وصريح ، في إحدى مجلاّت حزب البعث ، التي كانت تصدر في أواسط الستينات ، ولمّا يمضِ عامان على استلام حزب البعث السلطة ، في سورية !)  

4) ماينبغي قوله ، في هذا الصدد ، إنّما هو مجموعة من الأمور الأساسية ، نقولها للساسة في بلادنا ، وللمؤرّخين ، ولشعبنا كله ، وللأجيال التي لم تشهد تلك المرحلة، من أبناء الحركة الإسلامية ، ومِن غيرهم ، وحتى من أبناء الطائفة التي تَحكم أسرة أسد البلادَ باسمها ، ومن أبناء الحزب ، الذي يتستر آل أسد وراءه .. ويمسحون بشوارب منتسبيه ، كل مايستطيعون مسحَه ، من جرائمهم المخزية ، بحقّ سورية وشعبها ! 

ومن أهمّ هذه الأمور : 

   لمْ يحارب الإخوان المسلمون ، النظام الحاكم في سورية ، برغم تبجّحه ، وادّعائه ، بأننا حاربناه .. فانتصرعلينا !

   ولو حاربْنا النظام ، بل لو كانت لدينا نيّة محاربته ، أصلاً ، لما كانت الأمورعلى ماهي عليه الآن .. أي :

ـ لما كان الألوف من إخواننا ، بين سجين وقتيل وشريد !

ـ ولما كان أزلام النظام ، قادرين على اقتحام بيوتنا ، وأماكن عملنا ، واعتقال رجالنا ونسائنا ، من غرف نومهم ، أو من أماكن أعمالهم .. لأن من ينوي خوض الحرب ، لايترك عناصره تحت رحمة عدوّه ، يقتلهم كمايشاء ، ويعتقلهم متى أراد ! إذن لكان القادرون على حمل السلاح ، حملوه ، دفاعاً عن أنفسهم ، وأهليهم ، وبيوتهم..! ولكان غير القادرين على القتال ، تواروا عن الأنظار، ولم يمكّنوا عدوّهم مِن قتلهم ، أو اعتقالهم ! (ولقد عرفت ساحات القتال في فلسطين ، منذ الأربعينات من القرن المنصرم ، من هم الإخوان المسلمون ، الذين توافدوا إليها من مصر وسورية وسائر الدول العربية .. وكيف يحاربون عندما يقرّرون دخول الحرب ! وليرجع مَن شاء ، إلى الكتب التي أرّخت لحرب فلسطين /عام 1948 ) !

ـ ولَما كان الإخوان ، وأهلوهم ، وأقاربهم .. تعرّضوا ( لمحاكم التفتيش!) ؛ إذ كان بعض المواطنين الذين يعتقلون ، ويسارع أحدهم إلى إخبارعناصر المخابرات ، بأنه سكّير، أو حشّاش ، أو مقامر، أو لصّ ، أو زير نساء ..! ينجو من الحبس والتعذيب في كثير من الاحيان .. ! فهذه كلها ، شهادات حسن سلوك ، لدى زبانية الأمن ، تدرأ عن صاحبها الاعتقال والتعذيب والقتل ! والطرائف حول هذه الأمور كثيرة ، ماتزال ماثلة في ذاكرة كل من عاش تلك المرحلة ، وتعرّض لهجمات الزبانية ، ومداهماتهم ، وتحقيقاتهم ، وسياطهم ! ( ومن الجدير بالذكر، أن هذه الأخلاق الرفيعة ، المذكورة آنفاً ، ماتزال تعَـدّ شهادات حسن سلوك ، حتى اليوم ، لدى الرفاق ، تشهد لصاحبها،  بأنه مؤهّل لاستلام وظيفة في الدولة ، أو مؤهّل للدخول في كليّة عسكرية !).

ـ ولَما كان المئات ، من القادرين على حمل السلاح ، غادروا بلادهم لاجئين .. بل لحملَ كل منهم سلاحه ، وقاتل حتى الموت !

    * لقد بات كل مَن لديه اهتمام بالشأن السوري ، ممّن عاشوا تلك المرحلة ، يعرف أن الإخوان استدرِجوا ، إلى معركة لم يخطّطوا لها ، بل لم يفكّروا فيها أصلاً ! ولقد فَصلوا من صفوفهم ، كل من وجَدوا لديه إصراراً على حمل السلاح ، في بداية الأحداث ، التي اشتعلت أواخر السبعينات ، من القرن الماضي ! ولقد جرّتهم أحداث لم يكونوا من صنّاعها ، إلى أتون حرب ، شنّتها عليهم السلطة ، من طرف واحد ، حين كتِب على جدران مدرسة المدفعية ، اسم الجهة التي نفذت العملية .. وأنها (الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين !). ولمّا كانت الطليعة المقاتلة ، غير معروفة لأجهزة المخابرات ، فقد باشرت هذه الأجهزة ، الاعتقالاتِ ، في صفوف الإخوان المسلمين !

  * قرار الإخوان ، بحمل السلاح ، في أواخر السبعينات ، جاء دفاعاً عن النفس ، بعد أن بلغ سُعار السلطة أقصى مداه ، في الاعتقال ، والقتل ، والمداهمة ، والمطاردة ، والتعذيب.. لهم ، ولأهليهم ، ولأقاربهم ، ولأصدقائهم .. !

 * مجزرة حماة ، كانت لعبة استدراج شيطانية ، مارستها السلطة ؛ إذ كانت تتربّص بهذه المدينة الباسلة المنكوبة ، من سنوات عدّة ، وتتحيّن الفرص لتدميرها ، وتحاصرها حصاراً خانقاً ، جعل أهلها يفضّلون الموت ، على القهر والذلّ ، والحصار القاسي الطويل ! وكان الإخوان يعارضون ، أصلاً ، تعريضها للدمار، حتى لو انسحب كل من فيها ، من الإخوان وأنصارهم !

5) الواجب الملقى ، اليوم ، على عاتق أبناء سورية ، بات معروفاً ، لكل سوري يحسّ بأن كرامته مهدورة ، وبأن قوت أطفاله منهوب ، وبأن أرض بلاده مستباحة من النظام الحاكم ، ومباحة للصهاينة ، في ظلّ حكم (الأسود الأشاوس !) من أسرة آل أسد ! ولم يعد لمواطن حجّة ، مهما كان موقعه في بلاده ، بأن يتذرّع بالجهل بطبيعة هذا النظام ، وبعدم رؤية مايفعله ، هو والصهاينة من ورائه .. بسورية ، وشعبها ، وسيادتها ، وكرامتها ، وتاريخها!

ولتعلـمُنّ نبَـأه بَعدَ حين .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ