ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

الصهاينة وحكّام دمشق .. ولعبة القطط والفئران !

عبدالله القحطاني

* أرض سورية ، صارت حمىً مستباحاً ، كلها ، من غربها إلى شرقها ، ومن شمالها إلى جنوبها .. في عهد الأسود الكواسر. من أسرة آل أسد !

* الطيران الصهيوني ، يحلق فوق البقعة التي يريدها من أرض سورية ، بدءاً بالقصر الجمهوري ، المسمّى قصر الشعب .. وانتهاء بأقصى نقطة حدودية ، في البلاد .. دون حسيب أو رقيب !

 حين كانت القوات السورية في لبنان ، كانت ، تحت قيادة فرسان الأسد ، مجرّد قطيع من الأرانب ، تصطاد منها القوات الصهيونية ماتشاء ، حين تشاء ..! تدمّر سرباً من الطيران هنا، وتنسف موقعاً للصواريخ هناك .. دون أن تفكّر قيادات الجيش الأسدية ، بمجرّد التصدّي لها ! ومعروفة كوارث الطيران الحربي السوري ، والصواريخ السورية ، في لبنان.. يعرفها  جيداً ، كل مواطن سوري ، وكل مواطن لبناني ! لكن الذين يعرفون طينة النظام الحاكم في سورية ، هم ، وحدهم ، الذين يعرفون سبب الامتناع السوري ، عن الردّ .. برغم رفع شعارات الممانعة والتحدّي والتصدّي ..! أمّا الذين لايعرفون من السياسة إلاّ الشعارات ، فلا يعرفون شيئاً.. وليسوا حريصين على معرفة شيء ! لأن المعرفة تحتاج إلى شيء من تعب العقول ، في التأمل والتفكير، والتحليل والتركيب ، ومعرفة الأشخاص ، وتواريخهم ، وأهدافهم ، وأخلاقهم ..! وليس كل من زعم أن له عقلاً ، حريصاً على إتعاب عقله .. مادامت رؤية الشعارات المرفوعة ، تريحه ، وتوفّرعليه التعب وإجهاد الذهن !

   الآن .. ليس لسورية طائرات ، ولا صواريخ ، في لبنان .. إنها ، كلها ، في سورية، بين اللاذقية غرباً ، ودير الزور شرقاً .. وبينهما قصور الرئاسة ! وهذه ، كلها ، مسارح للطيران الصهيوني ، يجري فيها مايشاء ، من تجارب ، وتدريبات ، وعمليات قصف ونسف ، ونزهات ليلية ونهارية !

   لقد توقّع قادة الصهاينة ، أن تخجل القيادة السورية ، من الإبلاغ عن حادثة القصف الأخيرة ، التي تجولت فيها الطائرات الصهيونية ، في مناطق عدّة من سورية ، ودمّرت من السلاح السوري ماأرادت تدميره ، دون أن يتصدّى لها عصفور، داخل الأرض السورية.. بله خارجها !

   إلاّ أن القيادة البطلة ، أعلنت عن الجريمة ، ونسبَتها إلى إسرائيل ، الدولة الغادرة .. كما قال وزير الإعلام السوري ! وهي غادرة ، لأنها تتحدّث عن السلام وتمارس العدوان على سورية ، الدولة المسالمة ! فإسرائيل دولة مخادِعة غادرة .. في نظر الوزير الهمام ! أمّا جريمة الزمرة الحاكمة ، في ترك القوات المعادية ، تسرح وتمرح، وتقصف ، وتدمّر ماتشاء داخل الأرض السورية ..أمّا هذه الجريمة ، فليست جريمة بحقّ سورية ، وطناً ، وشعباً ، وسيادة ، وهيبة ، وكرامة ! ( لم يظهر على وزير الإعلام السوري ، حين علق على الحادثة ، واتّهم إسرائيل بالغدر.. لم يظهر عليه ، أنه يعرف شيئاً عن المصطلحات المذكورة آنفاً ، مثل كلمة : كرامة .. وأخواتها !).

   قادة إسرائيل ، يصرّحون ، بين الفينة والأخرى ، بأنهم حريصون على بقاء النظام السوري الحالي ! لأنه يشكّل عنصراً من عناصر الأمن الوطني الإسرائيلي ! وواضح أن إسرائيل ، هي الدولة الوحيدة ، التي لها مصلحة حقيقية ، في بقاء هذا النظام البطل ، جاثماً على صدر الشعب السوري ! وأبطال النظام السوري ، يعرفون هذا جيداً .. لأن إسرائيل ، لن تجد في شعب سورية ، كله ، أجبن منهم ، ولا أرخص ! وهم يراهنون على هذا ، في بقائهم في السلطة .. أيْ : يراهنون على الخيانة والنذالة! وأيّ رهان أربح من هذا ، في التعامل مع إسرائيل !؟

   وقادة إسرائيل ، يصرّحون ، بين آونة وأخرى ، بأنهم حريصون على السلام مع النظام السوري .. ومستعدّون لهذا السلام ، في أيّ وقت ! فبعد حوالي أسبوع ، من الضربة الصهيونية المؤلمة ، للسلاح السوري .. صرّح رئيس وزراء إسرائيل ، بأن دولته راغبة بالسلام مع سورية ! وأيّ سلام أروع من هذا !؟

   اللعبة الصهيونية ، ليست عسكرية أمنية ، وحسب ! بل لعبة نفسية شيطانية .. فلا يكفي أن تستبيح قوّات العدوّ ، مدن سورية ومناطقها العسكرية ، وتدمّر ماتشاء من سلاحها .. بل هي تستبيح العقول والنفوس ، أيضاً ! فهي مسرح لمكر قادتها وخبثهم:  نحن نضربكم متى نشاء ، وكيف نشاء .. وليس لديكم جرأة على الردّ ! ونحن ندعوكم إلى السلام ، فهل لديكم جرأة على الجلوس معنا !

   قادة الصهاينة ، يعلمون جيداً ، أن ضرباتهم لاتكلف قادة النظام السوري شيئاً.. لأن قواتهم تضرب أسلحة سورية ، يدفع المواطن السوري ثمنها ، من لقمة أطفاله ..! كما يعلمون أن القيادة السورية الحالية ، لاتملك أيّ شيء تخاف عليه ، من كرامة وطنية ، أو مروءة إنسانية ، أو خلق نبيل ، أو شعبية لدى المواطنين السوريين .. كل ماتخاف عليه ، هو الكراسي التي تجلس عليها ! لذا ، فلا أهميّة لأيّة ضربة إسرائيلية ، في أيّ موقع سوري ، حتى لو دمّرت دمشق العاصمة ، على رؤوس أهلها !

   لذا ، يلجأ قادة الصهاينة إلى العبث المركّب ؛ العبث بالأرض السورية ، والوطن السوري ، والكرامة السورية .. ثم العبث بالمشاعرالدونية ، لدى الحكّام ؛ مشاعر الخوف ، والجبن ، والطمع ..عبر الابتزاز ، والإغراء ، والتهديد !

   إنها لعبة القطط الخبيثة ، مع فئران تافهة مرعوبة !

   ومَن الخاسر !؟ إنه شعب سورية ، الأبيّ ، الصابر، المظلوم !

   ويبقى سؤال : إذا كان حكّام سورية ، مجموعة من الفئران المرعوبة ، في مواجهة الصهاينة ، خوفا على كراسي الحكم .. فما الذي يخيف شعب سورية ، في مواجهة هؤلاء الحكّام ، وقد خسر كل شيء تحت حكمهم ، حتى لم يعد لديه مايخسره !؟ وأضيفَ إلى عبثهم به وبوطنه .. عبث الصهاينة بكرامته الوطنية ، وعبث آخرُ ، آتٍ من الشرق ، منصبّ على عقيدته ، وأخلاقه ، وكرامته الوطنية .. أيضا !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ