ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 30/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

عنصرية وعنجهية الخطاب الأمريكي

د. ثائر دوري

أنتم لا تستحقون أن نحتلكم، ولا تستحقون أن نقتلكم، وأن ندمر بيوتكم، ونغتصب نساءكم، ونقتل أطفالكم، لأنكم متخلفون ولا أمل بتخليصكم من تخلفكم لقد فعلنا كل الأشياء السابقة الذكر ( القتل، التدمير، الإغتصاب، التشريد..الخ ) من أجلكم، لكنكم لا تستحقونها.

هذا هو مضمون الخطاب الأمريكي الجديد تجاه العراق، والمنطقة العربية وخير ما عبر عنه هو السيد توماس فريدمان. فقد كتب مقالأً عنوانه: "القواعد الذهبية لفهم أحداث الشرق الأوسط" ومضمونه، أننا فشلنا في العراق لأنكم لا تستحقون احتلالنا، فأنتم تكذبون وتراوغون ولا تفهمون سوى نظرية المؤامرة ولا تستحقون ديمقراطيتنا لأنكم لا تفهمون سوى لغة القوة ولأن روح القبيلة في دمكم ولأنكم مشبعون بروح الثأر بينما نحن مشبعون بالديمقراطية.

ليس هناك نرجسية وعنجهية حضارية تصل إلى مستوى هذا الخطاب العنصري سوى الخطاب الصهيوني الذي يلوم الفلسطيني المقاوم لأنه بمقاومته اضطر الصهيوني لقتله فعكر مزاجه، أي أنت همجي لأنك أجبرتني على قتلك.كما يعبر عن ذلك الكاتب منير العكش بوصفه طريقة تفكير المستوطنين الغربيين الأوائل: "إن اغتصاب أراضي الهنود وإبادتهم فضيلة إنسانية. أما مقاومة ذلك الاغتصاب وتلك الإبادة فوحشية وشر وجريمة عقابها الموت".

مضمون هذا الخطاب ليس جديداً بل هو سليل خطاب تأسيسي في الحضارة الغربية التي قامت على الغزو والإبادة. فمنذ البداية كانوا يتلاعبون بصورة المجتمعات التي ساقها حظها العاثر أو ثرواتها لتكون في طريقهم فصارت موضوعاً لغزوهم وتوسعهم، فهناك المتوحش النبيل الذي يفضل الغربيون أن لا يقتربوا منه لأنه لا يحتاجهم بشيء، وحقيقة الأمر أنه لا يملك شيئاً يصلح للسلب والنهب. وهناك المتوحش الرومانسي  وهو الذي يحتاج إلى عمل الغربيين كي يتحضر ويصبح كالغربي، في الماضي كانوا يسلمون أمر هذا المتوحش إلى المبشر ليحوله إلى ديانتهم ويعلمه كيف يصير غربياً لأنهم كانوا بحاجة إلى قوة عمله، واليوم استبدلوا التبشير الديني بالتبشير بالديمقراطية. ولنتذكر خطاب وسائل الإعلام الأمريكية في بداية الغزو عن الشعب العراقي الطيب الذي سيستقبل الأمريكان بالورود لأنهم سيخلصونه من الطاغية وسيعلمونه ممارسة الديمقراطية والعيش برخاء لقد ألبسوا يومها الشعب العراقي ثوب المتوحش الرومانسي.

لكن للأسف يكتشف توماس فريدمان اليوم أن الشعب العراقي ومعه الأمة العربية لا تستحق كل هذه الجهود لأنه لا يمكن لها أن تقبل الديمقراطية ولأنها منذ الأزل قبائل وعشائر متحاربة وستبقى كذلك تمارس الكذب والنفاق والسرقة والقتل إلى الأبد، وبهذا نكون قد وصلنا إلى صورة المتوحش المنحط  الذي لن تفيده الحضارة الغربية بشيء وبالتالي لا حل سوى إبادته. وإذا لم نستطع إبادته فلنتركهم يبيدون بعضهم.

بالطبع لا يسأل توماس فريدمان من انتدب شعبه ليصنف الشعوب ويقرر مصيرها بدلاً عن الرب. ولا يتساءل عن مسؤولية الولايات المتحدة والغرب عن تدمير الحضارات والشعوب وإطلاق آليات الفوضى كما هو حاصل في منطقتنا التي تعاني الغزو الغربي المستمر منذ منتصف القرن التاسع عشر. ولا يسأل السيد توماس فريدمان نفسه السؤال التالي :

- لو تعرضت الولايات المتحدة لجزء صغير من القصف والتدمير والتخريب الذي تتعرض له أمتنا، ولفترة محدودة لا متطاولة على مدى قرن ونصف من الزمان. هل كان سيبقى حجر على حجر في الولايات المتحدة ؟

أنا أعرف الجواب فهل يعرفه توماس؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ