ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

حماس الضفة ومساحات التحرك المطلوبة

لمى خاطر

يوماً بعد يوم تزداد شراسة الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة عباس بحق نشطاء حماس ومؤسساتها في الضفة، وقد تجاوز الأمر حدود ردود الفعل على ما جرى في غزة وظهر في سياقه الحقيقي وهو أن ما يجري يندرج ضمن خطة كبيرة للقضاء على حماس تقودها إسرائيل وأمريكا وتنفذ أجهزة عباس الشطر الأكبر منها مقابل أن تحظى حكومة رام الله بامتيازات (الشريك) حسب المواصفات المطلوبة.

وقد اتضح أن نهج ضبط النفس والعض على الجرح الذي تنتهجه حماس في الضفة منذ بداية الأحداث لم يجد نفعاً ولم يفلح في كف أيدي أفراد العصابات المجرمة عن الحركة وأبنائها في مدن الضفة، ومن الطبيعي أن تزداد وحشية أجهزة عباس في استهدافها أبناء حماس واعتقالهم وتعذيبهم في سجونها طالما أن هذا الاستهداف هو جزء من فاتورة الحساب التي يتعين على عباس وحكومته اللاشرعية دفعها للاحتلال!

وفي ظل هذا الوضع يبرز السؤال الملح حول طبيعة الموقف الحمساوي على مستوى الضفة الملائم للتعامل مع هكذا حال، فالملاحظ حتى الآن أن حماس الضفة تكتفي بردود إعلامية متواضعة تجاه ما يجري وبتحركات جماهيرية موضعية لا تناسب حجم الاستهداف الذي تواجهه وحقيقته، ولا تناسب حضور حماس الشعبي في الضفة ولا ثقلها في المعادلة الفلسطينية بشكل عام.

فحماس اليوم ليست حركة صغيرة محدودة التأثير يسهل احتواؤها وإعمال مباضع التصفية في جسدها، والثقل الذي فرضته حماس على الأرض منذ انتخابات 2006 والشرعية الكبيرة التي اكتسبتها لا يجوز معها بأي حال الرضوخ لمنطق البلطجة السياسية والأمنية التي تمارسها فتح، أو التصرف بعقلية حقبة الـ 96 وسنوات أوسلو العجاف التي آثرت الحركة فيها ضبط  نفسها حتى آخر حد وانتظرت أن تغير الأيام معالم تلك الحقبة كما حدث مع تفجر انتفاضة الأقصى التي كان دور حماس فيها كفيلاً بتعزيز مشروعها المقاوم وقطف أولى ثماره المتمثل باندحار الاحتلال عن غزة.

حماس اليوم بكل ما تمثله من ثقل وتأثير لا يناسبها إلا أن تأخذ زمام المبادرة في كل أماكن تواجدها، وإن كانت الحركة في غزة قد استطاعت أن تجعل فعلها منسجماً مع حجمها حين أفشلت مخطط دايتون وقطعت دابر المفسدين فإنها اليوم في الضفة مطالبة بأن تستثمر حضورها الجماهيري وكل ما تملكه من أوراق قوة وتوجهها في اتجاه مثمر ولو بحدود أضعف الإيمان.

أما الاستسلام لهذا الواقع المزري الذي تحاول رموز تيار التآمر فرضه عليها فهو موقف يحمل من السلبية أضعاف ما يحمل من معاني المصابرة أو المراهنة على ما يمكن أن يحمله قادم الأيام من بشائر التغيير!

ومن المهم قبل كل شيء أن تدرك الحركة أنها لا تقف في مواجهة فتح الحركة الوطنية والخصم السياسي الذي يقتصر الخلاف معه على الوسيلة والنهج، بل هي اليوم في مواجهة فتح الدايتونية أو فتح المختطفة لصالح من جعلوها مطية لتنفيذ المشاريع الصهيوأمريكية التي يتصدر أجندتها مشروع القضاء على كل محاور الممانعة والمقاومة في المنطقة. ويكفي أن يتمعن المرء في حقيقة رموز حكومة رام الله الطارئة وفي طبيعة وخلفية ما يصدر عنهم وعن رئيس السلطة من مراسيم وقرارات ليكتشف حقيقة التحدي الذي تواجهه حماس اليوم.

ودعك من كل الأقنعة الزائفة التي تغلف بها فتح وحكومتها إجراءاتها بحق حماس والمسوغات التي تجترحها لتبريرها، فالحقيقة أوضح من أن تغيبها أسمال بالية من الأكاذيب والدعايات الإعلامية المضللة التي دأبت فتح على اعتمادها.

إزاء كل هذا فإن حماس في الضفة اليوم مطالبة بأن تأخذ هي الأخرى دورها في التصدي لمحاولة إقصائها وتصفيتها الجديدة، وهذا يتطلب وضع خطة تحرك فاعلة قوامها نشاط جماهيري واسع وتحشيد شعبي على عدة مستويات وتفعيل لمختلف قنواتها الإعلامية واستثمار لطاقات أطرها المختلفة وتحريكها كل من خلال موقعه وذلك للوقوف بقوة أمام طوفان المؤامرات المتتالية المستهدف بنيانها ووجودها.

نقول هذا ونحن ندرك الظروف الصعبة التي تمر بها الحركة في الضفة وحجم الاستنزاف البشري اليومي في صفوف كوادرها الموزعين بين سجون الاحتلال وسجون أجهزة عباس، ولكن رغم ذلك فالحركة ما زالت قادرة على الوقوف على قدميها كما كانت قادرة على إعادة ترتيب صفوفها والصمود في الميدان في كل مراحل محنها المتتالية منذ نشأتها.

وكون حماس في الضفة لا تمتلك السلاح الذي يمكنها من الحسم على غرار ما حدث في غزة، وخاصة مع وجود الاحتلال، فهذا لا يعني أنها فقدت هوامش حراكها المؤثرة على مستويات أخرى، ويجب ألا يعني الرضوخ للأمر الواقع أو تعزية النفس بمظاهر السيطرة في الميدان الغزي، فميدان الضفة هام جداً وهو المعول عليه لتفجير انتفاضة ثالثة في حال لاحت في الأفق بوادر تصفوية للقضية أو نذر مشاريع خطيرة لا يوقفها غير طوفان المقاومة. وهذا يعني أيضاً أن العمل الجاد لإعادة بناء الجهاز العسكري في الضفة هو أولوية أخرى ينبغي الاهتمام بها رغم كل ما نشهده من حملات صهيونية لا تتوقف لإجهاض أية محاولة من هذا النوع سواء عن طريق الاعتقالات اليومية في صفوف حماس أو عن طريق شركاء (إسرائيل) في حكومة رام الله الذين تركز عصابات أجهزتهم اللاأمنية على استهداف فئة الشباب من أبناء حماس وتتفنن في توجيه التهم الملفقة لهم كالعضوية في جهاز التنفيذية في الضفة الذي هو غير موجود أصلا!!

ومن هنا، فلا أقل من أن يكون حراك حماس في الضفة مرتقياً لمستوى ما يواجهها فيها، وقوة حماس الكامنة في جماهيرها وحضورها تفتح أمام الحركة آفاقاً واسعة للتحرك وإحداث التغيير المأمول أو على الأقل إفشال ما يحاك لها، وكل ما يتطلبه الأمر إرادة قوية وقيادة على مستوى التحدي وعلى قدر من الذكاء وحسن إدارة المواقف واستثمار الطاقات وتوجيهها في الاتجاه الصحيح لضمان ديمومة المشروع وتقدمه وإبقاء جذوته مشتعلة، وحمايته من الجمود أو الارتكاس، وصونه من التبديد على يد حفنة متآمرة ثبت مقدار وزنها في ميادين المنازلة الحقيقية وبان عوار جبنها، وتبين بجلاء أن ما يسند عودها في مواجهة حماس هو الدعم الخارجي المشبوه من المال والسلاح ومساندة الاحتلال لها، مما يعني أنها في حقيقتها هشة وخاوية ولا تحتمل (غلوة) مع من يمتلك الإرادة والإصرار والرصيد الوطني الخالص وعوامل القوة الحقيقية.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ