ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6- 8)

المساومة على القضية الفلسطينية !

د.نصر حسن

أولاً - احتواء الثورة الفلسطينية على طريق تصفيتها !

لعل دور النظام السوري في تصفية القضية الفلسطينية كثورة لها مشروعها الوطني التحرري  اكتسبت على أساسه شرعيتها العربية والدولية , كان هو شاغله الوحيد وبدأ الإعداد على هذا الطريق بعد حرب تشرين 1973 وتوقيع معاهدة فك الإرتباط ( نهاية الحرب ) بين النظام السوري وإسرائيل , وسار النظام السوري على تحقيق هذا الهدف على كافة المستويات الداخلية والعربية والدولية , وبدأ بالإعداد لتصفية الحركة الوطنية في سورية ولبنان والمنطقة لتركيعها شعبياً وحكومياً باتجاه التطبيع ...وكانت الحلقة الأقوى هي وجود الثورة الفلسطينية كفكر وكواقع ميداني في لبنان له امتداده في سورية والعالم العربي , وهذا المنحى الذي أخذته الثورة الفلسطينية قد أرق النظام السوري أكثر من إسرائيل , وعليه بنى استراتيجيته عليه وعلى ساحة تواجده الإقليمية وركز كل قوته العسكرية والأمنية لحصار الثورة الفلسطينية وبشكل غير أخلاقي  ليحرفها عن مسارها وأهدافها والتسليم  بمقولة ( السلام العادل والشامل) كما يراه النظام السوري وليس كما يريده الشعب الفلسطيني على اعتبارها  قضية حق في التحرير ورجوعه إلى أرضه وقيام دولته الديموقراطية المستقله على أرضه فلسطين , وكانت النتيجة الذي تمخضت عنها تصفية الثورة الفلسطينية وحصر القيادة الشرعية باتجاه الإعتراف بإسرائيل والإستعداد للتفاوض معها .

 وجاء  مؤتمر مدريد عام ( 1991) كثمرة لسياسة النظام السوري التي انهكت الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية في لبنان وسورية والشرق العربي كله ,ونتج عنه  مبادرة السلام المعروفة ( الأرض مقابل السلام ) ,بعبارة أخرى إن النظام السوري هو الذي أوصل الثورة الفلسطينية ومعها العرب عبر سلسلة طويلة من الحروب الأهلية والتصفيات الدموية ,أبرزها في لبنان حيث دمر القوة الحقيقية للثورة الفلسطينية ونفي ماتبقى منها إلى أبعد منطقة جغرافية عن فلسطين في اليمن والسودان وتونس وشتتها ومثل ذلك بطاقة دخوله إلى مؤتمر مدريد ورضى الأطراف الدولية عنه وحمايته وتأمين الغطاء له والصمت المطبق على مافعله بالثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والسوري واللبناني , واستمر النظام السوري يلعب على الساحة الفلسطينية بأدوات تحسب على الثورة الفلسطينية وهي لاتملك من أمرها سوى تنفيذ سياسته التي مزقت الثورة الفلسطينية وتصدت للشرعية التي يمثلها الراحل  ياسر عرفات وحصاره حتى وفاته و ومايجري اليوم في لبنان وغزة هو استمرار لنفس سياسة المساومة وتوهين المقاومة وتشويهها وجر الأطراف الفلسطينية إلى التصادم والإقتتال والركوع من جديد.

ثانياً - المساومة على دور حزب الله !

وعليه استمر النظام السوري بسياسته المنحرفة التي ترى في  القضية الفلسطينية ورقة مساومة  يستخدمها متى شاء وأنى شاء لإثبات قوته الإقليمية وبالتالي دوره واستمراره , وبعد حصار الثورة الفلسطينية بالإشتراك مع "إرييل شارون" وتصفية قوتها الميدانية وطرد ماتبقى منها من لبنان , عمل النظام السوري إلى خلق البديل على الساحة اللبنانية , البديل العسكري الذي يمكن أن يلعب دور النظام بالنيابة بخصوص القضية الفلسطينية والمزايدة عليها , هنا جاء دور حزب الله ليعطيه حرية  بالسيطرة على لبنان والمزايدة على الثورة الفلسطينية وفصائلها بتحريك حزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين متى رأى مصلحة له , أي اعتبر حزب الله هو الوكيل العسكري للنظام السوري في لبنان وفلسطين وعلى مستوى الإنتفاضات الفلسطينية المتعاقبة , وحاول بشار أسد الإستمرار بنفس مقاربة والده للقضية الفلسطينية , وبذل جهود كبيرة لتسويق نفسه على ساحة الإنتفاضة الفلسطينية لإضعاف ياسر عرفات وتقوية دوره في الشؤون الداخلية الفلسطينية متمما ً الدور الإسرائيلي , بالتوافق مع حزب الله الذي فقد دوره بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان , وبدأ دور النظام السوري يمر عبر حزب الله بشكل علني وصريح عندما أعلن الحزب الدخول على خط الإنتفاضة بقول حسن نصرالله عام  2001 بأن ياسر عرفات ليس هو الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وأنه لن يترك الفلسطينيين يقاتلون إسرائيل وحدهم , هنا قرر النظام السوري  الدخول المباشر مرةً أخرى على خط الأحداث الداخلية في فلسطين.

ثالثاً - النظام السوري وفلسطنة حزب الله  !

تابع بشار أسد عملية الدخول إلى المعادلة الداخلية الفلسطينية عبر تقديم المزيد من الدعم إلى حزب الله بالإتفاق مع إيران ودفع حزب الله إلى المواجهة والإستقطاب بين موافقي" أوسلو"  ومخالفيه الذي وفر لهم النظام السوري وحزب الله كل أشكال التدريب والدعم واستطاع أن يبني علاقات مع بعض فصائل العمل الفلسطيني وأن يطورها  ويمدها بكل وسائل الإستمرار المادية والعسكرية واللوجستية التي تجعلها قادرة على تغذية الصراع واستمراره بالإتجاه الذي يريد والمضر بالقضية الفلسطينية ويزيد  بؤس الشعب الفلسطيني ومعاناته , ودخل حزب الله بشكل مباشر عندما وسع دائرة عملياته إلى داخل الإراضي الفلسطينية وأقام صلات مع بعض الفصائل التي تقف ضد الشرعية الفلسطينية وجيرها بالموقف العام الذي يريده النظام السوري .

 وحتى يكون الكلام موضوعياً ودقيقاً وواضحاً , كلمة  حق يجب أن تقال : إن الذي أفرز حزب الله على الساحة اللبنانية هو حالة الفراغ والخلل في المواجهة أمام الإحتلال الذي شكلها  تصفية الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وطردها من لبنان من قبل النظام السوري  , وأيضاً التناقضات اللبنانية الداخلية التي غذاها النظام السوري لتأكل بعضها وتتقاتل وتدخل حلقات من التصفيات المتبادلة تحت الإشراف والوصاية السورية وعجزها عن تحرير الجنوب , أي أن حزب الله رغم صورته المذهبية كان وطنياً في أهدافه بل من أكثر الأطراف التي تمسكت لالتحرير ومقاومة الإحتلال , وتجذره كحركة مقاومة شعبية لها وجودها على الأرض , هنا وجد النظام السوري فيه الأداة القوية المناسبة لإستخدامها في تحقيق مخططاته بالضبط كما تلاعب  بالثورة الفلسطينية , سهل له ذلك  علاقته مع إيران وعلاقة حزب الله المتميزة مع إيران أيضاً , وتشابك واختلاط الأهداف والشعارات بين النظام السوري الإيراني اللذان حرصا على احتواء حزب الله كل لحساباته الخاصة والعامة وبرمجته بدقة حسب أجندتهما الإقليمة والدولية ....يتبع

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ