ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

سورية في الولاية الثانية إلى أن ؟

(5 - 8)

بشار أسد والصراع (العربي - الإسرائيلي)

د.نصر حسن

لاشك أن الحفاظ على توازن حضور دور النظام السوري الإقليمي كان اختباراً صعباً لقدرة بشار أسد على فهم وتنفيذ مقاربته للسياسة الإقليمة التي طرأت عليها  تغييرات كبيرة نتيجة ضغط السياسة الدولية على المنطقة , وكانت أهم المحاور التي يتوجب عليه التحرك الدقيق عليها هي الوضع اللبناني والصراع العربي - الإسرائيلي وامتداداتهما الإقليمية والدولية وتأثيرهما على التوازن الإقليمي واستمرار علاقاته السابقة مع المجتمع الدولي ,وسبق وأن عرضنا في أجزاء سابقة كيفية مقاربة بشار أسد للوضع الداخلي وفشل فيه , ونظرته إلى العلاقة مع لبنان وفشل فيها , فماهي مقاربته للصراع العربي - الإسرائيلي ,وموقفه من تحرير الجولان الذي حضر لفظياً بكثافة في خطابات بشار أسد منذ توليه السلطة ,فهل انسحب الفشل أيضاً على هذا المسار ؟!.

قد يكون انهيار الإتحاد السوفياتي وعدم تولية النظام السوري الإهتمام الكافي من التحليل وفهم انعكاسه على وضع النظام الإقليمي والدولي هو أحد المسببات الأساسية لحالة الفشل العام التي تحيط بالنظام السوري من كافة الجهات ,يضاف له حالة الجمود الفكري والتنظيمي والإداري وماخلفة من فساد عبرت عنه شريحة واسعة من النظام بالوقوف ضد أية عملية تطوير أوإصلاح لم يتمكن بشار أسد من القيام به ,وبقي النظام المتخلف الذي يأكله الفساد والعجز هو نفسه الذي قابل به بشار أسد الوضع الجديد داخلياً وخارجياً, إذ مع تغير هذا المحيط الستراتيجي لسورية أي في عام( 2000) انهار المسار السوري لعملية السلام بشكل كامل في قمة حافظ أسد - كلينتون في أواخر أيامه في جنيف وأدى ذلك عملياً إلى انهيار الإطار الرئيسي لشكل العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة , تلته إسرائيل بقرار فردي سحب جيشها من الجنوب اللبناني الذي أدى إلى صدور القرار ( 425) من مجلس الأمن في حزيران 2000 ,الذي تضمن أن إسرائيل انسحبت بشكل كامل من لبنان وتفذت ماعليها , وهذا اعتبر الضربة الستراتيجية الثانية إلى دور النظام السوري في لبنان , الأمر الذي أضعف الحجة التقليدية حول أهمية الدور السوري في لبنان للحفاظ عليه من العدوان الإسرائيلي , لجأ النظام السوري إلى التعلق في مزارع شبعا التي لم تنسحب منها إسرائيل مصراً على أنها أرض لبنانية , وبقي هو وحزب الله يحققان وجودهما السياسي على هذه القرية الغير محددة ملكيتها بشكل واضح,واعتبرتها الأمم المتحدة أرضاً سورية تابعة للقرار(242)الخاص بالسلام بين إسرائيل وسورية , ضمن هذه المتغيرات المعقدة مع مجيئ إدارة بوش الإبن للحكم في الولايات المتحدة , ومجيئ إرييل شارون إلى الحكم وهجمات أيلول 2001 في أمريكا وبداية الحرب على الإرهاب , كل تلك العوامل التي كان لها أثرها الكبير على المستوى االإقليمي والدولي وعلى النظام السوري بشكل خاص لأنه يقع ضمن دائرتها الستراتيجية المباشرة.

 

وعليه كان التحدي الكبير الذي تعرض له بشار أسد على غير توقع هو مدى قدرته على تكييف السياسة السورية التي ورثها من والده مع المتغيرات الدراماتيكية الجديدة في المنطقة والعالم , بدد بشار أسد جزء من خوفه بتوهم تجديد استئناف الحوار على المسار السوري الإسرائيلي في عهد (باراك) ولم يدرك جيداً المستجدات على المسار الفلسطيني ( بدء الإنتفاضة الثانية)  مع العوامل الخارجية التي حالت دون استمرارية المفاوضات بشكل كامل , وفي مواجهة توقف المسار السوري وظهور بوادر الخلل في التوازنات الإقليمية ,رجع النظام السوري إلى معزوفة تنمية قوة الردع السوري للحفاظ على التوازن الستراتيجي مع إسرائيل ,يعني استمرار مقاربات الحرب الباردة السابقة التي انهارت كل أسسها , وكما هو الحال في مقاربته الفاشلة  على الساحة اللبنانية الذي أدى إلى إخراجه من لبنان , لجأ إلى إدارة الصراع مع إسرائيل بالنيابة عن طريق حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية التابعة له , وبدل من تخفيف حدة التوترات الداخلية والإقليمية تمهيدا ً لحلها أو تحييدها راح بشار أسد يزيد من دعمه إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة على طريقة والده بالضغط على إسرائيل وأمريكا لإستئناف المحادثات على المسار السوري دون جدوى .

 

مرةً أخرى فشل في قراءة الأحداث ولم يدرك أن الإنسحاب الإسرائيلي كان بالضبط لسحب البساط من تحت النظام السوري وأشبه بسكب الزيت في طريق الرئيس الجديد ليتزحلق على كافة الإتجاهات , ورأى في تعزيز وجود وقدرة حزب الله  للحفاظ على التوتر مع إسرائيل دون الوصول إلى حالة حرب كاملة اي أصر على إدارة الأزمة طمعاً بتقديم التنازلات له على المستوى الإقليمي , لكن الرد الإسرائيلي كان موجعاً وخاصة على المواقع السورية موضحا ً بأن شارون لن يرضخ  لقواعد اللعبة السورية وأن القواعد القديمة قد تغيرت وأنه مستعد للرد على سياسات النظام السوري عبر حزب الله بأي مكان وبمدى مفتوح من استخدام القوة , هنا أدرك النظام السوري مخاطر التورط في انتقام إسرائيلي واسع النطاق, والتزم النظام السوري السيطرة على عمليات حزب الله ليحفظ توازن معين لتجنب تصعيد عسكري غير مرغوب فيه , حيث أن بشار أسد يبدو انه تعلم الكثير في هذا المجال حول الحدود المسموح بها استمرار حالة الصراع المسلح بين حزب الله وإسرائيل ,واستمر العمل على تلك المساحة مع إضافة البعد الفلسطيني عبر استخدام أدوات فلسطينية إلى جانب حزب الله ليتيح له الربط بين الصراع على الجبهتين الللبانية والفلسطينية , لكنه انعكس بالتدهور الأمني الخطير على الحدود اللبنانية الأمر الذي أضاف حالة من التعقيد في حسابات وتقديرات جميع الأطراف في ساحة الصراع السوري اللبناني الإسرائيلي وأدى إلى زيادة احتمالات التفجير نتيجة سوء التقدير والحساب الذي برع فيه النظام السوري .

 

وأخيراً في خضم هذا الوضع المتناقض للسياسة السورية مابين الحرب والسلام ومابين صواريخ حزب الله والتدخل في مسار الإنتفاضة الفلسطينية من قبل النظام السوري لحساباته الخاصة الأبعد ماتكون عن التحرير وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والذي تعبر عنها سياسة النظام السوري تجاه الجولان المحتل الذي حرص النظام على إبقائه صامتاً ومقاربة الحل الدبلوماسي تجاهه المتعلق بتنفيذ القرارت الدولية والتعويل على دور أمريكي ما في استئناف عملية السلام على المسار السوري ,راهن الرئيس السوري على الوقت وعلى الأشخاص هنا وهناك وأصر على تمرير الوقت لذهاب شارون ومجيء من هو أكثر منه استعداداً لإستئناف الحوار ناسياً أن السياسات ترتكز على حسابات مصالح استراتجية وليس على سيناريو المناوشات التي لاتقدم ولاتؤخر في نزع فتيل الأزمات والبحث عن حلول تضمن المصالح الوطنية والقومية , لجأ إلى تصعيد خطابه وحرصه على السلام عبر الوفود السرية والعلنية وعلى أساس وديعة (رابين) ضاغطاً أكثر على المستوىالإقليمي وخاصة ً في لبنان وفلسطين والعراق لإقناع أمريكا بتنشيط المسار السوري , لكن لم يدرك أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة تسير وفق آليات جديدة أهمها دعم المبادرة العربية للسلام وتقوية العلاقة مع خط الإعتدال العربي واحتواء ماأفرزه احتلال العراق وأصبحت الأولويات متناقضة إلى أبعد الحدود بين النظام السوري وأمريكا والمجتمع الدولي حول كاقة بؤر الصراع في المنطقة , أضاف له بشار أسد مقاربته الخطيرة للعلاقة مع الدول العربية وخاصة ً مصر والسعودية والإردن التي ساءت إلى أبعد الحدود واستبدلها بعلاقة استراتيجية مع إيران الغير مرغوبة عربياً وإقليمياً ودولياً, وهذا يعني أن بشار أسد قد تخلى عن سياسات سورية التقليدية وعزل نفسه عربياً ودولياً وذهب راكضاً بسوء تقدير إلى ساحة التوترات الإقليمية و والدولية وأصبح مصيره مرتبط بشكل كبير بتناقضاتها وموازين قواها التي لايملك منها شيئاً غير الكلام, ووقف ضعيفاً عاجزاً متردداً على أبواب القوى الإقليمية والدولية علها في دراماتيكية المرحلة الراهنة تعطيه بعض الدور والترياق من جديد , راهناً معه سورية ومصالحها لإرادة إيران واستراتيجيتها الإقليمية والدولية وصراع القوى الدولية على الأرض العربية وكأن الكوارث التي ينتجها هذا الصراع لاتعنيه ,بقدر مايعنيه استمراره في الحكم ...!.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ