ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

فـليسقط الخيارالاستراتيجي الوحيد !

عبدالله القحطاني

1) الحياة رحلة بحث عن البدائل : بين جيّد وأجود ، وحسَن وأحسن ، وسيّء وأسوأ ، وخطير وأخطر، ونافع وأنفع ، ومهمّ وأقـلّ أهمّية ، ومجدٍ وأقـلّ جدوى ..!

بدائل مطلوبة ، أو مرغوبة ، أوضرورية.. في كل شيء ، في كل أمر، في كل حالة ، في كل ظرف !

لابدّ من تعدّد البدائل : في الطعام ، والشراب ، واللباس ، ووسائل المواصلات ..

لابدّ من تعدّد البدائل : في اختبار الأصدقاء ، وفي التعامل مع الأعداء..

لابدّ من تعدّد البدائل : في الحرب ، والسلم ، والسياسة ، والاقتصاد ، والتربية..

لابدّ من تعدّد البدائل : في اختيار الزوج ، والمسكن ..

2) ليتصوّر أيّ عاقل ، أنه أكرِه على اختيارٍ واحد ، من كل شيء ، ومن كل أمر، ومن كل موقف ، ومن كل شخص ، ومن كل علاقة .. فكيف تكون حياته بأسرها !؟

3) وإذا كان هذا الإكراه ـ سواء أجاء التزاماً من الشخص نفسه ، أم إلزاماً له من الغير ـ يجعل الحياة أقرب إلى الاستحالة ، منها إلى الإمكان ، وأدنى إلى العبث ، منها إلى الحياة الإنسانية الطبيعية .. فما معنى أن يكرهِ فريق بشري نفسَه ، سواء أكان فريقَ حكمٍ لدولة ، أم كان قبيلةً ، أم حزباً.. بأن يكون له خيار واحد وحيد ، في تعامله مع أعدائه ـ أو خصومِه ـ في سائر الأحوال والظروف والأوقات ، وتقلبات الحياة !؟

- مامعنى أن يكون السلام ، مثلاً ، هوالخيار الاستراتيجي الوحيد ، لهذه الدولة مع دولة أخرى ، ولهذا الحزب مع حزب آخر، أو مع قوّة سياسية معيّنة ، داخل دولته ، حاكمةً كانت أم محكومة !؟

- كيف تتصوّر، أو تتوقّع ، أن يكون تعامل عدوّك ـ أو خصمك ـ الذي تلزِم نفسك ، في التعامل معه ، بخيار استراتيجي وحيد ، هو خيار السلام ، وعدم استعمال العنف ضدّه .. كيف تتصورـ أو تتوقع ـ أن يكون تعامله معك !؟

 - يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ، نيكسون ، في إحدى نصائحه للرئيس الأمريكي ، الذي يتفاوض مع السوفييت ، أيام الحرب الباردة : احذر أن تخبرَ الروس بما يمكن أن تفعله .. والأهمّ من ذلك ، عليك ألاّ تخبرهم ألبتّة بما لن تفعله ( أيْ : اترك خياراتك كلها مفتوحة ، ودع عدوّك يفترض أنك يمكن أن تستعمل ضدّه أيّ خيار !) .

وهنا تطرح مجموعة من الأسئلة :

   هل كان نيكسون أحمق ، في نصائحه تلك ، أم سياسياً متمرّساً أريباً !؟

   وهل الأقوياء ، وحدهم ، هم الذين ينوّعون اختياراتهم ، بحسب درجات قوّتهم ، أم أن للضعفاء الحقّ في تنويع اختياراتهم ، بحسب درجات ضعفهم ، وبحسب قواهم الكامنة، المادية منها والمعنوية ، وبحسب ما يمكن أن يستغلّوه ، أو يعمّقوه ، من نقاط ضعف أعدائهم ، وبحسب ما يستطيعون توظيفه ، من نقاط قوّة لدى الآخرين ، من أصدقائهم ، ومن أعداء عدوّهم لمصلحتهم .. وبحسب مايمكن أن يقدّمه الزمن ، من مستجدّات ومتغيّرات ..!

   ثمّ .. هل ينظر العدوّ ، الذي تلزِم نفسك تجاهه ، بخيار واحد ، في التعامل معه .. هل ينظر إليك نظرة احترام وتقدير ، أم يشكّ في قواك العقلية ، أم يشكّ في نيّاتك وصدقك معه !؟

   ثمّ .. هل تَعدّ ، أنت نفسـُك ، هذا الالتزام السلمي منك ، تجاه عدوّك ، أو خصمك ، (مهما فعل بك ..!) حنكة ومكراً ودهاء ، تسعى بها إلى خداع عدوّك ، أو خصمك !؟ أم تَعدّ هذا الالتزام ، (عريضةً !) تلتمس بها شهادة حسن سلوك ، من خصمك نفسه ، أو من أناس آخرين.. تشهد لك بأنك مسالم ، متحضّر، مهذّب ـ أو صرتَ كذلك ! ـ  لا تقابل أظفارَ خصمك الحديدية ، ومخالبه الفولاذية .. إلاّ بالكلمات اللينة الحريرية، التي لاتخدش له وجهاً ، حتى لو خَدشت مشاعره ، التي لايقيم لها وزناً ، في معادلات القوى والمصالح السياسية !؟

   إنها أسئلة.. مجرّد أسئلة ، مطروحة في فضاء فكري سياسي.. قد لاتعني أحداً ألبتّة ،  وقد تعني أناساً كثيرين ..!

من يدري !؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ