ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ساركوزي – بوش مبادرتين ومقاربتين

عريب الرنتاوي

لم نكن ننتظر انقلابا في مواقف البيت الأبيض ولا في سياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش، جل ما انتظرناه أن يتصرف الرجل بذات العقلية والروحية التي دفعت الرئيس الفرنسي اليمني نيكولا ساركوزي إلى التصرف حيال الملف اللبناني بطريقة احتوائية وشمولية (Comprehensive and Inclusive Approach)، وهي ذاتها الطريقة، العقلية والروحية، التي طبعت تقرير بيكر – هاميلتون بطابعها، وأفضت إلى ما انتهى إليه ذاك التقرير من نتائج وتوصيات وضعتها إدارة المحافظين الجدد على الأرفف العالية.

لكن الرجل الذي مهر "نظرية الفسطاطين" بتوقيعه وخاتمه، قبل أن تحمل خاتم ابن لادن وتوقيعه، آثر أن تندرج مبادرته الجديدة القديمة في سياق "مبدأ بوش" في السياسة الخارجية (Bosh Doctrine) القائم على الأحادية والحروب الاستباقية وتقسيم العالم إلى معسكرين والتوسع في العقوبات الاقتصادية والحصارات الدولية ضد الخصوم إلى ما غير ذلك.

فالاجتماع (وليس المؤتمر) الدولي المزمع، يراد له أن يكون انتقائيا، فلا يجلس على مائدته التي قرر بوش من جانب واحد، أن ترأسها كوندي وليس بان كي موون، أي من ممثلي ووزراء دول "محور الشر" أو "الدول المارقة"، بل أن الاجتماع مصمم في الأساس للتجييش على المحور الآخر، وربما للتوطئة لمواجهات أخر وحروب على جبهات خليجية جديدة، فالسلام العربي الإسرائيلي لم يعد من وجهة نظر واشنطن، حاجة قائمة بذاتها، بل استحقاق يتعين التعامل معه في سياقات حربية متجددة، تارة في وجه العسكرية العراقية وأخرى في مواجهة التهديد الإيراني، وثالثة في سياقات الحرب على الإرهاب.

محكوما بهذه الرؤية، قرر الرئيس بوش ومن جانب واحد أيضا، أن الصراع في فلسطين هو بين "المعتدلين" المرشحين للظفر بدعم الاجتماع العتيد المذكور، والمتطرفين المستهدفين بمداولاته، وليس بين الاحتلال من جهة والشعب الخاضع لهذا الاحتلال بمختلف مكوناته من جهة ثانية، وفي هذا السياق ومنه، انبثقت إستراتيجيته "الضفة الغربية أولا" التي أطلقها منذ اللحظة الأولى التي تهاوت فيها خطة رايس – دايتون الأمنية في قطاع غزة، على وقع الانقلاب الحمساوي.

والحقيقة أن عشرات التعليقات التي عجت بها صحف أمريكية وغربية وحتى إسرائيلية عموما، أظهرت ضيق العالم، وبالأخص حلفاء واشنطن وأصدقائها بهذه السياسة الرعناء التي لا أفق لها ولا مستقبل، ولا نتائج تتوخى منها غير الحروب الأهلية المفتوحة والمضمرة، القائمة والمحتملة، ولم ينبر للدفاع المستميت على "مبادرة اللحظة الأخيرة" سوى نفر من "المحافظين الجدد العرب" الذين هبطوا بمقالاتهم وزواياهم إلى الحضيض في التحريض على كل من تسوّل له نفسه "نقد" السياسة الأمريكية.

في المقابل، توقفت عشرات المقالات والتحليلات أمام رغبة ساركوزي في إخراج فرنسا ودبلوماسيتها الشرق أوسطية من "إرثها الشيراكي"، وتوقف بشكل خاص إمام إصرار ساركوزي على الذهاب في مبادرته إلى دمشق وطهران والرياض والقاهرة، بعد أن بدأ بمختلف الأطراف اللبنانية بما فيها حزب الله، وبرغم الضغوط الأمريكية التي استوجبت قيام رايس بزيارة للإليزيه لمنع الاندفاعة الفرنسية  من الوصول إلى محطتها الدمشقية أو الإيرانية.

لأنها شمولية واحتوائية، أمكن لمبادرة ساركوزي أن تحظى بفرص حقيقية للنجاح، وهي أخذت بالفعل تشق طريقها بعد أن سدت الطرق والمنافذ في وجه المبادرات الأخرى، ولأنها إقصائية وتصعيدية، ستصل مبادرة بوش إلى طر يق مسدود وغير نافذ، وسنلتقي بعد بضعة أشهر في هذا الزاوية لتقيم النتائج الضئيلة والمحدودة لمبادرة ولدت ميتة، برغم أجواء التفاؤل المفتعلة التي يراد إحاطتها بها.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ