ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 11/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نشاط الجماعات الاسلامية..

نشر للمفاهيم أم وسيلة إلى السلطة

أحمد جويد*

أين تكمن حقيقة ما تقوم به الجماعات الإسلامية في أيامنا هذه؟ وهل إن هذه الجماعات متمثلة بحركات ومؤسسات وهيئات وفصائل مسلحة تريد نشر مفاهيم الإسلام؟

أم إن الإسلام وسليتها الوحيدة التي تراها مناسبة في هذا الزمان من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها في الوصول إلى السلطة والى سدة الحكم؟

الشيء الذي نريد معرفته هو، هل إن الإسلام هدف أم وسيلة؟

تسود الأوساط الإسلامية فكرة عامة مفادها: إن العمل ألجهادي وهو الأسلوب الأفضل للتعامل مع القضايا الإسلامية بسبب شراسة العدو ووحشية الأنظمة القائمة، متناسين إن لكل زمان ومكان أدواته وأساليبه، وإن العمل ألجهادي يمثل آخر الحلول السياسية، فهو أسلوب وليس غاية، وهو شكل من أشكال الصراع السياسي يُستخدم أحياناً لممارسة الضغط على الخصم.

 فهو يمثل دعماً للعمل السياسي وليس بديلاً عنه، ولا يمكن أن يكون العمل الجهادي حالة دائمة في الصراع السياسي أو حالة طبيعية في المجتمعات الإسلامية.

والتقليل من قيمة العمل السياسي والتعويل على العمل الميداني العسكري، لا يقل خطأ عن الزهد بالعمل الجهادي والتعويل فقط على النشاط السياسي في جميع مراحل الصراع، ولأن مهمة إسقاط النظم المتسلطة أو الدكتاتورية ليست المهمة الأولى والأخيرة في حركة الأمة، بل إن هناك أهداف أخرى تكمن خلف التصدي للنظم الاستبدادية يراد منها حصول تغير جذري وحقيقي في المجتمعات التي يتم فيها التغيير وفق حالة متوازنة بعيدة عن التطرف والتعصب ومرتكزة على روح الإسلام ومفاهيمه الإنسانية.

فقد تنجح المعارضة في بلد ما في إسقاط نظام ما، ولكنها تفشل في وضع رؤية سياسية تستطيع معها بناء مؤسسات دولة تقوم على أساس العدل والمساواة بين جميع مكونات الأمة، أو أنها تفشل بعدم الحفاظ على وحدة وصيانة حقوق أبنائها.

وبالتالي فان أغلب الحركات الإسلامية تقوم على فكرة الهدم دون التفكير بما تريد أن تفعله بعد أن تتم عملية الهدم، فهي لا تعرف ما تريد لأن الكثير منها يضع نصب عينيه السبيل في الوصول إلى السلطة، و"السلطة" هي أولا وأخيراً، دونما وضع برنامج واضح لتطبيق المفاهيم الإسلامية التي يمكن أن تتماشى مع متطلبات العصر والفهم الحقيقي والتطبيق الموضوعي لتعاليم الإسلام السمحاء.

فحينما نرى أي من تلك الحركات قد استطاعت أن تثبت لها موضع قدم في أي بقعة من الأرض، نراها أول ما تقوم به هو التطبيق الكيفي للأحكام الإسلامية والتي تجعل عند الكثيرين من المسلمين وغير المسلمين نفرة وابتعاداً عن الإسلام بسبب التطبيق الخاطئ والفهم غير الصحيح لتعاليمه.

وهناك قسم آخر من تلك الحركات التي تتخذ من الإسلام شعاراً لها في عملها لإسقاط الحكومات التي تعتبرها خارجة عن الإسلام إلا إنها وبمجرد استلامها السلطة تقوم بتسخير اسم الإسلام من أجل مصالحها السلطوية واستخدام أعلى قدر من الأنانية لتمديد فترة بقائها في سدة الحكم وهي تعمل بما يخالف معظم التعاليم الإسلامية، حتى وصل الأمر بالكثير منها بتغليب الطابع القومي على الطابع الديني والعمل على التفرقة بين أبناء الدين الواحد بل وحتى بين أبناء الطائفة الواحدة على أسس لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

وعلى هذا الأساس تضع غالبية الحركات الإسلامية الوصول إلى سلطة نصب عينيها وتعتقد أنها تستطيع نشر مفاهيم الإسلام من خلال ممارسة السلطة فقط، وإنها لا تستطيع أداء مهامها في نشر الفكر الإسلامي إلا من خلال السلطة، وبالتالي فإن هناك شكوكا في نوايا كثير من الحركات التي تدعي إنها تحمل فكر الإسلام وتريد تطبيقه أو إنها تتجه إلى الحياة السياسية تحت مظلة الإسلام.

عليه فان الكثير من تلك الحركات تتناسى أو إنها لا تعي إن الإسلام يعوّل في صلاح الناس على طبائعهم الخيرة وما تتلقاه ضمائرهم من مد إلهي وتعزيز تربوي بما يجعل الخير يصدر تلقائيا من داخلهم فيكون الوازع لفعل الخير والامتناع عن الشر من داخلهم، من دون حاجة إلى الوازع الخارجي أي "السلطة"، وبقدر ما تنجز التربية وظيفتها بنجاح بقدر ما تقل الحاجة للدولة، غير أن النقص يظل ملازماً لطبائع الناس مهما بلغوا من السمو بما يفرض قدراً من الدولة لإقامة العدل، وحتى في هذه الحالة فهي مجرد وظيفة خادمة للجماعة وأداة من أدواتها لإقامة العدل تحت رقابة الجماعة، وليست تسلط على رقاب الناس وتكييف المفاهيم الإسلامية السامية وفق ما تقتضيه المصالح السلطوية.

فما تطمح إليه بعض الحركات الإسلامية ليس المشاركة في السلطة وإنما الاستحواذ عليها وأن تكون على رأسها، والمشاركة يقصد "بها العمل السياسي للحركة الإسلامية في ظل هذا النظام من أجل الوصول للسلطة".

فكل حزب سياسي يتطلع لاستلام السلطة من أجل تحقيق المبادئ التي يؤمن بها والأهداف التي ينادي بها وليس أمامه سوى طريقين:

الأول: الوصول للسلطة بالقوة وهو الذي تتبناه الكثير من الجماعات والحركات الإسلامية التي لا تؤمن بالحوار، وأغلب تلك الحركات تلك التي تمثل التطرف والتكفير.

والثاني: سلمي عبر العملية الديمقراطية وتداول السلطة سلمياً وهو الطريق الذي تتبناه الحركات التي تستطيع التأثير بالجماهير والتي تؤهلها قواعدها الشعبية في الحصول على الأغلبية التي تحقق لها الاستحواذ على السلطة.  

وقد يتصوّر البعض، من الذين ينأون بأنفسهم عن ممارسة الخط السياسي بمفهوم إسلامي، أن السلطة لا تنفتح في تعقيداتها وتفاصيلها على خط الاستقامة، لأنها تفرض على الإنسان أن يدخل في الكثير من الصراعات المتنوعة والحروب المختلفة، وأن يتحرك في متاهات اجتماعية وسياسية وثقافية تنحرف به عن الصراط المستقيم.

ومن هنا استطاع هذا "التحفظ السلوكي المحتاط" كما يطلق عليه البعض، أن يعزل الواقع الإسلامي الملتزم في كثير من نماذجه عن ساحة الصراع في قضية الحكم والسياسة، لتكون نتيجة هذا السلوك هي عزلة الإسلام عن حركة الحياة، واعتبار البعد عن المواقع الحادة قيمة روحية من القيم الدينية الاجتماعية.

إن الدولة الإسلامية وسيلة لا غنى عنها ما دام الإنسان اجتماعياً بطبعه وما دام الإسلام نظاماً شاملاً للحياة من أجل إنتاج بيئة اجتماعية تتيح لأكبر عدد ممكن من أفرادها وجماعاتها أن يعيشوا روحياً ومادياً في توافق فطري مع القانون الذي جاء به الإسلام.

وهي ليست سوى أداة من أدوات أمة وظفت نفسها على خدمة رسالة الإسلام وعدله تحق الحق وتبطل الباطل في الأرض حتى تكون عبادة الله والتقرب إليه بالطاعات وفعل الخيرات أموراً مرغوباً بها ميسورة مجزية، بعيدة عن فرض الإرادات والتسلط وإقصاء الآخر الذي يختلف معنا في الرأي.

وبذلك أنطلق فكر المجدد الامام السيد محمد الشيرازي(رحمه الله) ليرسم حدود الدولة الإسلامية وسلطاتها باهتمامه البالغ بالنظرية السياسية، من خلال كتبه ومؤلفاته ودراساته، التي يمكن القول عنها بأنها تمثل قاعدة الفكر السياسي لدى الإمام الشيرازي ومن بين أهم تلك الكتب:

1- فقه السياسة.

2- فقه الاجتماع.

3- فقه الحقوق.

4- الدولة الإسلامية.

5- السبيل لإنهاض المسلمين.

6- الصياغة الجديدة لعالم الأمن والحرية والسلام.

حيث تشكل هذه الكتب إضافةً إلى الكتب الأخرى النظرية السياسية التي يتبناها الإمام الشيرازي، والتي تتصف بصفتين واضحتين للمتتبع هما:

1ـ التأصيل الشرعي: عبر الأدلة المقررة في الشرع.

2ـ مواكبة العصر: ومحاولة نقد النظريات التي لا تمت للإسلام بصلة أو تحاول تقويضه مثل النظرية الماركسية أو الغربية.

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) (143)(سورة البقرة).

*مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ