ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 19/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

في ذكرى الجرح العميق

جريمة حزيران -1967

(1-2-3)

1/3

طريف السيد عيسى

في مثل هذه الأيام من شهر حزيران وقبل أربعين عاما , انتصر المحتالون وهربوا من مواجهة الحقيقة ,لقد هربوا من المحاسبة , فكان كرسي الحكم هو الضمانة لهم لقمع واسكات أي صوت يرتفع قائلا :

من المسؤول ؟؟؟؟؟

انهم فتحوا في جسد سورية جرحا عميقا مازلنا نتجرع ألمه جيلا بعد جيل , ولم يسمحوا لنا بمجرد أن نسأل :

من المسؤول ؟؟؟؟؟

من هذا الذي فتق فينا هذا الجرح العميق ؟؟؟؟؟

ورغم المرارة والألم بل الخيانة , فما زال وراث الثورة يرددون نفس الشعارات , ونفس الخطاب الثوري ( الصمود والتصدي والممانعة ) , وما زال الشعب مخدوعا .

فمتى تصحوا أيها الشعب من ذلك السراب الخادع ؟؟؟؟؟

لقد تمكن البهلوانات والأراكوزات من تحويل الخيانة الى نصر , طالما أن الثورة لم تسقط , وطالما بقي قائدهم الى الأبد :

أمتي كم صنم مجدته ----- لم يكن يحمل طهر الصنم .

لايلام الذئب في عدوانه ---- ان يك الراعي عدو الغنم .

قادة مهرة في الخداع ودغدغة العواطف والمشاعر , فهم يشاركون اعلاميا كل المناضلين في نضالهم , ويشاركون كل قوى التحرر في مواقفهم , لكنهم فعليا وواقعيا مثل :( القرعة بتتباها بشعر بنت خالتها ).

لن أتطرق لما حصل في حرب حزيران وتحليله , والأسباب التي أدت لتلك الفاجعة , فلقد تم اشباع ذلك تحليلا وتوصيفا .

بل أريد فقط أن أنشط الذاكرة حول مواقف الثوريين قبل وبعد الجريمة .

وسيتم تناول الموضوع من عدة جوانب :

أولا – ماقبل الحرب .

ثانيا – أثناء الحرب .

ثالثا – مابعد الحرب .

أولا – ماقبل الحرب .

من المتعارف عليه أن أي نظام أو دولة يستعد لخوض المعركة , فيقوم بالاستعداد لها ماديا ومعنويا , والاستعداد الماضي يتطلب أخذ أسباب القوة في كل المجالات , والاستعداد المعنوي يقتضي رفع الهمم وشحنها , وبما أننا شعب مسلم فكان لابد من التقرب الى الله تعالى واعلان حالة الصلح معه , بينما كان موقف القادة الثوريين عكس ذلك , حيث أعلنوا الحرب على الله وعلى كل القيم .

فهاهي اذاعتهم الثورية تصدح صباح مساء :

( ميراج طيارك هرب , مهزوم من نسر العرب , والميغ طارت واعتلت بالجو : تتحدى القدر ...) .

ولم يقف الأمر عند تحدي القدر عبر الاذاعة والتلفزيون بل يكتب الضابط ابراهيم خلاص في أفتتاحية مجلة جيش الشعب بتاريخ 25-4-1967 : استنجدت أمة العرب بالاله , فتشت عن القيم القديمة في الاسلام والمسيحية , استعانت بالنظام الاقطاعي والرأسمالي , وبعض النظم المعروفة في العصور الوسطى , كل ذلك لم يجد فتيلا ... مع كل هذا شمرت أمة العرب عن ساعديها ونظرت بعيدا بعيدا ... لترى طفلها الوليد يقترب شيئا فشيئا ... وهذا الوليد ليس الا الانسان العربي الاشتراكي الجديد ... الانسان المتمرد على جميع القيم ... ثم يتابع : ليس هناك سوى قيمة واحدة : وهي الايمان بالانسان القدري الجديد ... الانسان الذي لايعتمد الا على نفسه , وعمله , ومايقدمه للبشرية جمعاء , لأنه يعلم أن نهايته الحتمية الموت , وليس غير الموت , لن يكون هناك نعيم أو جحيم , بل سيصبح ذرة تدور مع دوران الأرض ...)

وتستمر عملية الخداع الثوري :

( في أواخر الشهر الخامس من عام 1967 اتصل وزير الدفاع السوري حافظ الأسد بالقيادة المصرية وأبلغها أن هناك حشود اسرائيلية  تجاه الحدود السورية , وبعد جلاء الأمور تبين عدم صحة هذه المعلومات . نقلا عن  كتاب الديمقراطية في الميزان للزعيم السوداني : محمد أحمد محجوب , ويضيف قائلا : أن العرب اتفقوا في مؤتمر قمة الدار البيضاء على وجوب تجنب الحرب , وانني أستغرب كيف استطاع البعثيون في سورية من استدراج مصر للحرب ودفعها لسحب قوات الطوارئ الدولية من قطاع غزة وشرم الشيخ )

وفجأة كعادته يطل قائدهم للأبد :

( يقف البطل القومي الثوري وزير الدفاع حافظ الأسد مصرحا لصحيفة الثورة السورية بتاريخ 20-5-1967 قائلا : انه لابد على الأقل من اتخاذ حد أدنى من الاجراءات الكفيلة لتنفيذ ضربة تأديبية لاسرائيل تردها الى صوابها... , وان مثل هذه الاجراءات ستجعل اسرائيل تركع ذليلة مدحورة ,وتعيش جوا من الرعب والخوف يمنعها من أن تفكر ثانية في العدوان ...,وان الوقت قد حان لخوض معركة تحرير فلسطين , وان القوات السورية المسلحة أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان الاسرائيلي , وانما للمبادرة لعملية التحرير بالذات ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي... ,اننا نأخذ بعين الاعتبار تدخل الأسطول الأمريكي السادس ...,ان معرفتي لامكانياتنا تجعلني أؤكد أن عملية يقوم بها العدو هي مغامرة فاشلة , وان سلاح الطيران السوري تطور تطورا كبيرا بعد ثورة 23 شباط 1966 من حيث الكمية والنوع والتدريب , وأصبحت لديه زيادة كبيرة في عدد الطائرات , وهي من أحدث الطائرات في العالم وأفضلها تسلحا , كما ازداد عدد الطيارين وارتفع مستوى التدريب )

جيش عملاق سيسحق اسرائيل بلمح البصر بقيادة هذا البطل الثوري القومي , انه سوبر مان عصره .

ثم تنطلق حمى التصريحات فيتسابق الثوريون ليدلي كل منهم بدلوه :

( قائد الجبهة العقيد أحمد المير وبتاريخ 23-5-1967 يصرح قائلا : ان الجبهة أصبحت معبأة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل)

ولم يحدثنا هذا البطل المغوار عن هروبه من ساحة المعركة متنكرا راكبا حمار .

 ( يقول ضابط استخبارات الجبهة  الضابط خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان : يثبت أرشيف وزارة الدفاع عن الكم الكبير من الضباط أصحاب الكفاءة واستبدالهم بضباط جدد ليس لديهم أي خبرة عسكرية , مثل : رفعت الأسد , عزت جديد , سليم حاطوم وغيرهم , وتم تسريح عدد كبير من الضباط ووصل العدد الى حوالي ألفي ضابط , كما قامت القيادة بسحب المؤن والأغذية الاحتياطية للحالات الطارئة وعدم استبدالها بمواد أخرى , كما قامت القيادة بسحب كافة الألغام من خطوط المواجهة وخاصة في هضبة الجولان والقنيطرة )

هذه هي العبقرية العسكرية البارعة لتلك القيادة , وهذا هو التخطيط  لتلك الجبهة التي أصبحت معبأة , وهذا هو الأستعداد لسحق اسرائيل .

( بتاريخ 29-5-1967 عقد اتحاد المحامين العرب مؤتمر طارئ في دمشق , وقد القى فيه رئيس الوزار يوسف زعين خطابا ومما جاء فيه : ان انحناء اسرائيل أمام الرد العربي الحاسم الآن , يجب أن لايفسر بأنه أنتصار نهائي عليها , فهو ليس الا بداية الطريق لتحرير فلسطين , وتدمير اسرائيل , ان الظروف اليوم هي أفضل من أي وقت مضى فخوض معركة المصير العربي ....) نقلا عن كتاب سقوط الجولان صفحة 144

سياسي بارع سيسحق اسرائيل هو ورفاقه البعثيين , واذا بهم يسحقون الجولان ويقدمونها لأسرائيل هدية ما من وراها جزية .

 ( بتاريخ 17-5-1967 جاء في صحيفتي البعث والثورة : ان القوات المسلحة أصبحت في كامل استعداداتها تدعمهما قوات الجيش الشعبي التي احتلت مكانها وفق المخططات الدفاعية )

ماشاء الله عين الحسود فيها عود وكان لازمكم قطعة شبة وخرزة زرقاء .

 ( بتاريخ 19-5-1967 يقف أحد الثوريين الرائد محمد ابراهيم العلي قائد الجيش الشعبي قائلا : ان عشرات الألوف من جنود الجيش الشعبي أصبحوا في حالة تأهب واستعداد تام للقتال )

خذية العين عليك , اذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب .

 ( بتاريخ 20-5-1967 يقف مهندس السياسة الخارجية الدكتور ابراهيم ماخوس وزير الخارجية مصرحا لجريدة أخبار اليوم : ولتثق اسرائيل ومن يشفقون على اسرائيل أنها ستواجه ضربات مصرية سورية من جميع الجهات )

ربما ولكن يقصد  ضربات شمس , بس وينك اليوم يادكتور لسعتك على مواقفك ورأيك .

 ( يقول ضابط استخبارات الجبهة الضابط خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان : قبل بداية المعركة جرت عمليات تغيير وتبديل ضمن الضباط والعسكريين , فهناك ضباط احتياط كانت مهمتهم قيادة فصيل مشاة فتم تسليمهم مهمة رؤساء كتائب , وهناك رؤساء اقسام عمليات في قيادات الألوية تم وضعهم في مهام ليست من أختصاصهم , وهناك ضباط مشاة تم تسليمهم قيادة واحدات مدفعية , وهناك ضباط اشارة فتم تحويلهم الى قيادة سرايا مدفعية , وهناك ضاربوا آلة كاتبة تم تحويلهم الى رماة مدفعية , وهناك ممرضين تم تحويلهم الى سائقي شاحنات ....)

هكذا يكون الاستعداد لخوض معركة المصير , وكيف لكن رح ننتصر , اذا طباخنا جعيص شبعنا مرق .

 ( يثبت الأرشيف والمراسلات الخاصة بعمليات الصيانة لسلاح الاشارة بأن 60-70 بالمائة من أجهزة سلاح الاشارة لم تكن صالحة مع بداية الحرب )

وليش التعب , فيمكن استخدام الحمام الزاجل في عملية المراسلة , حتى لايكشف العدو الخطة .

هذا غيض من فيض حول مواقف الرفاق والضباط الأشاوس قبل الحرب التي هددوا فيها بسحق اسرائيل وازالتها من الوجود , ولن نعلق كثيرا لنترك الوثائق تتكلم .

( يقول الدكتور سامي الجندي  والذي كان يشغل منصب وزير الاعلام , في كتابه كسرة خبز : بعد دراسة امكانياتنا وامكانية العدو وجدنا فرقا شاسعا بين قدرتهم وقدرتنا ووضع جيشنا لايسمح الا بالصمود لساعات أمام أي هجوم اسرائيلي ... ويضيف أيضا : ان وزير الدفاع والنظام السوري يقرعون طبول الحرب وهم يعلمون ضعف الجيش , ان هدفهما من وراء ذلك تسليم العدو جزء من الأراضي السورية ...

يبدوا الرفاق متعودين على مصطلح الصمود والتصدي .

ومهما استخدموا من أنوع المنظفات , ومهما استخدموا من مواد التجميل , فانهم لين يخفوا حقيقة خيانتهم التي ستبقى سبة عار على جبينهم الى يوم الدين .

والى لقاء مع الحلقة الثانية .

ــــــــــــــــــــــــ

في ذكرى الجرح العميق

 جريمة حزيران 1967

2/3

ثانياً – أثناء الحرب:

وتستمر مهزلة الغش والمكر والخداع, فيحول القادة الثوريون الخيانة إلى نصر مؤزر وساحق، كان نصراً من وراء حجاب, انتصروا من خلف شاشات التلفاز ومن خلف ميكرفون الاذاعة.

وبكل تأكيد فإن الميزة الوحيدة التي امتلكها القادة الثوريون قدرتهم على تحويل الثوابت الى متغيرات، وتحويل المتغيرات إلى ثوابت، فمن تابع بلاغاتهم العسكرية طوال أيام الحرب يعتقد أن الثوريون وصلوا إلى تخوم واشنطن.

في صباح يوم 5-6-1967 يقطع ردايو دمشق بثه المعتاد معلناً بداية الهجوم الإسرائيلي على مصر، ويعلق وزير الداخلية السوري قائلاً: "لقد بدأت معركة التحرير الشعبية، حيث سيكون لقاءنا في تل أبيب... سحقاً للصهاينة وسحقاً لأمريكا".

بعد ظهر 5-6-1967 يعلن راديو دمشق: "أن سورية تلتحم مع العدو الآن... ولن نتراجع قبل إبادة الوجود الصهيوني ابادة كاملة".

وكانت حصيلة يوم 5-6-1967 حسب المصادر السورية هي أن الطيران السوري يدمر القسم الأكبر من المجهود الجوي للعدو، يقصف مطارات العدو ومواقعه الاستراتيجية وأرتاله، وبلغت عدد الطائرات التي تم اسقاطها للعدو في هذا اليوم 54 طائرة.

أما حصيلة المعركة يوم 6-6-1967 وحسب البلاغات العسكرية فكانت اسقاط عشرة طائرات للعدو، القوات السورية تحتل مستعمرة شرياشوف شمال سهل الحولة.

وزير الخارجية السوري الدكتور ابراهيم ماخوس يجتمع مع البعثات الدبلوماسية في سورية وقال في هذا الاجتماع : لو أننا بدأنا الهجوم لسحقنا العدوان وأنهينا العملية في يوم واحد... ولكننا فوجئنا أمس بهجوم شامل على جميع المطارات، ورغم ذلك فلقد أسقطنا للعدو أكثر من مائة وخمسون طائرة.

حصيلة المعركة يوم 7-6-1967 حسب البلاغات العسكرية فكانت اسقاط عدد كبير من طائرات العدو، وتشكيلاتنا العكسكرية تكبد العدو خسائر فادحة، ودمرنا معظم دبابات العدو، وقواتنا استولت على سهل الحولة وهي تسير باتجاه الناصرة وصفد وعكا.

حصيلة المعركة يوم 8-6-1967 حسب البلاغات العسكرية فكانت اسقاط أكثر من 25 طائرة قاذفة، وتدمير كامل قوات العدو البرية في القطاع الشمالي من الجبهة.

حصيلة المعركة يوم 9-6-1967 حسب البلاغات العسكرية فكانت تدمير طابورين للعدو، الأول قرب موقع تل أبو خنزير تجاه البحريات والثاني قرب الناصرية، وتدمير كافة دبابات العدو في القطاع الأوسط و13 دبابة شمالي الجبهة، كما تمكنت قواتنا من احتلال عدة مواقع دفاعية في القطاع الشمالي.

حصيلة المعركة يوم 10-6-1967 حسب البلاغات العسكرية فكانت اسقاط 7 طائرات .

والمدفعية السورية تحدث دماراً وخراباً في الأراضي الأسرائيلية.

وجاء دور كبيرهم الذي علمهم السحر:

بتاريخ 10-6-1967 وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً أصدر وزير الدفاع حافظ الأسد البلاغ العسكري رقم 66 جاء فيه: "إن القوات الاسرائيلية استولت على القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر"، وفي نفس اليوم وفي تمام الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق أصدر وزير الدفاع حافظ الأسد بلاغاً عسكرياً قال فيه: "إن قتالاً عنيفاً لايزال يدور على مشارف القنيطرة والعدو لم يتمكن من السيطرة على المدينة".

لكن التقارير الميدانية وشهادات ضباط سلاح الجو السوري تؤكد أنه ومع بداية المعركة صباح 5-6-1967 قام العدو بالهجوم على المطارات السورية فدمر معظم سلاح الجو, ومعظم مدارج الطائرات.

يقول الدكتور عبد الرحمن الأكتع والذي كان يشغل منصب وزير الصحة: "كنت في جولة تفقدية في الجبهة وفي مدينة القنيطرة بالذات عند إذاعة بيان سقوط القنيطرة، وظننت أن خطأ قد حدث فاتصلت بوزير الدفاع حافظ الأسد وأخبرته أن القنيطرة لم تسقط ولم يقترب منها جندي واحد من العدو وأنا أتحدث من القنيطرة، فراح وزير الدفاع يشتمني شتائم مقذعة ويهددني إن تحدثت عن ذلك، فعدت الى دمشق في اليوم الثاني وقدمت استقالتي".

وبعد الإعلان عن سقوط القنيطرة من قبل وزير الدفاع حافظ الأسد، يعلن مندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة عدم صحة هذه الأنباء، فيرد عليه مندوب سورية ويؤكد صحة الخبر.

وهكذا انتصر الرفاق من وراء المذياع.

ـــــــــــــــــــــــ

في ذكرى الجرح العميق

جريمة حزيران 1967

3/3

ثالثا – مابعد الحرب :

ووضعت الحرب أوزارها , وبدل أن يقوم الرفاق الثوريين من عملية مراجعة شاملة لمواقفهم , وبدل أن تتم عملية المحاسبة والمساءلة , فاستمروا في غيهم .

وبسببهم تجرعنا المرارة والعلقم , فكانت الهزيمة بل الخيانة التي لم يكن للشعب يد فيها ,بل حيل بينه وبين دفعها .

لقد رفض الثوريون مجرد تقبل المساءلة أو مجرد الاعتراف بما جنت يداهم , وتحولوا الى قادة وطنيون .

حكام رجوناهم دروعا ----- فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهمو سهاما صائبات ----- فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منا قلوب ----- لقد صدقوا ولكن عن ودادي

وقالوا قد سعينا كل سعي ----- لقد صدقوا ولكن في فسادي

 ( يقول ضابط استخبارات الجبهة خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان : لقد جرت اتصالات مابين اسرائيل والقيادة السورية عن طريق طرف ثالث وكان المترجم ملازم أول من الجيش السوري , وعقد اللقاء في مكتب رئيس الوزراء يوسف زعين وبحضور حافظ الأسد , وكان اللقاء بخصوص انسحاب القوات السورية من الجولان , ولدى استفسار الوفد السوري عن النقاط التي سينسحب اليها الجيش , فقام الطرف الثالث بتحديد نقاط الانسحاب على الخريطة , وتم الاتفاق على ذلك , وفي صباح اليوم التالي أعلن وزير الدفاع حافظ الاسد عبر بلاغ عسكري رقم 66 عن سقوط القنيطرة )

مو هاي أرض أبوهم وملكهم الخاص .

 ( يقول الدكتور دريد المفتي الذي كان يشغل منصب المفوض في السفارة السورية في اسبانيا : استدعاني وزير الخارجية الاسباني صباح يوم 28-7-1967 وأعلمني أن مساعيه أثمرت لدى أصدقائه الأمريكان بناء على اتفاقنا مع وزير الخارجية الدكتور ابراهيم ماخوس , وقد سلمني مذكرة مؤرخة بتاريخ 27-7-1967 , ومما ورد في المذكرة : بأن الحكومة الاسبانية وافقت على الاتصال مع الجهات الأمريكية بناء على رغبة الحكومة السورية والتي تعهدت بالمحافظة على هدوء الجبهة السورية , وأن لاتسمح لأحد بأن يقوم بأي عمل يعكر هذا الهدوء , ويتابع الدكتور المفتي : ان موافقة القيادة السورية على الانسحاب من القنيطرة والجولان والمحافظة على هدوء الجبهة , انما كان الهدف منه هو المحافظة على الحكم ... نقلا عن كتاب : المؤامرة ومعركة المصير لمؤلفه سعد جمعة )

بس للعلم الجماعة ماقصروا حيث قاموا باغتيال الدكتور دريد المفتي في لبنان لأنه كشف عن تلك الوثيقة .

 ( بعد الحرب يصرح وزير الخارجية ابراهيم ماخوس قائلا : ليس مهما أن نخسر المدن لأن العدو هدفه القضاء على الثورة )

تشيع سورية فما في مشكلة يمكن الشعب السوري بروح للمريخ بيسكن , المهم الثورة .

 ( وفي مقابلة مع مجلة الحوادث اللبنانية عدد رقم 608 بتاريخ 5-7-1968 يقول الدكتور سامي الجندي الذي كان يشغل منصب وزير الاعلام عام 1967 : ان الحكومة السورية كلفته بالتفاوض مع أبا ايبان وزير خارجية اسرائيل , وكانت المفاوضات حول انسحاب القوات السورية من القنيطرة والجولان )

قال ماشافوهم لما سرقوا بس شافوهم لما فضحوا حالهم .

 ( يقول الأمين العام السابق لحزب البعث العربي الأشتراكي  منيف الرزاز : لم تكن مأساة سقوط القنيطرة والجولان هي ماساة ضياع جزء من الوطن فقط بل هي نقل الأمة من حالة العمل لتحرير فلسطين الى حالة الاستسلام مع مغتصبي الأرض )

( يقول صائب بارودي وهو من القيادات البعثية : نقلا عن الضابط نورس طه : ان بعض قطعات الجيش السوري وصلت الى بحيرة طبريا  ولكن اندهشت عندما سمعت عن سقوط القنيطرة والجولان )

لاتندهشوا  ممن رضع حليب الخيانة .

 ( يذكر سعد جمعة في كتابه المؤامرة ومعركة المصير : في ظهر يوم الخامس من حزيران 1967 اتصل سفير دولة كبرى في دمشق , بمسؤول سوري وتم الاجتماع بينمها على الفور , ونقل هذا السفير برقية عاجلة من حكومته تفيد بعدم جدوى الحرب وان اسرائيل لاتنوي مهاجمة النظام السوري  , بل فقط تريد تأديب عبد الناصر ,واننا يمكن لنا فتح المجال لحزب البعث , وان اسرائيل تتعاطف مع التجربة البعثية ويمكن التعايش معها , فقام  المسؤول السوري بنقل ذلك للقيادة العسكرية والسياسية , وبناء على ذلك وافقت القيادة السورية على ماجاء في البرقية , وفي هذه الأثناء كان الطيران الاسرائيلي يدك المطارات السورية )

فعلا اللي اختشوا ماتوا .

 ( يقول الدكتور سامي الجندي في كتابه كسرة خبز : ان اعلان سقوط القنيطرة والانسحاب من الجولان أمر يحار فيه العقلاء ... لقد فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سورية في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ويقول أن القوات الاسرائيلية وصلت الى مشارف دمشق ... ولقد سألت الدكتور ماخوس وزير الخارجية عن ذلك فقال لي : انها كانت خطة ماهرة لارعاب العالم وانقاذ دمشق ... )

ترى خوش خطة , وهي شبيهة بافضل الخطط في تربية القطط .

 ( يقول ضابط استخبارات الجبهة خليل مصطفى بريز في كتابه سقوط الجولان :

فجأة يهرب عدد من الضباط الذين يعتبرون قادة مثل : أحمد سويداني قائد الجيش الذي خلع رتبته العسكرية وتنكر بلباس راعي غنم , وهروب العقيد أحمد المير متنكرا وراكبا حمار , وهروب العقيد عزت جديد , وهروب النقيب رفعت الأسد )

ياهيك قادة لا بلا , وفي الهريبة مثل الغزال .

 ( ينقل السيد وصفي التل عن صلاح جديد : لم نكن نريد مقاتلة اسرائيل , ولكن كنا نريد الايقاع بالآخرين )

يعني جكارة بالطهارة بيعملوها بلباسهم .

 ( يقول ادوارد شاهين في كتابه : كيسنجر والاسرائيليين والعرب , وكان مرافقا لكيسنجر في تحركاته : ان المخابرات الاسرائيلية كانت تتعمد عند عودة كيسنجر من دمشق الى القدس أن تتدهشه باطلاعه على كل مادار بينه وبين القيادة السورية , كما كانت تطلعه على كافة المراسلات بينه وبين حافظ  الأسد )

مو معقول هاي الحمامة بتكون حكتلهم .

 (عقد مجلس الأمن دورة بعد حرب 1967 , وكان المندوبون العرب يتحدثون بذهول عن الذي وقع , ويقول أحدهم : انها فاجعة كبيرة ... ونحمد الله أن احدى العواصم لم تمس , فيجاوبه البطل الصنديد وزير الخارجية السوري الدكتور ابرهيم ماخوس : وهل في ذلك غرابة لو حصل ؟ ان الغريب في الأمر أن العواصم لم تسقط ...واننا من جهتنا كنا عاملين حسابنا على أن دمشق ستسقط بيد العدو ...)

بكل صفاقة , الجماعة عاملين حسابهم لسقوط دمشق .

 ( وفي أحد الاجتماعات الحزبية بعد الجريمة يقف الدكتور ابراهيم ماخوس وزير الخارجية قائلا : لاتنسوا الهدف الأول من الهجوم الاسرائيلي هو اسقاط الحكم التقدمي في سورية , كل من يطالب بتبديل حزب البعث , عميل لأسرائيل ...)

هي هي شعاراتهم سابقا ولا حقا , بس عيونك تشوف اليوم الوريث عندما صافح كتساف رئيس دولة بيني صهيون , وعيونك تشوف لما وقفوا تحت العلم الأمريكي في حفر الباطن .

ولايمكن لنا أن ننسى أولئك الأبطال الشجعان الذين رفضوا الخيانة ورفضوا العار الذي ألحقه قادتهم بهذا الجيش الذي بني من دماء وعرق الشعب , فابوا الا القتال والدفاع عن أرض الوطن فسطروا ملاحم بطولية ستبقى درة في جبين كل الشرفاء .

 ( بعض قادة  سلاح المدفعية  م- ط : ورغم الظروف الصعبة يرفض الاستسلام , فاستمروا  في أداء واجبهم بالدفاع عن أرض الوطن وسمائه فتصدوا لطيران العدو للحد من خطورته في بعض قطاعات الجبهة )

 ( الرائد محمد سعيد يونس قائد نقطة اسناد القلع , يتمكن من تدمير 36 دبابة ثم يستشهد مع مجموعة من الضباط والعساكر , مفضلين الموت دفاعا عن أرضهم , ولم يستجيبوا لمزاعم قيادتهم بسقوط القنيطرة والجولان )

 ( في تل شيبان عسكري من دير الزور يرفض أمر الانسحاب , وبواسطة قاذف  أر بي جي يدمر سبع دبابات للعدو )

 ( الضابط النقيب نورس طه ومن معه من الضباط والعساكر في نقطة تل الفخار , يتمكنون من منع العدو من التقدم في تلك المنطقة وظلوا يقاتلون حتى نالوا الشهادة جميعا )

 ( في سهل المنصورة شباب مدنيون يتصدون لرتل دبابات يحاول التقدم باتجاه القنيطرة , فيقاومون ويدمرون دبابة قائد الرتل ودبابات أخرى ويعيقون  تقدم هذا الرتل ويجبرونه على التراجع )

 ( المقاومة المدنية في منطقة الجويزة التابعة للقنيطرة , تكمن لكتيبة من العدو , وما ان تصل الكتيبة الى مشارف الجويزة حتى يهب هؤلاء الأبطال يمطرون الكتيبة بوابل من النيران , وأجبرتها على التراجع , فتدخل الطيران لتمشيط المنطقة , ورغم ذلك استمرت المقاومة حتى صباح يوم 13-6-1967 )

 ( في تل أبو الندى تمكن المساعد عدنان الداغستاني من قتل طيارين اسرائيليين أثناء هبوطهما بالمظلات )

 ( يقول ادوارد شيهان في كتابه كيسنجر والاسرائيليين والعرب : ان معظم الذين لم ينفذوا أمر الانسحاب من القنيطرة والجولان أحيلوا الى محاكم ميدانية , بدل منحهم شهادات تقدير لمواقفهم البطولية لأنهم أكدوا أن العدو لم يصل الى تلك المناطق , حتى ان آمر تل عزيزات حاول تفجير الألغام كهربائيا بدبابات العدو فوجد الكهرباء مفصولة عنها , فقام بتدمير أول دبابة وآخر دبابة في الرتل وعطل تقدم العدو , ثم اتجه نحو القنيطرة فلم يجد أحدا من قيادة الجيش السوري ولا أحدا من الجيش الاسرائيلي , فتمت احالة هذا الضابط الى محاكمة عسكرية )

هؤلاء هم الشرفاء , بينما كان القادة يترعون كاس الخيانة والعار الذي سيبقى يلاحقهم الى يوم الدين .

- ان من رضع الخيانة لاينجب بطولة , وهو مثل شجر الحنظل فلا يثمر تفاحا .

- كل العسكريين وأصحاب الاختصاص يؤكدون أن طبيعة هضبة الجولان تشكل حصنا منيعا يصعب سقوطه , لذلك سميت هضبة الجولان بخط ماجينو .

- أين تطور سلاح الجو الذي تحدث عنه وزير الدفاع حافظ الأسد ؟

- يلاحظ أن بعض القيادات العسكرية والمدنية كانت تسيطر على الأمور بصورة مركزية تمنع الآخرين من معرفة حقيقة الجيش السوري .

- كل المعارك التي خاضها الجيش السوري تؤكد أن القيادة العسكرية وخاصة وزير الدفاع حافظ الأسد وصلاح جديد وابراهيم ماخوس كانوا يبيتون لتلك الخيانة .

- يلاحظ أن بعض قادة الجيش كان همهم تسييس الجيش لهدف حماية النظام وليس حماية الحدود .

- كيف لجيش يخوض حربا فيقوم باخراج بعض الفرق العسكرية من الميدان فقط لحماية النظام , مثل الفرقة الأولى والثالثة .

- ان تسليم قيادة الجيش والمعركة لضباط عديمي الخبرة أدى لهذه الفوضى التي عمت الجيش لمجرد سماع نبا سقوط القنيطرة .

- أرشيف وزارة الدفاع تؤكد أن أوامر الانسحاب لم تبلغ بصورة عسكرية صحيحة , بل بلغت فقط لبعض الضباط الذين بدورهم هربوا الى دمشق وتركوا الجيش في حالة فوضى عامة تحت قصف العدو .

( وفي أحدث شهادة عما حصل , يدلي بها  اللواء المتقاعد : أديب الأمير ,في برنامج ضيف المنتصف  من على قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 1-6-2007 حيث قال :

انني كنت مسؤول عن عدة ألوية والتي تحولت لاحقا الى فرقة .

ان الاستعدادات من كافة النواحي لم تكن بمستوى التصعيد الاعلامي الذي ساد قبل الحرب .

كان الوضع في سورية صراعا على السلطة , وكل طرف كان همه السيطرة على الجيش .

لم يكن هناك أي اهتمام لتطوير الجيش بل الهم فقط جعل الجيش مواليا للحكم .

كانت أوضاع الجيش متردية , وهو لايتمكن من أي عمل عسكري هجومي أو دفاعي .

كانت أوضاع الجبهة غير مهيأة لخوض الحرب , ولايمكن لها تقديم أي عون أو دعم للجبهة المصرية .

لم نجد أي خطة عسكرية موضوعة للجيش في حال تشوب الحرب , وامكانيات الجيش لاتمكنه من تهديد أي نقطة حيوية للعدو .

قبل الحرب وخلالها لم يكن هناك أي تنسيق فيما بين جبهات القتال السورية والمصرية والأردنية .

كل الادعاءات حول الاستعدادات والتحصينات غير واقعية ولقد أثبت الواقع أنه لم تكن هناك تحصينات .

لقد بدأ الهجوم البري على سورية يوم 9-6-1967 , وكان بامكان الجيش السوري أن يفعل شيئا منذ بداية الحرب وحتى يوم التاسع من حزيران , ولكن مع الأسف لم تفعل القيادة أي شئ , وكل ماكان يصدر عبر وسائل الاعلام فهو غير صحيح .

كل البطولات التي حصلت أثناء الحرب انما هي بطولات فردية ,لادخل للقيادة بها , حيث رفض أولئك الانصياع لأوامر غير صحيحة .

القيادات العسكرية لم تكن مؤهلة لقيادة وخوض المعركة .

ان الشعب لم يقاتل , بل حيل بينه وبين المشاركة في المعركة , والسبب هو التهميش والتغييب , وكان النظام لايمثل الشعب .

لقد شعر الشعب السوري بالأسى والمرارة , فلقد كان بامكانه المشاركة بالمعركة , لكنه كان مغيب وهذه القيادة لاتمثله .)

ومازال وراث الثورة يرددون نفس الخطاب , وهذا الشعب المخدوع بهم يدور ضمن الدائرة ولا ندري متى سنصل الى نقطة الهزيمة التي يعد لها قادة اليوم

غنت فيروز مغردة ----- وقلوب الشعب لها تسمع

الآن الآن وليس غدا ----- أجراس العودة فلتقرع

من أين العودة ياهذي ----- والعودة يلزمها مدفع

والمدفع يلزمه كف ----- والكف يكون له أصبع

والاصبع منهمك يلهو ----- في أست الشعب له مرتع

عفوا فيروز ومعذرة ----- أجراس العودة لن تقرع

نطاس البعث قد اجتمعوا --- الأسد وجديد وماخوس والأكتع

باعوا الوطن بدولار ----- من شرم الشيخ الى سعسع

فليلجا شعبي للصحراء ----- فخيام الذل به أوسع

فيروز قولي بلا خجل ----- أعناق القادة فلتقطع

خاذوق دق باسفلنا ----- خاذوق دق ولن ينزع

لو أدى البعث رسالته ----- لخسرنا الساحل والأقرع .

- آن لشعب سورية أن يعرف الحقيقة , ثم لينتفض متمثلا قول الشاعر أحمد مطر :

انهضوا آن لهذا الحاكم المنفوش مثل الديك

أن يشبع نفشا

واصنعوا من صولجان الحكم رفشا

واحفروا القبر عميقا

واجعلوا الكرسي نعشا .

ــــــــــــــــ

* ملاحظة : كل ماورد في الحلقات الثلاثة منقول من المصادر التي أشرت اليها , وانني أديت دور النقل , دون تحمل أي مسؤولية عن الصحة من عدمها .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ