ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

لا تفرحوا بدعم واشنطن ..... فهو خذلان

الطاهر إبراهيم*

ما حصل في غزة وفي الضفة الغربية أنسى العرب كل مآسيهم، فقد كان الخطب أكبر من أن يُعزّى فيه. ما لا يستطيع أن يفهمه العاقل من الناس هو أن يتقاتل الأخوان على سلطة هي في أحسن حالاتها أن تضع نفسك وجها لوجه أمام تنفيذ رغبات "أولمرت" وتحت حاجة المجتمع الدولي الذي أسلم قياده لواشنطن. أما الدعم العربي الذي إن جاء فسوف يمر خلال بنوك أمريكا، والفلسطينيون بين هذا وذاك وأولئك أيتام على مآدب اللئام.

هؤلاء الأخوة الحماسيون أدهشوا العالم بصبرهم على قتال الصهاينة. وحازوا على إعجاب العالم عندما رفضوا أن يخرجوا بجهادهم خارج فلسطين ولو كان لاستهداف إسرائيلي قاتِل موجود في سفارة إسرائيل في إحدى العواصم الغربية. صبروا على مغريات السلطة قبل أن يدخلوها فرفضوا أن ينخرطوا في أجهزة السلطة ومنظمة التحرير لأن هاتين في النتيجة  ستتعاملان مع حكومة العدو الإسرائيلي بشكل أو بآخر وهو ماكانوا يرفضونه أيام المرحوم الشيخ أحمد ياسين. فما بالهم الآن نزلوا إلى "بازار" لن يجدوا فيه بيعا ولاشراء إلا فتات لا تسمن من ضعف ولا تغني من جوع مع الاضطرار لدفع الثمن من كرامتهم ودمائهم. "فهل يستأهل هذا الميت كل هذا البكاء؟".

بدأت بالعتب على حركة حماس لأنهم الأكثر حرصا على مصلحة الفلسطينيين وتحسسا لكل ما يؤذيهم، والأجدر أن يستمعوا نصائح إخوانهم ، وقد شهد لهم الناس أيام كانوا يمدون يد المساعدة للمحتاج في نفس الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون المحتل الإسرائيلي قبل أن يدخلوا ساحة السياسة فتأخذ منهم ما أخذت من غيرهم، ولا نقول لهم إلا ما قيل لسعد عندما أورد  الإبلَ وهو مشتمل بعباءته.

أما الآخرون وقد رأينا منهم ما رأينا قبل مجيء حماس إلى الحكم، قد أدمنوا السياسة حتى تحولت قضية فلسطين عند بعضهم إلى مغالبة على الكراسي ومشروعا استثماريا يجني منه مالا حراما على حساب قوت المساعدات التي تأتي لإطعام كل بطن جائعة. فإذا ما تورطت حماس في مصيدة الحكم وقفوا لها بالمرصاد ووضعوا العصي في عجلات مركبتها وكأنهم في معركة مع عدو. لهؤلاء نقول: اتقوا الله فإنكم لن تلبثوا أن تؤكلوا إذا ما قدرت إسرائيل على أكل حماس. ولا تغرنكم واشنطن أن أعلنت تأييدها لكم، فإن تأييدها هو الخذلان بعينه. فهي لا تؤيد من الفلسطينيين إلا من تعتقد أنه سينفذ سياساتها وما تريده إسرائيل، وسيسيء تأييدُها لكم عند الفلسطينيين وعند العرب أجمعين.

على أن الجميع، حماس والآخرين، قد تركتهم الدول العربية لمصيرهم البائس، واستقال من كان ينبغي أن يدافع، على الأقل عن مصيره، إذ أن إسرائيل ستأكله بعد أن تهضم أرض فلسطين، وعندها سيعلمون أنهم أُكِلوا يوم أُكِلَت فلسطين.

لقد كان لقاء مكة جهدا مشكورا، وضع اللبنة الأولى في جدار التفاهم بين الأخوة في حماس وفتح. إلا أن البعض من العرب ساءهم أن يتفق الفلسطينيون، وكان يأمل أن يتخذ من هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك ورقةً يساوم عليها في بازار السياسة. ولا يضيره بعد ذلك أن يقتتل الأخوة مقابل أن يقوي مركزه ولا شيء بعد ذلك يهم.

وإذا كنا شكرنا جهد من رعى اتفاق مكة المكرمة، فإن بعض الوسطاء العرب الآخرين كان يشوب سعيَهم ميلٌ لدعم هذا الطرف الفلسطيني ضد ذاك الطرف. وكان هذا الميل لا يبتعد كثيرا عما تريده واشنطن وتسعى إليه إسرائيل. ولقد رأينا وسيطا عربيا يستقبل فلسطينيين من الدرجة الثالثة والرابعة من السلطة، ويرفض أن يستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني عند ما يكون في زيارة.

بعض من بيده الأمر من حكام الدول العربية يبخل بالمال، والبعض الآخر يبخل بالإصلاح، وثالث ينفخ في نار الفتنة وقل من سعى لإصلاح ذات البين، والشعوب العربية تتحرق على ما يحصل للفلسطينيين وما يحصل بينهم. حتى إن الحاكم العربي إذا جاءه ملَك الموت قد لا يجد من يقول له يرحمك الله، فلم يترك خلفه ذكرا حسنا يذكر به.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ