ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 09/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم

الطاهر إبراهيم*

قبل عدة أيام أعلنت بريطانيا أن خمسة من رعاياها تم اختطافهم في وضح النهار من داخل وزارة المالية في بغداد، أي تحت سمع وبصر حكومة المالكي وأجهزتها الأمنية. حتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن خطف هؤلاء الخمسة وهو ماوضع على الاختطاف إشارات تعجب. وفي سياق هذا الخبر يمكننا أن ندون ملاحظات يمكن أن نعدّ منها:

أولا: في كل مرة كان يتم اختطاف صحفي أوروبي أو متطوعين للعمل الإنساني –كما كان يعلن- في العراق، كانت تقوم قيامة واشنطن أو لندن-خصوصا إذا كان المختطف بريطانيا أو أمريكيا- وتمتلئ شاشات الفضائيات بمناشدات من أهالي المخطوفين، ويخرج علينا من لندن أو واشنطن، من يقول إن الحكومة لن تخضع للابتزاز، وسوف تلقن الخاطفين دروسا لن ينسوها. إلا في هذه المرة فإن ردود الفعل كانت باهتة، وكأن المختطَفين الخمسة هم من بقايا الهنود الحمر أو من المنبوذين. أول ما يتبادر للذهن أن الحكومة في لندن تعرف الجهة التي خطفت هؤلاء الخمسة وأنها محرجة من توجيه الاتهام لهذه الجهة، ما يعني أن حكومة المالكي وأجهزتها الأمنية متورطة في الاختطاف أو تعرف الخاطفين، وأنها لا تجرؤ على الإشارة إليهم بأعيانهم، لأنهم من أعمدتها في البرلمان العراقي الذين تحتاجهم في التصويت إلى  جانبها في أي عاصفة سياسية تثور في وجهها.

ثانيا:في كل مرة يجري اختطاف أحد الأوروبيين أو الأمريكيين على وجه الخصوص، كان الخاطفون يسارعون بإعلان الثمن الذي يطلبونهم في مقابل الإفراج عن المختطفين، وعادة ما يكون الثمن إطلاق سراح معتقلين في سجن "أبو غريب" أو في "غوانتنامو". وعندها فإن الناس يعرفون أن الخاطفين هم جماعة القاعدة في بلاد الرافدين. ونادرا ما كانت جماعات المقاومة العراقية هي التي تقوم بالخطف، لأنها تعرف أن سبل المقاومة المباشرة هي أبلغ في الرد، وأن العالم لا يتعاطف مع عمليات الخطف. هذه المرة لم يتبنّ أي فصيل من فصائل المقاومة العراقية ولا القاعدة هذه العملية. ومرة أخرى فإن أصابع الاتهام توجه إلى جهة لها علاقة بحكومة المالكي أو من يدعمها في البرلمان، وأن بريطانيا محرجة من الإعلان عن الجهة التي قامت بالاختطاف. ولكن لماذا تجد لندن حرجا في توجيه الاتهام إلى أجهزة حكومة المالكي أو الجهات التي تدعمها؟

الجواب لايحتاج إلى كثير عناء حتى نضع أصبعنا عليه. فإن واشنطن ولندن هما من صنع  حكومة المالكي. وأول ما يتبادر للدول التي رفضت الحرب على العراق أن تقول ل"طوني بلير": "يداك أوكتا وفوك نفخ". وأن على "بوش" و"بلير" أن يأكلا من الطعام الذي طبخاه في العراق، وأن "ما وضعاه في الدست سيخرج معهما في المغرفة".

كتبنا أكثر من مرة: أننا نرفض أسلوب الخطف، خصوصا إذا كان موجها لغير المحاربين، وأن الخطف لا يرغم رئيسا ركب رأسه ويرفض أن يسمع إلا إلى الزمرة السيئة التي تحيط به وتوسوس له ليصب أحقاده على الدول المستضعفة، وأن المخطوف ليس ابنه أو بنته.   وقد فهمت المقاومة العراقية الراشدة هذا الدرس، فهي تعمل بصمت، ولا يهمها ما يقال عن مفاوضات تجري في الخفاء بينها وبين واشنطن. فلا سبيل للتفاهم عندها إلا حول الخروج الكامل وغير المشروط من العراق، عندها يمكن أيكون هناك تفاوض.

أغلب الظن أن الرئيس بوش سيدرك عاجلا أو آجلا أن حكومة المالكي هي إحدى خطيئاته في العراق. وإنه عندما يصل إلى هذه النتيجة لن ينفعه أن يرفع "الطربوش" من على رأس "المالكي" ليضعه على رأس "علاوي". وحتى جدولة الانسحاب من العراق لن تنفعه. وربما سيكون السبيل الأنجع أمام بوش عندها هو الخروج على طريقة رئيس الحكومة الإسرائيلية "يهود باراك" عندما انسحبت قواته من جنوب لبنان في أيار عام 2000 ، على وقع طلقات قوات المقاومة اللبنانية.

ونحن نقول لطوني بلير، وهو يجرّ وراءه الخيبات التي حصدها من انضوائه تحت جناح "البوم" الأمريكي: لطالما ذاق الشعب العراقي من الويلات التي شاركت بها. ولطالما سالت دماء معصومة في العراق حتى قارب أعداد من أزهقت أرواحهم المليون. ولطالما ذاق إخواننا من ويلات لم توفر رجلا ولا امرأة ولا طفلا ولا شيخا. وها قد حان الأوان لكي تشرب من نفس الكأس. وقد يكون لك عزاء أنك ستترك الحكم ومايزال في بريطانيا رمق. أما صاحبك "بوش" فقد لا يجد فرصة لكي يستقيل، عندما يدرك الشعب الأمريكي أنه كان وباء عليه. وإن عليه أن يستأصل هذا السرطان من جذوره قبل أن يستفحل خطر بقائه، وتتمزق ولايات أمريكا إلى خمسين دولة، كما تمزق الاتحاد السوفييتي.

"بلير" أرغم على التخلي، أما "بوش" فمايزال يكابر. وعندما يجد أن النفق الذي يسير فيه قد انطبق عليه تماماً جزاءً وفاقا، لأن "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم" فقد يجد عندها أن على أمريكا أن تدفع ثمن جرائمه، ليس في العراق وأفغانستان وفلسطين فحسب، بل في العالم كله. ويا ويل الظالم من ساعة أداء حقوق المظلومين،،،،،

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ