ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 05/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نهر البارد وعين الحلوة

دكتور عثمان قدري مكانسي

قال لي صاحبي : لماذا ينزعج العرب من جهاد " فتح الإسلام " و" جند الشام " ويستنكرون ، ويشجبون ؟! ولماذا يشيرون إلى النظام السوري إشارة المتهم الذي فعل كبيرة من الكبائر ، وهو نظام الممانعة والصمود والتصدي للعدو الشرس ؟!  ثم ضحك صاحبي من مفارقات النظام ودجله ، وغباء كثير ممن يصدقون تخرصاته وادّعاءاته .

فالنظام القمعي في سورية خرج من لبنان خزيان ، مطروداً ، وخسر كنوزاً كان يغتصبها تباعاً من اللبنانيين ، ثم يسومهم الخسف ، ويذيقهم الذل . خرج ، ولم يصدّق أنه طُرد كما يُطرد الدخيل السمج بعد أن عاث فساداً عقدين من الزمن كان يستطيع فيهما أن يبني علاقة الحب والوئام بينه وبين اللبنانيين ، وأن يوطد آصرة الإخاء والمودّة معهم ، ولم يكن بوسع أمة أو دولة مهما كانت أن تفرق بينهما ، ولكن حين يكون الجار والأخ ظالماً لئيماً ولصاً زنيماً يفعل الأفاعيل ، ويقتل الحرية والكرامة في داره ودار أخيه فليذهب مصحوباً باللعنة فهو  – للأسف - أسوأ من العدو ، وأشرس منه .

خسر النظام البيضة الذهبية ، وقد كان يتصرف بها كيف يشاء ، وعزّ عليه أن يخرج طريداً ، فصمم أن لا يريح ولا يرتاح فاغتال ، ودمّر، وأرسل كلابه تنهش في جسد لبنان وأهله ، ويصطنع الصنائع ليبذر الشقاق والشحناء  في لبنان فحرّك الدمى واشترى مَن لا ذمة له ولا حبّ  في قلبه لوطنه .

لبنان بلد صغير ، يمكن للنظام أن يزرع فيه القلاقل ، ، فأرسل شراذمه وعصاباته إليه .وألقى عليهم أسماء " الضرار " فمخابراته الفاسدة صارت بقدرة قادر " فتح الإسلام " ! وعملاؤه يحملون لقب " جند الشام "  فالجهاد ضد العدو يبدأ من لبنان !! وبث العداوة بين مواطنيه ، بل إن النظام باع الجولان لليهود ، ومنع أي عمل جهادي وفدائي في الجولان ، وأصدر قراره بضرب كل سوري وفلسطيني يتسلل إلى الدولة الإسرائيلية من الجولان . فهو لا يستطيع أن يسيء إلى وليّ نعمته وسبب بقائه هذه العقود على صدر الأمة .

الأسلحة والعتاد الحربي لعصاباته تشحن إلى لبنان ، بلد الرباط!!  أما الدولة الإسرائيلية فحدود سورية معها في أمن وأمان ، لا يدخلها العصفور ، فهناك اتفاقية أمنية التزم بها النظام الأسدي تجاهها ثمن بقاء الأسرة الأسدية على صدر الشعب السوري  . ولن يجازف بل لا يمكن أن يفكر بأي عمل وطني في الجولان يزعج الدولة العبرية التي تسعى جاهدة للإبقاء عليه ، وقد عرفت له إسرائيل ذلك المعروف وتلك المكانة ، فهي تعلن مراراً أنها لا ترضى أن يسقط النظام الأسدي الذي أثبت بفاعلية أنه الجار الهادئ المحافظ على الاتفاقات العسكرية والامنية .

والعجيب أن النظام الأسدي أعلن فور قرارالمنظمة الدولية  إنشاء المحكمة أن هذا القرار انتهاك لسيادة لبنان ، وتناسى أنه انتهك هذه السيادة منذ عقدين أو أكثر ، وما يزال ينتهكها  " إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت " ! .

والنظام يعلن رفضه التعامل مع المحكمة الدولية لأنها غير شرعية ! ومحاكمه الظالمة الاستثنائية ، غير الشرعية  كل يوم تصدر أحكاماً ظالمة  جائرة على أبناء سورية الأحرار !.

والنظام الأسدي يرفض التعامل مع الحكومة اللبنانية التي انتخبها الشعب انتخاباً ديموقراطياً لأنها لا تمثل – على حسب دعواه – كل فئات اللبنايين ، وهو يفرض مجلساً للشعب لم يشارك في انتخابه سوى خمسة بالمئة من عصاباته وبلطجييه وأزلامه . بل يفرض رئيس النظام نفسه على الشعب السوري فرضاً ثم يسخر منه بمهزلة الاستفتاء التي كلفت الوطن المسحوق أكثر من ثلاث مليارات من الدولارات ، وقد كانت البلاد بحاجة ماسة إلى أن يُصرف هذا المبلغ الضخم في المرافق المفيدة للشعب .

ما أتعس هذا النظام الفاسد الذي يقتطع من الشعب حقه ليبذخ في سفاهات وتفاهات ما أنزل الله بها من سلطان. ويجعل من هذا المال أداة دمار لإخوته في لبنان وغيرهم .

ليت النظام بدل أن يرسل السلاح إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان ليدمر حياة اللبنانيين والفلسطينيين معاً ، ويزلزل الاستقرار في لبنان الحبيب .. ليته أرسل جزءاً من المال الذي سرقه واغتصبه منهم على مدى عقدين من السنين العجاف  ليكون أداة بناء لا معول هدم .

فهل يعقل الواهمون ويصحو الغافلون ويفهم الأغبياء المغفّلون حقيقة هذا النظام الأسدي الغاشم ؟!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ