ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 31/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة:

هل معاداة الله ، ومحالفة الشيطان :

من الدين ، أم من السياسة !؟

(إبليس عدوّ للإنسان ، لا لِلّه.. وبعض البشر يعادون الله ، دون الشيطان!)

عبدالله القحطاني

   لابدّ ، بدايةً ، من طرح السؤال التالي : الوقوف مع الله وأنصاره ، أو مع الشيطان وأنصاره .. هل يدخل في السياسة ، أم هو عمل ديني بحت !؟

   قد يبدو السؤال غريباً ، للوهلة الأولى ! إلاّ أنه موغل في أعمق أعماق العمل السياسي ، برغم ماران على الكثير من العقول ، العاملة في الحقول السياسية والثقافية، من ركام ، خلّفته عقود من التزييف السياسي والفكري ، على امتداد الساحة العربية والإسلامية ..! وأهمّ المقولات الزائفة ، الرائجة بقوّة ، مقولة : (لاسياسة في الدين ، ولا دين في السياسة) ! التي اخترعها أحد شياطين الإنس ـ وربّما أوحَى إليه بها أحد شياطين الجنّ ! ـ  وقَذف بها في عقولٍ وقلوبٍ ، مستعدّة لتصديقها ، وتبنّيها، و( تسويقها !) . / وما يعنينا منها ، هو العقول والقلوب التي قذِفت فيها ، لا الشيطان الذي قَذفها فيها /!

   إبليس ، زعيم الشياطين كلهم ، وأستاذهم غير المنازَع ، لم يقل في يوم من الأيام ، منذ امتنع عن السجود لآدم ، فعصى أمرَ ربّه .. لم يقل : إنه عدوّ لله ..! بل أعلن جِهاراً، وبلا مواربة ، أنه عدوّ للإنسان ، تحديداً ! وأن عبوديته لله ، لا تشوبها شائبة! وهو لا يستطيع ، أصلاً ، أن يقف موقف العدوّ من الله ، عزّ وجلّ ، برغم عصيانه له ، في الامتناع عن السجود لآدم ! بل إن معصيته لله ، نابعة من حَسده لآدم ، الذي أخذ مكانة مميّزة عند ربّه ، الذي أمر إبليس ـ وهو من الجنّ ـ ، وأمر الملائكة جميعاً ، بالسجود له ـ أي لآدم ـ الذي خلقه بيديه ، بينما خلِقت المخلوقات الأخرى بقول (كنْ) ! وها هو ذا إبليس ، يعلن عبوديته لله ، في آيات كثيرة ، يخاطب بها ربّه: ( قال ربّ فأنظِرني إلى يوم يُبعَثون ) .. (قال فبعزتك لأغوينّهم أجمعين . إلاّ عبادك منهم المخلَصين ) .. ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين..).. وآيات أخرى كثيرة ، يراها من يقرأ القرآن ، منبثّة في كتاب الله في ، سوَر عدّة ..!  ولا يمكن ، بالطبع ، الافتراض بأن إبليس منافق ، في إعلانه العبودية لله ، أو أنه يؤمن بمبدأ (التقية) ، ويخفي عن الله كفره ، ليخدعه بادّعاء الإيمان به ! كبعض المنافقين من بني البشر، الذين تدفعهم عوامل الخوف أو الطمع ، إلى إظهار الإيمان، وإبطان الكفر، بعضهم تجاه بعض ..! لأن إبليس يعلم جيداً ، أن الله لا تخفى عليه خافية ، ولا يمكن خداعه ! 

   فإذا كان الأستاذ ، نفسه ، يدين لله بالعبودية ، ولا يجرؤ على معاداة ربّه.. فما بال بعض تلاميذه الصغار، يجاهرون بالعداوة لله ، ولكل ما جاء من عنده ، من تشريعات، وأحكام ، وأخلاق .. عن طريق رسله الكرام !؟

   وإذا كانت الأكثرية الساحقة لشعب ما ، تدين بديانة معيّنة ، تُلزم أتباعَها بتشريعات معينة.. فهل من السياسة أن تُفرض على هذا الشعب ، تشريعات من ديانة أخرى، مخالفة لديانته ..!؟ كأن تُفرض على شعب نصراني تشريعات إسلامية ، أو تفرض على شعب مسلم تشريعات نصرانية ، أو يهودية ، أو إلحادية .. أو تفرض على شعب بوذي تشريعات مجوسية ! وما مكان مَن يفعل هذا ، من السياسة ، أو الفهم السياسي، أو الفهم الإنساني .. بشكل عام !؟

   وإذا كانت عقيدة الأمّة ، أيّة أمّة ، هي روحها ، التي تنبثق منها تشريعاتها ، وآدابها، وأخلاقها ، وفنونها ، وعاداتها ، وتقاليدها ، وأعرافها ، وفلسفتها ، وتاريخها ..(كما يرى المفكّر الفرنسي جوستاف لوبون ..)..

فماذا يعني أن يفرَض عليها استيراد كل ما ذكِر، أو جلّه ، أو حتى بعضه .. مِن أمم أخرى ، ذات عقائد أخرى ، مختلفة اختلافاً كبيراً ، عن عقيدة هذه الأمّة ، من حيث مصدرها وجوهرها ، وكلياتها وتفصيلاتها .. وتُرفض عقيدة الأمّة مِن قِبل بعض أبنائها ، أو المحسوبين عليها ، حتى على مستوى أن تكون مرجعيّة للمجتمع الذي يدين بها ..!؟ ماذا يعني هذا !؟ .. ولماذا !؟ ولمصلحة من !؟

   واضح أننا ، حين نشير إلى المفارقات ، بين موقف إبليس ، أستاذ الشياطين جميعاً..  إنسهِم وجِنّهم .. وبين مواقف تلاميذه ، الصغار منهم والكبار .. واضح أننا لا يعنينا إبليس ذاته ، ولا مصيره يوم القيامة ! فما هذا من شأننا .. ولا نبالي بهذا العدوّ اللدود الخبيث ، في أي وادٍ هلك ..! إنما الذي يعنينا ، تحديداً ، هو مواقف بعض تلاميذه ، من المحسوبين على ملّتنا ، الذين تشمئزّ قلوبهم إذا ذكِر الله وحدَه ! وإذا ذكِر الذين مِن دونِه ، فرحوا واستبشروا ..! أنّى كان هؤلاء الذين مِن دونه .. وسواء أكانوا من أوثان البشر والحجر، أم من أوثان النظريات والفلسفات والأفكار..! وهم في الوقت ذاته ، يتصدّرون مجموعات من شعوبهم ، لقيادة مجتمعات تدين أكثريتها الساحقة ، بعقيدة لا ترضى عنها بديلاً .. وهي الدافع الأول والأقوى لها ، لصناعة حياتها ومستقبلها ، والدفاع عن أوطانها في مواجهة الأخطار الداهمة ، من أيّة جهة جاءت ، ومهما كان نوعها !

   فهل هذا الإصرار على الاستبدال ؛ استبدال أيّة عقيدة ، وفرضُها على الأمّة ، مكان عقيدتها التي هي عليها.. هل هو من السياسة الحكيمة الرشيدة ، في إطار الحساب السياسي البحت ، بصرف النظر عن نيّات الأفراد ، وعقائدهم ، وفلسفاتهم التي هم أحرار في تبنّيها ، على المستويات الفردية !؟

   لابدّ من طرح هذا السؤال ، على المستوى السياسي .. والبحث عن إجابات سياسية له، عند الساسة الذين يحملون هموم التغيير والتطوير، للشعوب والأوطان !

( مع التذكير، بأننا لسنا ، هنا ، في موقع مَن يلقي على الآخرين المواعظ الدينية ، ولا في موقع من يتلقّى من الآخرين ، دروساً في فلسفة التنوير!)

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ