ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة :

شعاران ممتازان.. يشكّلان أروع وصفة ،

لتدمير أعظم دولة في العالم!

هما : الله.. سورية.. بشّار.. وبَسّ  ..

ثم : بالروح ، بالدم.. نفديك يا بشّار..!

عبدالله القحطاني    

هذان هما الشعاران ، اللذان فرضتهما أسرة ابن الأسد النبيلة ، ذات الدم النقي ، المتحدّر من آلهة (أوثان) الأولمب اليونانية... اللذان فرضتهما على شعب سورية ، في حفلة التهريج الرخيص ، المسمّاة : استفتاء .. التي يساق فيها الناس كالأنعام ، من بيوتهم ، ومقرّات عملهم، ومدارسهم ، وجامعاتهم ، ومزارعهم .. ليدوروا في الشوارع ، ويهتفوا بهما ، لابن الأسد ، العملاق ، الفذّ ، النادر..!

 وهما لدى النظرة البسيطة الأولى ، بلا تحليل ، ولا تركيب .. كما يلي :

   الله .. سورية.. بشار.. وبَسّ ( أيْ : فقط ) :

هذه التركيبة الثلاثية ، حين تفرَض على أنها شعار واحد متكامل ، على الحسّ الجمْعي ، وعلى حسّ كل فرد في المجموع .. تصبح كتلة واحدة ، مع التركيز الإعلامي الشديد عليها..! ويصبح غياب عنصر واحد منها ، مَدعاة لخلل في الإحساس ، كما أنها تَندعم لاشعورياً ، في قيمة نفسية ذهنية واحدة ، كل عنصر من عناصرها يكمل العنصرين الآخرَين ، ويعطيهما قيمته الرمزية الكامنة في لفظه ، في اتّحاد لا انفكاك له..! وهذا ممّا يعرفه علماء النفس والاجتماع والتربية !

   بالروح.. بالدم.. نفديك يا بشّار:

  وهنا ، ينتقل التركيز على العنصر الأهمّ ، بين العناصر الثلاثة في الشعار الأول ، وهو بشّار: فالفداء بالروح والدم له وحده ، بين العناصر الثلاثة ، ليكون هو الأول بينها جميعا ؛ إذ لا تُسمَع كلمة فداء ، أو تقديس ، أو تمجيد .. لأيّ من العنصرين الآخرَين ! وهذا يقتضي بالضرورة ، أن تدور حياة الفرد ، بكل ما فيها من سلوكات ومشاعر، حول الأوحد الفذّ ، الذي لا تعادله قيمة ، ولا شيء في الحياة يستحق أن يضحّى له بشيء سواه ! لا الإله ، ولا الوطن ، ولا أيّ مقدّس أو عزيز !

   لو سمع رجال المخابرات ، الذين يقودون المسيرات الشعبية ، واحداً من عناصر المسيرة، يهتف بشعار يوحّد فيه الله ، أو يمجّده ، أو يكبّره ، مثل :( لا إله إلا الله ..أو: العزة لله .. أو: الله أكبر ..) لكان مصيره أسود في أحد المعتقلات ، بحجّة أنه خالف الشعارات المقرّرة للمسيرة ! وكذلك لو ردّد مواطن شعاراً وطنياً ، يفرِد فيه الوطن بشيء من الاهتمام أو التمجيد ..!

   المحصلة لهذا العبث .. نتيجتان:

1) مطلوبة تُعدّ هي الهدف ، وعناصرها ما يلي :

-  نقل البشر من عبودية الله ، إلى عبودية الحاكم الفرد ، بصورة منهجية ، منظّمة ، واعية ، مركّزة !

-  تحطيم أيّة قيمة ، دينية ، أو وطنية ، أو ثقافية ، أو اجتماعية ، أو خلقية .. غير مستمدّة من الرمز الأول ، الذي يفدَى وحدَه ، حصراً ، بالروح والدم .. وهما أغلى ما يملك الإنسان ، ومِن باب أولى الفِداء بالولد والمال ..!

-  تحطيم أيّة إرادة للفرد ، في الرفض ، أو التمرّد ، أو الإباء .. وجعلُه آلة صمّاء ، تنطق لتسبّح بحمد الزعيم ، وتفديه بالروح والدم ، وتقدّسه ، وتمجّده !

-  تسويغ أيّ فعل يفعله الحاكم الأوحد ، حتى لو كان جريمة بشعة ، أو خيانة عظمى ، دون مناقشة ، أو مجادلة ، أو تفكير، أو مجرّد استفهام عن صحّة الفعل .. وهل يَستـفهم عاقل عن صحّة ما يفعله الإله !؟

2) غير مطلوبة ، بل ناجمة عن تداعيات الأولى وآثارِها :

-  زيادة الشحن السلبي المضادّ ، لدى المؤمنين الموحّدين ، الذين يرفضون عبودية أحد غيرالله ، ويرون الشرك الفظيع ، المفروض عليهم ، وعلى أبنائهم ، وأبناء وطنهم ، بصورة همجية مقيتة ، ويَحسبون حسابات للمستقبل ، تختلف عن حسابات صناع الشعارات الإجرامية البليدة !

-  إيقاظ بقايا المروءات النائمة ، أو المهشّمة ، في نفوس أصحاب المروءات ( من مدنيين وعسكر) الذين يأنفون هذا النوع من العبث الصبياني ، بمروءاتهم ، وكراماتهم ، وأوطانهم ، وحاضر أجيالهم ومستقبلها .. ويكثّـفون أنشطتهم ، للبحث عن الخلاص ، من هذا الكابوس المخزي ، مهما يكن الثمن المدفوع ، وأياً تكن النتائج ! فليس ثمّة تدمير أبشع من مسخ الشخصية الإنسانية ، بما في ذلك تدمير المباني والبيوت ! فقيمة الوطن هي من قيمة أبنائه .. فإذا فقَد الفرد قيمته ، ضاعت قيمة الوطن ، بالضرورة.. وهو ما يفعله ابن الأسد وعصابته ، حين يَسحب كل قيمة وطنية ودينية وإنسانية ، من نفوس الناس ، ويعزّز داخلَها قيمته هو وحدَه ، حصراً !

-  صِمامات الأمان ، التي بثـتها عصابة آل أسد ، في سائر أنحاء البلاد .. الأساسيةُ منها: ( المخبرون ، والعملاء ، ورجال المخابرات ) والاحتياطية الجديدة ، التي استوردتها من بلاد فارس ، واستوردت معها دينها الجديد ، الذي طفقت تبشّر به شعب سورية .. صمامات الأمان هذه ، التي بثّتها العصابة لتخليد حكمها وتسلّطها على شعب سورية إلى الأبد .. كم تثبت في مواجهة الطوفان البشري الهادر، إذا تفجّر في شوارع المحافظات السورية ، وسطها ، وشرقها ، وشمالها ، وجنوبها..!؟ كم يبقى من هذه الصِمامات ثابتاً ، في المدينة التي هو فيها ، والقرية التي يتحكّم بأهلها ، والبلدة التي يبتزّ أبناءها ، ويَفرض عليهم الحكم الفرعوني المقيت ، وفرعونيتَه هو ، الصغيرة البائسة !؟

  إذا كان مجرمو آل أسد ، ظنوا أن طول الرعب ، أفرغ سورية من رجالها ، أصحاب المروءة والنخوة ، وشبابها الذين تتفجّر نفوسهم حيوية وحمية وإباء .. فـبئس ما ظنّوا وما حسبوا ..! ونرجو أن يروا نتائج سوء حسابهم ، قريباً ، بل قريباً جداً ، بإذن الله ، إذا لم يهبّ العقلاء مِن حولهم ، لشَكم عـُرامهم ، وإعادتهم إلى صوابهم ! وإلاّ فإن سعي ابن الأسد ، إلى تحويل أبناء سورية ، عن عبادة الله الواحد الأحد ، إلى عبادته هو .. سيحول سورية إلى جحيم ، على رأسه ، ورؤوس زبانيته ، الذين يروّضون له الناس في الشوارع والسجون ، ليألفوا عبادته ، ويستمرئوها ، ويصبحوا مجرّد قطعان بليدة ، يسخّرهم كما يشاء،  ويذبح منهم من يشاء ، متى يشاء ..!

 ولله درّ المتنبّي ، القائل قديماً :

ويْلمّها خُطّةً ، ويْلُمِّ قابِلِها    لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْريَّةُ القُود

ولله درّ بدوي الجبل ، القائل حديثاً :

يَسومنا الصَنَمُ الطاغي عبادتَه    لنْ تَعبدَ الشامُ إلاّ الواحدَ الأحَدا

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ