ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 24/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

في الاستفتاء

دكتور عثمان قدري مكانسي

لو سألنا : لم الاستفتاء في أمر من الأمور ؟ كان الجواب لمعرفة رأي المستفتى، والاستفادة مما يُقال للوصول إلى رأي أكثر صواباً .

فهل ينطبق هذا على ما يجري في سورية الآن من دعوة الشعب السوري إلى الاستفتاء على رئاسة بشار لسورية سبع سنوات أخرى ؟

وليكن بعض جوابنا إجابات عن أسئلة أخرى تعضد الموقف وتوضح المقصود :

أيكون الاستفتاء على أمر قبل إنفاذه أم بعد إنفاذه ؟

أيقبل المستفتي نتيجة الاستفتاء لو خالفت ما قرره ؟

وهل يكون الاستفتاء للوصول إلى الحق والعمل به أو هو حشد للآراء بما يريد من قرار اتخذه؟

وهل يكون فرض ما يريده الآمر على مرؤوسيه من رغبات استفتاءً ؟

وهل يستدعي الاستفتاء صرف الأموال الطائلة ؟!

وأخيراً هل يكون فرض ما يريد المستفتي استفتاءً ؟

لقد اتخذت القيادة القطرية لحزب البعث - بناء على تسلطها على الحكم في سورية قراراً منذ أن استولت على  مقاليد الأمور في البلد المنكوب بها – أن رئيسها هو المرشح الوحيد لرئاسة الدولة . وعلى هذا فلن يسمح لأحد من المواطنين حتى لو كان من الحزب نفسه أن ينافس الرئيس في الترشيح لهذا المنصب . وهذا يعني أن القرار قد اتُّخذ وانتهى الأمر .. وليس لأحد أن يخالف وإلا كان مصيره الغياب عن الحياة في إحدى زنزانات المعتقلات المنبثة في أرجاء الوطن ، والتعذيب ، أو ينتهي إلى حفرة طولها متران وعرضها متر يبقى فيها إلى أن تقوم الساعة .

وحين يُتّخذ الامر فلا حاجة للاستفتاء فيه لأنه يكون لغواً لا طائل من ورائه ، واستخفافاً بالأمة واستهبالاً لها .

وماذا نسمي هذه التظاهرة الضخمة من الاستعداد للاستفتاء على رئاسة الجمهورية إلا :

1- استعراضاً للقوة الحاكمة في تدجين الشعب ، والرقص على آلامه وجراحاته. فما المسيرة المليونية إلا نوع من قهر الأمة والتسلط المخزي لها حين يؤمر الموظفون والطلاب أن يقتلوا أوقاتهم في أمر قضي وانتهى ، وما على الناس إلا أن يقولوا سمعنا وأطعنا . وما هذه المظاهر التأييدية الكاذبة إلا ضحك على الذقون .

2- تأليه الحاكم الفرد ، وإشعار الشعب أنه لا يملك من أمره شيئاً . وإنشاء أمة منافقة يسعى أفرادها إلى نيل مرضاة الحاكم والتسبيح بحمده ، مع أنه لم يقدم لها في مسيرته خلال سبع السنوات السابقة غير الخسارة على الصعد الداخلية والخارجية العربية والعالمية ، كما أنه لم يكن له برنامج معلن يحققه أثناء توليه السابق واللاحق ، ولن يستطيع أحد أن يذكر برنامجاً حدده بشار أثناء ولايته السابقة ولا اللاحقة .

3- إن الدول التي تحترم نفسها والشعوب الحرة لا ترضى أن يُسلب حقها في حاكم تختاره من بين المرشحين الذين يطرحون برامجهم عليها لتختار حاكمها من بين الأكثر نضوجاً والأصدق وعوداً ، ثم تحاسبه بعد ولايته على ما فعل بأن تجدد له أو تسقطه وتسائله عما فعل وخطّط ، ولا يعرف الفائز في الانتخابات فوزه إلا بعد فرز الأصوات ، أما في سورية ، فما من مؤسسة صغيرة أوكبيرة إلا يتبارى المسؤولون فيه ومن دونهم إلا التسبيح بحمد الحاكم الذي أعلن مجلس الشعب انتخابه قل أن يدخل قاعة المجلس ! فالأوامر هكذا صدرت إليه وما على أعضائه " المعينين " – فآخر الإحصائيات أعلنت أن نسبة المنتخبين لم تتجاوز خمسة بالمئة – إلا أن يبصموا .. وهكذا كان .

4- والمحزن حقاً أن الحاكم الفرد في بلادنا على الرغم من استلابه كرسي الحكم يلذ له أن يصرف أموال الأمة على التهليل له والتكبير ، ففي كل يوم يُصرف على مهزلة الاستفتاء – كما ذكر المطلعون – خمسون مليون دولار  ، واضرب الخمسين يوماً  التي تسبق الاستفتاء بخمسين مليون دولار لترى الخسارة الفادحة لشعب منكوب بحكامه الفاسدين . ولا ننس أن نسبة الفقر في سورية عالية ، والبطالة متفشية أرغمت الشباب على الهجرة إلى البلاد العربية الخليجية والدول الأوربية للبحث عن الرزق  ، في حين يتبطر الحاكم وبطانته في الإسراف والتبذير على استفتاء هزلي يجعل قلوب الجماهير تقطر  ألماً ودماً ويجعل دخلهم ينكمش ويقل . فهل يستحق هذا الإسراف إلا الحجر على أصحابه ، والشك في عقولهم وتصرفاتهم ؟! .

5- إن كثرة الاحتفالات دليل على فراغ الحاكم وسوء إدارته ، وهو بهذا يغطي على ضعفه هذا بإشغال الناس فيما لا يفيد  وإلا فما معنى أن تجد الملصقات التي تمجد بذاته بادعاءات كاذبة تملأ كل زاوية وركن ، وكل شارع وزقاق ، ويجند لها جيوش من العاملين ، والنتيجة واضحة لا تحتاج ذكاء ولا فهماً !!

عهدنا بالشعب السوري عاقلاً حكيماً  ، وحراً نبيلاً . لا يرضى أن تحكمه فئة ضالة ، ولا لصوص متنفذون سرقوا البلاد ، وظلموا العباد .........

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ...... فلا بد أن يستجيب القدر 
ولا بد لليـل أن ينجــلي .....ولا بد للقيـد أن ينكسـر

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ