ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/05/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

فلسطينيو حيفا في سوريا

علي بدوان*

عشية الحادي والعشرين من نيسان / ابريل 1948 بدأت العصابات الصهيونية حملة تطهير عرقي كامل لمدينة حيفا في فلسطين. العملية أُوكلت مهمتها إلى لوائي كرملي واسكندروني، صفوة التشكيلات في الهاجناه ومعهما قطعات من البالماخ ( الصاعقة الصهيونية). العملية دعيت بعملية " المقص " ثم أستتبعت بعملية دعيت  " إزالة الخبز المختمر " أو " بِعور حَميتس " باللغة العبرية، ويعني هذا التعبير بالعبرية التطهير العرقي الكلي، وهو ما أشار اليه كتاب ايلان بابيه (التطهير العرقي).

 مدينة حيفا، عروس البحر الأبيض المتوسط وفردوس فلسطين المغتصب، أستبيحت على يد قوات الهاجناه العسكرية الصهيونية من لواء كرملي ولواء اسكندروني، ومعها مجموعات البالماخ (الصاعقة الصهيونية) حيث كانت المدينة قد دكت قبل أيام من اختراقها بالمدافع والنيران (قاذفات اللهب)، وكان الترويع المبكر لسكان المدينة العرب في كانون الأول 1947 قد دفع كثيرين من أبناء النخبة الفلسطينية إلى مغادرة المدينة، ريثما يعود الهدوء إلى مدينتهم. في ظل صمت قوات الانتداب البريطاني التي دفعت وشجعت الفلسطينيين على الخروج وفق ثلاث اتجاهات : الاتجاه الأول عبر البحر بواسطة السفن، والاتجاه الثاني عبر الطريق البري نحو مناطق مدينة عكا ومن ثم الى لبنان، والاتجاه الثالث عبر الطريق الآخر نحو العمق الفلسطيني وسوريا والأردن. وكانت العصابات الصهيونية قبل ذلك قد أستباحت مناطق قضاءها، حيث تم اقتلاع وتدمير نحو (47) بلدة وقرية من قضاءها، وارتكاب المجازر فيها، وتشريد أبناءها نحو ( لبنان، الضفة الغربية، الأردن، سوريا، العراق).

استهدفت العملية اليهودية في مرحلتها الأولى المنطقة المحيطة بحيفا، وأُطلق عليها الاسم الرمزي" المقص " أو " مِسْبارايمْ "، الذي يشير إلى حركة كماشة وإلى فصل المدينة عن الأرياف المحيطة بها. وبما أن حيفا كانت ميناء فلسطين الرئيسي، فإنها كانت المحطة الأخيرة في مسار الانسحاب البريطاني. وكان من المتوقع أن يبقى البريطانيون حتى آب (أغسطس)، لكنهم قرروا في شباط (فبراير) 1948 تقديم موعد الانسحاب إلى أيار. وبالتالي، فإن أعداداً كبيرة من الجنود البريطانيين كانت موجودة في المدينة، وكان لا يزال لديها السلطة القانونية، ويمكن للمرء أن يضيف الأخلاقية، لفرض القانون والنظام العام فيها. لكن سلوك هؤلاء الجنود، كما اعترف بذلك كثير من الساسة البريطانيين في وقت لاحق، شكل واحداً من أكثر الفصول مدعاة إلى العار في تاريخ الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط. وقد بدأت الحملة اليهودية لبث الذعر في القلوب في كانون الأول، واشتملت على قصف عنيف، ونيران قنص، وأنهار من النفط والوقود المشتعل المتدفقة من أعالي الجبل إلى الأسفل، وبراميل مملوءة بالمتفجرات، وتواصلت طوال الأشهر الأولى من سنة 1948، لكنها اشتدت في أوائل نيسان. وفي 18 نيسان، استدعى الميجر جنرال هْيو ستوكويل، قائد القطاع الشمالي البريطاني، الذي كان مقره في حيفا، ممثلي السلطات اليهودية في المدينة وأخبرهم أن القوات البريطانية ستنسحب خلال يومين من مراكزها داخل المدينة، وهكذا أصبح الطريق مفتوحاً أمام تطهير حيفا من العرب.

كان ستوكويل، القائد البريطاني، على علم مسبق بالهجوم اليهودي الوشيك، واستدعى في وقت مبكر من اليوم نفسه " القيادة الفلسطينية " في المدينة للتشاور. وقابلته مجموعة من أربعة أشخاص منهَكين، أصبحوا قادة المجتمع العربي وقتئذ، مع أن أياً من المناصب التي كانوا يشغلونها رسمياً لم يهيئهم للحظة التاريخية الحاسمة التي تجلت في مكتب ستوكويل في صبيحة ذلك اليوم. وتظهر مراسلات سابقة بينهم وبين ستوكويل أنهم كانوا يثقون به بصفته حامي القانون والنظام في المدينة. وإذ بالضابط البريطاني ينصحهم اليوم بأن من الأفضل لشعبهم أن يرحل عن المدينة.

مكبرات الصوت اليهودية تحث النساء والأطفال الفلسطينيين على الرحيل قبل فوات الأوان، بينما في أجزاء أُخرى من المدينة كانت مكبرات الصوت تبث رسالة مناقضة تماماً صادرة عن محافظ المدينة اليهودي، شبتاي ليفي، الذي كان شخصاً محترماً بحسب جميع الروايات بما في ذلك ما أكده البعض من المسنين من أبناء مدينة حيفا الذين ألتقيتهم في مخيم اليرموك قرب دمشق، والذي توسل إلى الناس كي يبقوا، ووعدهم أن أي أذى لن يلحق بهم. لكن مردخاي مَكْليف، قائد عملية لواء كرملي، وليس ليفي، كان صاحب القرار. وقد نسّق مَكْليف حملة التطهير، وكانت الأوامر التي أصدرها إلى قواته واضحة وبسيطة: اقتلوا كل عربي تصادفونه، واحرقوا جميع الأشياء القابلة للاحتراق، واقتحموا الأبواب بالمتفجرات.

وعندما زارت غولدا مئير، واحدة من القادة الصهيونيين الكبار، حيفا بعد أيام قليلة، وجدت من الصعب عليها في البداية أن تكبت إحساساً بالرعب عندما دخلت البيوت حيث كان الطعام المطبوخ ما زال على الطاولات، والألعاب والكتب التي تركها الأطفال على الأرض، وحيث بدا الأمر كأن الحياة تجمدت في لحظة واحدة.

في الساعات الأولى من فجر يوم 22 نيسان، بدأ الناس يتدفقون إلى الميناء والى باقي معابرالخروج من المدينة. وبما أن الشوارع كانت في ذلك الجزء من المدينة شديدة الازدحام بالناس الساعين للنجاة، فإن القيادة العربية التي نصبت نفسها قيادة حاولت أن تدخل شيئاً من النظام إلى الفوضى العارمة. وكان في الإمكان سماع مكبرات الصوت تحث الناس على التجمع في السوق القديمة المجاورة للميناء، والبحث عن مكان آمن هناك إلى أن يصبح في الإمكان ترتيب إخلاء منظم عن طريق البحر. 

سقطت مدينة حيفا وأستبيحت، وسقط المئات من أبناءها بيد العصابات الصهيونية، فأمتلاءت حواري المدينة وشوارعها بجثث الشهداء الذين جروا دفنهم في المقبرتين الاسلامية والمسيحية على يد من تبقى من أبناء المدينة، ومنهم قاسم عابدي ( توفي عام 1991 في حيفا عن عمر 100 سنة) المواطن الفلسطيني الذي رفض الخروج من المدينة، فقضى أعوام بعد حين في سجون الاحتلال ابان فترة الحكم العسكري الذي طبق بحق ماتبقى من الفلسطينيين في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 وحتى العام 1961، حيث يعيش البعض من أحفاده في مخيم اليرموك وفي مدينة دمشق.

سقطت مدينة حيفا، المركز السياحي الحيوي لفلسطين الى جانب المركز الاقتصادي المتمثل مدينة يافا، فدمرت مرافقها، ونهبت متاجرها، وتم الاستيلاء على أسواقها العامرة، وسيطرت القوات الصهيونية على ميناء حيفا الاستراتيجي بعد أن سلمتها اياه قوات الانتداب البريطاني، وسلمتها مصفاة النفط الاستراتيجية ( مصفاة الفينري) التي كانت تتغذى من خط النفط السعودي ( التابلاين).

بلغ عدد سكان المدينة في نيسان 1948 مايقارب (170) ألف نسمة، منهم (60) ألف نسمة من لبنان وسوريا، (20) ألف من اليهود الفلسطينيين ومن المهاجرين من يهود أوربا، و (90) ألف فلسطيني بقي منهم بحدود (10) آلاف نسمه في الحي القديم المسمى وادي النسناس وفي جواره المحيط، ودخل الى سوريا قرابة (7) آلاف نسمة، بينما استقر باقي أبناء المدينة في الأردن ولبنان والضفة الغربية وباقي دياسبورا الشتات والاغتراب، بينما لجأ الى قطاع غزة قسم من عائلة الأسود. وفي الواقع الحالي فان أعداد أبناء مدينة حيفا في سوريا يتجاوز (30) ألف نسمه، أما أبناء قضاء حيفا، فينوف على (160) ألف نسمة ويعودون في أصولهم الى القرى والبلدات التالية :

إجزم ، ام الزينات ، قيسارية ، بلد الشيخ ، الجلمة ، صبارين ، الصرفند ، الطنطورة ، طيرة حيفا ، عين حوض ، عين غزال ، شفاعمرو ، كفر لام ، خربة المنسي ، هوشه ، الياجور، وعرة السريس ، الفريديس ، عرب الزبيدات ، ابو زريق ، عتليت ، طبعون ، حواسه ، غبية ، لد العوادين ، ام راشد ، السنديانة ، غبيات ، ابطن ، قبارة ، قنير ، خربة السركس ، صفر ، سعادة ، قنبازة ، عرب السعادة ، المزار ، غبية الفوقا ، عبلين ، منارة ، غوارنة ، كساير ، عرب الرمل ، وادي الصليب ، عسفيا ، عبلين ، جبع الساحل . 

وفي سوريا يتركز وجود أبناء حيفا ( المدينة) في قلب مدينة دمشق، وفي مخيم اليرموك ومخيمي النيرب في حلب ومخيم الرمل قرب مدينة اللاذقية. أما أسماء عائلات مدينة حيفا التي لجأت الى سوريا ومختلف بقاع الأرض، فهي :

عابدي، الحاج، سقيرق، القزق، القلق، نفاع، بدوان، قرطان، مياسي، كريميد، دمريه، الطحان، أبوسالم، داورجي، شرفي، البيك، الأكحل، الديك، الكسيح، حوا، حرو، غزاوي، عودة، أبو هواش، رنو، شبلاق، المختار، مسمار، الحسن، القلعاوي، كيلو، القارورة، الخطيب، الهاني، القسام، عبد الرحمن، الخمره، أبو دبوسة، دبوس، العجوز، أبو سراج، التمساح، ديب، سلامة، شتا، البرد، البحاري، توني، الكرمي، جانا، حاج ابراهيم، الناطور، أبو زيد، أبو يونس، الجارحي، طوبي، أبوطه، شعبية، الأسود، برهم، صليبا، فياض، الحاج أحمد، خشان، الصلح، أبو رقبه، عطية، خطاب، الحافي، سرور، اليتيم، بريشة، سعد الدين، صوان، حماده، عبد الفتاح، شنار، أبو النيل، مخلص، الأخ، أبو زيتون، كمال، توما، الشرقاوي، التعمري، خميس، السابق، منصور، صوان، المغربي، عكاشه، زعبلاوي، محمد شريف، عامر، نورالله، سخنيني، رملاوي، الحاج خليل، سحاني، دلول، الحاج حامد، أبوجراس، الخياط، أبورحمه، عبد الله، حبيبي، السعد، حوراني، حداد، أبو داهش، كيلاني، عقيله، الخرسانه، الحاج علي، مراد، خلف، شنكل، حسون، ملحس، معاني، ستيتيه، الغلاييني.

*كاتب فلسطيني / دمشق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ