ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 30/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

نحن الكرد...صراعنا ضد مَن؟

ضد الشعوب أم ضد سياسات وأنظمة؟

إبراهيم درويش

info@syriakurds.com

كل عقلاء السياسة والاجتماع متفقون على أن الخطأ لا يعالَج بالخطأ،وأن الحكمة توجب على صاحب الحق أن يتوجّه باللوم والنضال واسترداد الحق إلى مَن يأخذ حقه أو يغتصبه. أما أن يصوّب قلمه أو ريشته أو مخرزه في عصر الذرة والصواريخ العابرة للقارات(لأنه في موقف الضعيف ولا يملك سلاحاً)إلى كل الناس الذين ينتمون إلى بلد الغاصب...فهذا ليس من الحكمة والعقل والسياسة في شيء. فهناك في بلد الظالم مَن يتعاطف مع المظلوم ومن يتمنى للظالم الهلاك وزوال السطوة،ثم تأتي أنت بطيشك وردود أفعالك فتساوي بين مَن يعتدي عليك ومَن يطالب معك بحقك ويقف إلى جانبك ...فإن هذا لهو الحمق المبين،وإن هذا من أسباب الإخفاقات الكردية المتكررة عبر التاريخ!!

هذا بالنسبة لأمر بسيط ومحدود التأثير والساحة وأطراف الصراع.أما بالنسبة للقضية الكردية ذات الذيول والتشعّبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية،وذات الامتدادات والتأثيرات المحلية والإقليمية والدولية،والتي تعدّ من أكثر الصراعات عمراً ومأساوية وتداخلاً...لاشك أن الأمر يتطلب المزيد والمزيد من الحكمة والحنكة والسياسة والابتعاد عن ردود الأفعال.

   

صراعنا ضد من؟

ينبغي أن يكون واضحاً لكل كردي يتصدى لمعالجة القضية الكردية،ويدافع عن الشعب الكردي،ويعمل على تحقيق المطالب الكردية العادلة ـ بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الديني أو المذهبي ... ينبغي أن يكون واضحاً لديه أن صراعنا نحن الشعبَ الكردي ليس ضد الشعوب المسلمة التي تجاور الشعب الكردي وتخالطه وعاشت  معه منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان،في السراء والضراء، يستظلون جميعاً بظلال الأخوة الإسلامية الوارفة،مع ما تخلل من تجاوزات واختلالات أثناء العيش المشترك الذي امتد لهذه القرون المديدة،لم يكن الإسلام أبداً مسؤولاً عنها،وإنما الانحراف عن مبادئه ومُثُله.

فالأحزاب والتنظيمات و الشخصيات الكردية التي يُعتدّ بها وبدورها وشعبيتها كلها،في جميع أجزاء كردستان، تتفق على أن الشعب الكردي يعمل على استحصال حقوقه السياسية والاقتصادية والثقافية ضمن نطاق الكيانات السياسية القائمة حالياً،وأنه ـ أي الشعب الكردي ـ لن يكون عامل المزيد من التقسيم والتشرذم والتشظي لجسم الأمة الإسلامية،في وقت تتجاوز أرقى الدول وأكثرها تقدماً وإمكانيات المفهومَ القومي والعنصري للدولة إلى فضاءات أرحب وأوسع،كما هو الشأن في الاتحاد الأوربي وغيره،لأنها أدركت أن لا حياة لها في عصر العولمة والشركات العابرة للقارات إلا في ظل تكتلات عالمية كبرى.

انطلاقاً من هذه الرؤية،ومن هذا الثابت في الذهنية الكردية المعاصرة فإن أي صوت كردي يثير النعرات القومية،أو ينال من الشعوب التي يحتكّ بها الشعب الكردي،مثل العرب والترك والفرس وغيرهم، إنما هو صوت يغرّد خارج السرب الكردي،ولا ينبغي أن يعلو ويُحدِث المزيد من العداوات للكرد وقضيتهم العادلة.

من هذا المفهوم للصراع، عندما يأتي أحد ما ويجعل الأتراك كلهم،بعلمانييهم ومتدينيهم،واشتراكيهم وليبراليهم،بعسكريهم ومدنيّهم في سلة واحدة،ويصوّب إليهم جميعاً سهامه وكلماته النارية، فإنه بفعلته هذه يسيء للقضية الكردية أكثر مما يحسن،ويحوّل وجهة الصراع من كونه نضالاً لتحقيق مطالب كردية  مشروعة إلى صراع قومي بين شعوب المنطقة، الخاسرُ الوحيد فيه هم الكردُ لا غيرهم!فهل ندرك مخاطر أن يتحول الصراع إلى قومي؟ وهل هذا في صالحنا؟

وعندما يأتي كردي آخر ويصف ما يتعرض له الكرد من سياسات عنصرية بغيضة على يد النظام السوري الحالي على سبيل المثال...يصف ذلك  بـ"الاستعمار العربي الصلف"،فإنه بقولته هذه كذلك قد وضع العرب جميعاً في سلة واحدة،المتعاطفين مع الكرد ومطالبهم والمنادين بتحقيقها، مع أولئك الذين يدعون ليل نهار أن يطيل الله عمر هذا النظام ليظل سيفاً مصلتاً على رقاب الكرد!!فأيّ منطق هذا؟ وأي سياسة هذه؟وماذا نكسب نحن الكرد عندما نوسّع من دائرة مَن نستهدفهم بمعاركنا الإعلامية؟هل الحكمة في هذا؟ أم في أن ندين السياسات غير الإنسانية التي تمارَس ضدنا ونطالب بحقوقنا المشروعة دون التعرّض بسوء للشعوب التي تتعاطف معنا وتتبنى قضايانا العادلة ؟ هل القضية من أولها إلى آخرها قضية استعمار ومستعمرات،أم قضية إخوان لنا بغوا علينا ويريدون صهرنا في بوتقتهم،في جهل منهم وسوء فهم لمنطق الأخوة ولمبدأ القرآن الكريم:"ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم"،وللمدلول القرآني:"يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا،إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

إننا يجب أن نستفيد من تجاربنا وتجارب الآخرين،فإن العاقل مَن يتّعظ بغيره،والأحمق مَن يتّعظ بنفسه،والأشد حمقاً مَن لا يتّعظ بغيره ولا بنفسه ويبقى حقل تجارب.وإلا بقينا خارج التاريخ والسياسة ودائرة الفعل المؤثر .

إننا يجب أن نعرف ماذا نريد،ونعرف كيف نصل إلى ما نريد،يجب أن نفرق بين العدو والمحايد والصديق،وإلا فقدنا  آخر نصير لنا،وليس ثمة مَن يبكي علينا.

 إننا يجب أن لا تتداخل عندنا الألوان وتنعدم الرؤية،حتى لا نكون كمن يحتطب في الليل،فيتناول الحية على أنها حبل،والعقرب على أنها حطب!!!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ