-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  25/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دفاعاً عن الحقيقة

الهاشمي بين إنصاف التاريخ وافتراءات الخصوم

الكاتب: ميلاد اسكندر يوسف

منذ فترة طويلة وأنا مهتم بمتابعة ما تتناوله المواقع المختلفة ومنها ((كتابات )) بمختلف الأسماء والعناوين، وبالرغم من التفاوت الواسع بين مستوى تلك الكتابات، إلاّ أنني أتمنى أنْ تستمر (( كتابات )) في تصحيح مساراتها بما يخدم القضية الوطنية العراقية، وليس الانسياق وراء الحط من قيمة الخصوم في الميادين المختلفة..

 

إنّ هدفنا السامي هو الوصول إلى الحقيقة المجردة .. وإنْ كان ذلك صعب المنال، في ظل الجهود المطلوبة في البحث والتمييز بين الغث والسمين من هذه الكتابات، وندعو الكتاب المساهمين في هذا الموقع أنْ لا يسمحوا بجر مستواه إلى الهبوط والتردي من خلال الإساءات المتبادلة التي لن تجد لها مكاناً في ذاكرة القراء.

 

وأؤكد للقراء الكرام أولاً بأني لست شيعياً ولا سنياً.. وهمي الأول هي القضية الوطنية، أما المسألة الطائفية فلست معنياً بها لا من قريب ولا من بعيد، ولكني أجد أنّ من حق الأجيال علينا نحن أبناء هذا الجيل انْ نعينها على كشف الحقيقة فحسب.. ومن ذلك تدوين تاريخ هذه الحقبة المظلمة من تاريخ العراق، التي تشمل التدقيق في سير الرجال والقادة.

 

ولا أخفي على القراء بأني أتطلع إلى تأسيس مركز متخصص في سير القادة والزعماء العراقيين. منطلقاً في ذلك المسعى من القناعة بأنّ المصلحة الوطنية تقتضي الاعتزاز بالوطنيين من القادة وبما يعزز الشعور الوطني.. وبالتالي يخدم لحمة البلاد ووحدتها، وتدخل ضمن هذا السياق مهمة تقصي تاريخ وأنشطة تلك القيادات، بغض النظر عن مواقفها وآرائها التي قد تتوافق أو تتعارض مع توجهاتنا وآرائنا، ولذلك تجدنا نحرص على المعلومة المجردة.

 

وأكرر بأن ما دفعني للكتابة في هذا الميدان هو المقالات والمناقشات والسجالات التي تشهدها الكثير من المواقع الألكترونية، والجدل بشأن الشخصيات السياسية العراقية أمثال المالكي، الطالباني، الهاشمي، الجعفري وعلاوي .الخ

 

لقد لاحظت اهتماماً وتركيزاً على شخصية طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي. وكم كنت أتمنى لو أني قرأت معلومات واقعية، بعيدة عن أسلوب التجريح والشتم والسب، لكن ما تمنيته ذهب أدراج الرياح، وفي الوقت نفسه دفعني للبحث والتقصي عن هذه الشخصية المثيرة للجدل أو هكذا حاول من كتب فيه..

 

الشيء الملفت للنظر أنّ تلك الكتابات لم تتحدث عن حاضر الهاشمي، وأنا كباحث لم تقع عيني على ما يمكن أنْ يسيء إليه منذ أن برز اسمه كأحد أقطاب السلطة في العراق عام 2006. بل أنها أخذت تلف وتدور حول ادعاءات لا تقوى على الصمود أمام الشواهد وشهادات الشهود القريبين من الرجل.

 

ومن الأمثلة على ذلك كتابات من نسق واحد وربما تكون وراءها جهة واحدة بالرغم من أنها نُسبت لأسماء مختلفة ( فواز الفواز، أحمد العلي، عدنان حسين ).. وبالرغم من أنّ الكتابات البحثية لا يمكن أنْ تأخذ مثل هذه الكتابات كمرجع رصين، ولكنني آثرت إلاّ أنْ أطلع على مكوناناتها..

 

ومن أجل الإحاطة بالموضوع فقد أمضيت أكثر من سنتين من الجهود الكبيرة للعثور على عدد من الذين عاصروا الهاشمي أو عاصرهم الهاشمي داخل وخارج العراق.. وناقشت معهم الأقاويل التي حاولت أنْ تسيء لسمعة الرجل ومنها (( أنّ الهاشمي باع أسئلة الامتحانات بخمسة دنانير..!! أو أنه باع شهادات الماجستير في العلوم العسكرية ..!!..أو أنه تم طرده من الخدمة بسبب جريمة مخلة بالشرف ..))

 

لقد فاجأتني ردود أولئك المعاصرين أو لنقل زملاء المهنة من العسكريين المتقاعدين الذين ردوا علي والحسرات تملأ صدورهم...

 

أحدهم ( أبو محمود ) قال.. ماذا باع الهاشمي بالضبط؟؟.. وأنا متأكد أنه لم يبع شيئاً مما يقولون..؟؟ قلت أنّ التهمة أنه باع أسئلة امتحانات للطلبة العرب..؟؟ فرد ( أبو محمود ) بتساؤلات أخرى.. من هم أولئك الطلاب العرب..؟؟ ولماذا يبيعها للعرب وليس للعراقيين في وقت كان فيه المستوى المعيشي للعراقيين أعلى من الكثير مما كان لكثير من العرب..؟؟.. ومتى وأين التقاهم..؟؟ وكيف تم توثيق السعر..؟؟.. وبخمسة دنانير..؟؟!!.. وما هي المحكمة العسكرية التي قاضت الهاشمي وأصدرت حكمها بطرده..؟؟ ومتى جرت المحاكمة إذا كانت قد جرت أصلاً..؟!

 

هل يعقل مثل هذا الكلام..؟؟ بخمسة دنانير..!! ويكفيك أنْ تراجع أرشيف سجلات الرواتب لتلك الفترة التي أعقبت تأميم النفط في العراق، لتجد بأنّ الضابط العراقي الذي يحمل رتبة مقدم كان يحصل على راتب قدره 200 دينار، وهو مبلغ كبير في السبعينات من القرن الماضي...إذن لماذا لم يبع الهاشمي لضباط عراقيين..؟؟!!

 

أما الشخص الآخر الذي التقيته فهو ( أبو مازن ) أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية الذي وصف ما نقلته بأنه (( مجرد هراء )) وأضاف أنا لم أكن من أصدقاء الهاشمي، ولكني كنت مهتماً بالمعلومات التي ترد عنه.. وأعتقد بأنّ هذه الإدعاءات التي ذكرتها هي ادعاءات متهافتة ولا تجد لها مصداقية لدى أحد.. خصوصاً وأنّ الرتبة التي كان عليها الهاشمي وخدمته في كلية الأركان لا تسمح له بوضع أسئلة امتحانية، وإنما الذين يضعونها هم الضباط من أصحاب الرتب الكبيرة..!!..فضلاً عن الإدعاء الآخر حول الشهادات..

 

أما ( أبو يعرب ) أحد ضباط الأركان اللامعين ومن كبار البعثيين وهو على إطلاع كما يبدو بإحالة الهاشمي للتقاعد، فحدثته عن أسباب طرد الهاشمي من الخدمة العسكرية، واللغط الذي يثار بين الحين والآخر بشأنها، فقال.. بأنّ سجل خدمة الهاشمي الذي دققته بنفسي لا يؤيد تلك الأقاويل.. والجريمة المخلة بالشرف تستدعي حكماً جنائياً وقراراً من المحكمة، والهاشمي لم يقدم للقضاء..!!.. فضلاً عن كل ذلك فان أجهزة السلطة آنذاك كانت من القوة بمكان بحيث لم يكن بإمكان أحد مثل الهاشمي ـ الذي كان أحد خصوم النظام ـ أنْ يفلت من ملاحقة البعث وأجهزته التي كانت ترصد كل شاردة وواردة، ناهيك عن قضايا مثل (( بيع أسئلة امتحانية أو شهادات، وكذلك جريمة الاتصال سراً بضباط عرب )).. وهي جرائم تستوجب الإعدام. وكلية الأركان كانت تعج بالبعثيين في ذلك الوقت طلبة ومعلمين وإداريين.

 

ويضيف ( أبو يعرب ) أقول لك وأنا مطمئن من دقة معلوماتي بأنّ الهاشمي كان متفوقاً في الكلية العسكرية وتسلسله (12) على دورة كانت تضم أكثر من (200). كما كان متفوقاً في دورة أسلحة المدرعات في معسكر ( لالورث/بريطانيا) واطلعت بنفسي على نسخة من التقرير المحفوظ بإضبارته الشخصية، واعتبرت درجاته في حينه فوق المعدل.. وهكذا كان بالنسبة لدوراته في الهند وجيكوسلوفاكيا. أما تفوقه في كلية الأركان فقد كان تسلسله الثاني، وحصل على درجة (أ) وحصل على قدم سنتين.

 

لقد أصبت بالذهول وأنا أتنقل بين تلك الشخصيات، وهي تدلي بشهاداتها عن شخصية عراقية، وقلت في نفسي هل يعقل أنْ أصادف مثل هذه الشخصية في هذا الزمن الرديء .

 

لكل ذلك سعيت بشكل شخصي وبجهود ذاتية لأستكمل تحرياتي عن الهاشمي، فراجعت سجلات الجامعة المستنصرية ( المسائي )، وتأكدت أنه نال شهادة البكلوريوس بتقدير جيد، كما تأكدت من حصوله على الماجستير بدرجة امتياز من كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة بغداد.

 

وكنت سابقاً قد استثمرت إحدى زياراتي لبريطانيا فتأكدت من تسجيله على شهادة الدكتوراه في جامعة بلايموث عام 1989م، وبسبب رفض منحه سمة الدخول ـ بعد غزو الكويت ـ طلب إليه مناقشة أطروحته في بغداد لكنه رفض ذلك.

 

وهنا تأكد لدي بطلان الإدعاءات بشأن تحصيله العلمي والشهادات التي نالها في مراحل حياته المختلفة.

 

وفي الكويت أتيحت لي الفرصة للقاء بعدد من زملائه الذين عملوا معه في الشركة العربية المتحدة للملاحة، ومنهم ( أبو مبارك ) فسألته عن سمعة الرجل ونزاهته، فقال.. كان الرجل موضع ثقة وثناء زملائه، وأكد أنه كان مسؤولاً عن التسويق والتجارة في الشركة وكان يدير ملايين الدولارات..

 

وأنا أستذكر تلك المعلومات أصابني الألم من الإدعاء بأنه باع أسئلة بخمسة دنانير..وقلت لنفسي أنّ رجلاً صمد أمام إغراءات الملايين لا يمكن أنْ تتلوث يداه بدراهم بائسة..

 

إنّ كل ما ذكرته أصبح شيئاً من تاريخ الرجل، وإنما استعنت به لتأكيد استقامته وعصاميته، فبعد أنْ أصبح نائباً لرئيس الجمهورية ركز جهود مكتبه لإغاثة الفقراء والأيتام والأرامل والمعدمين، ولم يصدر من أية جهة حتى الآن ما يمكن أنْ يطعن في نزاهته..

 

وأقول بصراحة ربما كانت الصدفة وحوادث الزمن هي التي قادتني لأتقصى سيرة هذا الرجل، ولولا وقفته المشهودة مع العائلات الكلدوآشورية المهجرة في نينوى ـ وكانت ضمنها عوائل قريبة مني ـ ربما لم أذكر ما ذكرته.. لقد استغربت أنْ تصل معونات مكتب الهاشمي إلينا حتى قبل أنْ تصل معونات الكنيسة، وهو موقف غيّر الكثير من قناعاتي ودفعني لمزيد من التقصي والتحري عنه. وسأواصل التقصي عن بقية الشخصيات العراقية بكل تجرد من أجل الحقيقة فحسب.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ