-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  25/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المقاومة وهواجس اختزال القضية 

الفلسطينية في الانقسام

عائد الطيب

يتبادر على أذهان الكثيرين  من المتابعين للقضية  الفلسطينية هواجس أبرزها تتعلق بسؤال كبير يستحق التحقيق فيه والخروج بإجابات شافية ووافية له منعا لكل الالتباسات و ضمانا لوضوح الرؤية التي تحقق بلوغ الغايات والأهداف , هذا السؤال يتعلق بأن القضية الفلسطينية هل تم اختزالها في قضية الانقسام الفلسطيني و الحوارات ؟؟؟ هل أصبحت المقاومة الفلسطينية مجرد داعم لإنهاء هذا الانقسام أو المشاركة في التغلب عليه وهل أصبح ذلك هدفا للجميع حتى أصبح يشكل هاجسا يوميا لكل الشعب الفلسطيني بكافة توجهاته بل زاد عن ذلك بأن معظم الأحاديث اليومية تدور حول ذلك الموضوع و بات التطلع إلى اللحظة التي يتم الإعلان فيها عن عودة اللحمة و التوحد و تجاوز الجراح حلم يراود الغالبية

 

بداية نؤكد على أننا كلنا مع تكريس الجهود لمعالجة هذا الانقسام و كل الجهود التي تصب في ذلك الاتجاه هي جهود مباركة و ستؤتي ثمارها بإذنه تعالى , فحالة الانقسام هذه حالة طارئة على الشعب الفلسطيني و الذي أوجدها عوامل كثيرة تضافرت جهود عدة على إيجادها و دعمها لكي تحدث حالة الانقسام وللأسف انساق وراءها الجميع و أطراف الانقسام دون أن يدركوا أن ذلك جرف هاوية قد تتردى القضية الفلسطينية العادلة فيه و تتراجع عشرات السنين إلى الوراء  , والكاسب الوحيد من ذلك هو العدو الصهيوني تحقيقا لمبدأ استعماري قديم ( فرق تسد ) ففي حالة الانقسام تصبح الأطراف ضعيفة هشة مهما توفرت لها من مقومات القوة التي تتيح لها فرض رؤيتها على الطرف الآخر , فالأطراف جميعها خاسرة و لا يوجد أي طرف رابح فالجميع يدفع فاتورة حساب مطولة - بدون أن يتعمدوا ذلك - لصالح تمرير مؤامرات و مخططات العدو الصهيوني في تكريس سياسة الأمر الواقع وخلق وقائع جديدة على الأرض تحت دعاوي الانقسام و أن الفلسطينيين ليسوا مؤهلين لإدارة شئونهم و ليسوا طرف في المعادلة , فيمارس الحصار و القتل المنهجي و تغيير معالم الأرض و الأماكن المقدسة و غيرها , وعلى ذلك تدور الدوائر و يمضي العدو الصهيوني قدما في إجرامه و تعسفه و تجاهله لكل الأعراف و القوانين الدولية – التي تطبق دائما على الطرف الأضعف و التي لا نؤمن بها فنحن لنا شريعتنا الإسلامية وما دونها هباء ولكن نخاطب الآخرين بلغتهم التي يفهمون – ويلقى الدعم و المظلات بكافة أنواعها السياسية و الاقتصادية و العسكرية والإعلامية ويبقى دائما و أبدا على نفس السياسات التعسفية دون تراجع أو رادع

 

وهنا يأتي دور المقاومة الفلسطينية و - التي شاء لها الله أن يكون مزدوجا و في اتجاهين - الأول العمل على رأب الصدع بين أطراف الانقسام و بأسرع وقت ممكن فالوقت ترف لا نملكه في مواجهة المتغيرات المجنونة و العواصف المدمرة على قضيتنا الفلسطينية فلا ينبغي إضاعة مزيدا من الوقت في معالجة ذلك الأمر و إلا كان أمامنا أن نتنحى جانبا و ندع للآخرين زمام المبادرة و أن يقرروا مصيرنا و توجهاتنا و التي من المؤكد تناسب مصالحهم و توجهاتهم في المقام الأول و هذا هو المستحيل بعينه فلا يستطيع أي طرف أن يقود مسيرة الشعب الفلسطيني سوى أبناء و رجال الشعب نفسه 

 

الثاني يتعلق بالتصدي للعدوان و السياسات الصهيونية و يأتي ذلك من خلال اعتماد الجميع لنهج موحد ( نهج المقاومة ) في مواجهة العدو الصهيوني و التخلي عن كافة الخيارات الأخرى و التي ثبت أنها بدون نفع ولا جدوى و ثبت أنها تعيدنا للوراء بدلا من أن تدفعنا إلى الأمام .

 

إن دور المقاومة الفلسطينية يعني العمل بكل قوة على ألا يتم اختزال القضية الفلسطينية في قضية الانقسام  و هذا يتم بما سبق من دورها في اتجاهين على الرغم من الخناق و الحصار الذي يحاول العدو الصهيوني وحلفائه وضعها فيه من خلال اتفاقيات ومعاهدات دولية تعمل على منع وصول الإمدادات العسكرية والمالية لها و تناسوا أن المقاومة الفلسطينية تملك عبقرية الابتكار و مواجهة كافة الظروف و العمل في كافة المواقف و أنها تجد الدعم والتأييد الشعبي في الوقت الذي يعملون فيه على بث الدعايات الفاشلة و الحمقاء على أن المقاومة هي السبب في دمار الشعب الفلسطيني و في معاناته و أن الرخاء سيكون في حال عدم الدعم الشعبي للمقاومة في محاولة ساذجة و غبية للوقيعة بين من يحملون السلاح للذود عن قضيتهم و أبناء شعبهم و هذا لن يتحقق فالشعب الفلسطيني يملك من الوعي و الصبر والعزيمة و الثبات ما يكفل بتبديد كافة محاولاتهم المكشوفة و الممجوجة

 

وإننا نؤكد أن قضيتنا العادلة لا يمكن أن يتم اختزالها في الانقسام أو أي أمر طارئ آخر و ذلك لوجود المقاومة الأبية والتي هي قادرة على التصدي لكافة المؤامرات بالتفاف شعبها حولها فالعلاقة بين الشعب و المقاومة علاقة أمتن و أقوى من أن تنفصم فهي علامة الدم و المعاناة المشتركة و البطولة و الثبات حتى يحقق الله وعدا كان مفعولا

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ