-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  24/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أوباما – نتنياهو وخطوط التماس القادمة

عريب الرنتاوي

تذهب بعض التقديرات والتكهنات للقول بأن أزمة في العلاقات ستنشب قريبا بين إدارة أوباما الديمقراطية وحكومة نتنياهو اليمينية، والسبب وفقا لأصحاب هذه "النبوءات" يكمن في حجم الفجوة التي تباعد ما بين الجانبين حيال معظم ملفات الشرق الأوسط وازماته.

من وجهة نظرنا، تشكو هذه التحليلات من نقص شديد في المجالات التالية:

أولا: أن الخلاف والتباين بين واشنطن وتل أبيب أمر ممكن ومرجح، وبتفاوت بين ملف وآخر، أزمة وأخرى، بيد أنه ليس من نوع الخلافات القابلة للتحول إلى أزمات تنتج قطعا وقطيعة، بل وليس بالضرورة أن يصل إلى هذا الحد، وليس مؤكدا، وهذا هو الأهم، أن يكون بمقدور أوباما حتى وإن هو رغب، في تحويل الخلاف الأمريكي الإسرائيلي إلى أزمة في العلاقات الثنائية، لكل الأسباب التي نعرف وتعرفون.

ثانيا: أن القضية الفلسطينية وصراع العرب والفلسطينيين مع إسرائيل، ليست في صدارة أولويات إدارة أوباما، وهو وإن أبدى اهتماما مبكرا بهذه المسألة، فإنما فعل ذلك تحت ضغط "المذبحة" في قطاع غزة، وهو وبفرض صدق نواياه وصفاء سريرته، سيتعامل براغماتيا مع قضية عمرها يناهز المائة عاما، وسيدير ظهره لها، إذا ما شعر أن فرص التقدم على دروب حلها، تبدو صعبة للغاية، وإذا ما أيقن أن من الأفضل لإدارته صرف جهودها في قضايا قابلة للحل والتسوية.

ثالثا: أن الإدارة الأمريكية، ومن خلفها (أو من أمامها) إسرائيل، ليستا "مضغوطتين" لحل الأزمة الفلسطينية والتوجه لإنهاء الاحتلال للأرض العربية، فطالما أن بمقدور الولايات المتحدة الجمع بين انحيازها لإسرائيل وصداقتها للأنظمة العربية، طالما أن بمقدور أن إسرائيل أن تحتفظ بالأرض والسلام والاحتلال غير المكلف، فلماذا تقتلان وتصطدمان إحداهما مع الأخرى.

رابعا: من بين مختلف القضايا المتأزمة في المنطقة، يبدو الملف الإيراني وحده، قابل لكي يكون مادة "شد وجذب" بين حكومة نتنياهو وإدارة أوباما، فالإخيرة فتحت صفحة جديدة على ما يبدو، أو هي بصدد فتحها مع إيران، تقوم على الحوار والاحتواء والدبلوماسية، بدل الإقصاء والنبذ واللجوء إلى القوة أو التلويح باستخدامها، فيما نتنياهو – ليبرمان وحكومتهما الجديدة التي قد يشاطرهما فيها إيهود باراك، ترى أن البرنامج النووي الإيراني خط أحمر، لن يسمح لطهران باجتياز عتبته، فإن أمكن منعها بالطرق الدبلوماسية والعقوبات، كان به، وإن تعذر ذلك فاللجوء إلى خيار الحرب والحلول العسكرية سيكون أمرا لا مناص منه، كل ذلك في إطار زمني لا يتعدى ربيع أو صيف العام المقبل.

في هذا الملف، وفي هذا الملف بالذات، يبدو الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي أمرا ممكنا، فالولايات المتحدة ليست بوارد، ولا هي قادرة إن أرادت، على شن حرب ثالثة في المنطقة، وضد إيران هذه المرة، أولا: لأن الشعب الأمريكي كره الحرب بعد هزيمتين متتاليتين في العراق وأفغانستان، وثانيا: لإن إيران ليست لقمة صائغة في فم الولايات المتحدة، والحرب عليها ستكون أعلى كلفة وأشد ضررا من حربي أمريكا السابقتين، وثالثا: لأن الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تضرب الولايات المتحدة تجعل خيار شن حرب جديدة بمثابة التوطئة لإعلان إفلاس الامبراطورية الأمريكية وانهيارها.

أما إسرائيل، فإنها تنظر لـ"القنبلة الشيعية" بوصفها خطرا وجوديا على إسرائيليا، وكذا الأمر بالنسبة لبرنامج طهران الصاروخي والفضائي، وهي عازمة، لفظيا على الأقل، على منع هذا الخطر من التفاقم، بل وتبدي في عهد نتنياهو استعدادا للتصرف بانفراد في قرار الحرب والسلام، بعد إعطاء أوباما مهلة زمنية لاختبار استراتيجية الجديدة حيال طهران.

مقابل إسرائيل والولايات المتحدة، تبدو قضية البرنامج النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي، قضايا حياة أو موت بالنسبة لنظام الجمهورية الإسلامية، وتبدي طهران صلابة منقطة النظير في مواجهة السياسة الأمريكية بوجهيها الخشن زمن جورج بوش وإدارة المحافظين الجدد، والناعم زمن أوباما والإدارة الديمقراطية، ولذلك يصعب على واشنطن أن تدير ظهرها لإيران، أو أن تقلب لها ظهر المجن، كما يصعب عليها أن ترضي تل أبيب على حساب طهران، كما اعتادت أن تفعل عربيا وفلسطينيا، وسيصعب على إسرائيل أن تدع طهران تفلت بكل مقدراتها العسكرية والتسليحية من دون أن تقوى على تحريك ساكن، ما يعني أن هذا الملف، سيكون خط التماس الأهم، إن لم يكن الوحيد بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو.

وإلى أن يظهر على مسرح المنطقة، زعماء فلسطينيون وعرب يقوون على القول لواشنطن ما قاله آية الله علي خامنئي بالأمس لباراك أوباما: تغيير حتى نتغير، فلن تكون هناك أزمات بين أمريكا وإسرائيل حيال أي من القضايا العربية، فنحن قوم يسهل إرضاؤهم والضغط عليهم وتجاهل حقوقهم، وجلبنا إلى بيت الطاعة لم يعد أمرا صعبا بعد أن بات السلام، وليس استرداد الحقوق، هو خيارنا الاستراتيجي (الساذج) الوحيد. 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ