-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  23/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هدم منازل حي البستان والتهويد المستمر للقدس

فادي شامية

ربما تبدو إخطارات إخلاء 88 عقاراً في حي البستان الملاصق للمسجد الأقصى معزولةً أو مفاجئة، إلاّ أنّها في واقع الأمر ليست إلا جزءاً من مشروعٍ تهويدي أكبر، يهدف إلى خلق وقائع نهائية على الأرض، لحسم موضوع القدس في أي تفاوض لاحق.  

 

قصة الإخلاءات في حي البستان

يقع حيّ البستان وسط ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وتبلغ مساحة الحيّ 70 دونماً، وجميع أراضيه ملكيتها فلسطينية خالصة. في 21/2/2009 سلّمت بلديّة الاحتلال في القدس 134 عائلةً مقدسيّة تعدّ 1500 شخص، يقطنون في 88 عقاراً في حيّ البستان إخطارات لإخلاء بيوتهم تمهيداً لهدمها وإقامة حديقةٍ عامّة تُسمّى حديقة الملك داوود مكانها. وكان قد صدر قرار مماثل في 11/11/2004 لكن حكومة الاحتلال عادت وجمّدت القرار في أواخر عام 2005 نتيجة تعرّضها لضغوطٍ دوليّة.

 

والواقع أن منطقة سلوان القريبة من الأقصى باتت بأكملها منخورة بالأنفاق تحت الأرض، ومهددة بالانهيارات والإخلاءات فوق الأرض، وقد حدث انهيار بالفعل في إحدى مدارس هذه المنطقة مطلع شهر شباط 2009. وما يجري على الأرض راهناً هو عملية منهجية لتطويق المسجد الأقصى بسلسلة من الحدائق التلمودية، والأنفاق المتشعبة الهادفة إلى إحاطة المسجد الأقصى بحاجز استيطاني، مادي وبشري، كأمر واقع، وصولاً إلى استبدال إدارة الأوقاف الإسلامية صاحبة الصلاحية في إدارة شؤون الأقصى، بإدارة يشارك فيها اليهود، وبما يمكّنهم من دخول الأقصى وإقامة شعائرهم فيه، أو اقتسامه مع المسلمين. 

 

وتنشط في سلوان تحديداً جمعيات استيطانية عديدة أهمها؛ "إلعاد" و "عطيرات كوهنيم"، وهي تعمل على تهويد المنطقة، المسماة لديهم "مدينة داوود"، جنوب المسجد الأقصى، إضافة إلى افتتاحها مزارات وأنفاق تلمودية فيها، في إطار خطة أشمل لتهويد ما يسمى "الحوض المقدّس"، الذي يشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاء واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها؛ حيّ الشيخ جراح ووداي الجوز في الشمال، ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب. ولهذا المشروع أهدافٌ متعدّدة على مختلف الصعد الثقافيّة والسياسيّة والديمغرافيّة والدينيّة، أهمها؛ محو الهويّة العربية والإسلاميّة لمدينة القدس واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة. وترحيل عدد كبير من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس. وعزل المسجد الأقصى عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس. وتحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس، كمستوطنة التلّة الفرنسيّة في الشمال، وكتلة E1 الاستيطانيّة في الشرق، ومستوطنة تل بيوت الشرقيّة في الجنوب.

 

ردود أقل من حجم الحدث

حتى الآن، استطاعت حكومة الاحتلال إنهاء عدد كبير من المزارت الأثريّة تحت المسجد الأقصى وضاحية سلوان جنوب الأقصى. وأنهت القسم الأكبر مما يسمى مدينة داوود الأثريّة الموجودة اليوم فوق الأرض في حيّ وادي الحلوة في ضاحية سلوان. وأقامت بؤراً استيطانيّة في الأحياء العربية الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى، خصوصاً في الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة وفي ضاحية سلوان وحيّ الشيخ جرّاح. كما عزلت الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار العازل، والحواجز، ومنعت سكّان هذه الأحياء من استخدام عددٍ كبير من الطرق والشوارع الرئيسة "لدواعٍ أمنيّة".

 

إزاء كل هذا الجهد الممنهج والخطير، ما يزال "الاستنفار" الفلسطيني والعربي والإسلامي دون خطورة ما يحصل، فلا التحرك الشعبي واضح، ولا الأداء السياسي أو الفصائلي مواكب هذه المخططات بفعالية، والعرب، بمن فيهم الفلسطينيون، مشغولون يصراعات داخلية، فيما القدس تضيع يوما بعد يوم!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ