-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  23/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التماس رضى الغرب، بمعاداة الإسلاميين:

أهو حكر على الحكومات، أم ثمّة فئات أخرى!؟

عبدالله القحطاني

مواقف الحكومات، من الإسلاميين، في كثير من بلدان العالم الإسلامي، واضحة، لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل!

 وأساليب التفنّن في هذه المواقف، وتوظيفِها، بأشكال مختلفة، وصور متعدّدة.. كثيرة متنوّعة، تتشابه، أحياناً، هنا وهناك، وتختلف أحياناً، باختلاف الظروف، بين الدول والحكومات، والشعوب، والحركات الإسلامية، أنفسها!

 أكثر ما يكون التفنّن والتوظيف، إنّما يكونان في علاقات الحكومات المذكورة، بقوى الغرب، من صناع الرأي والقرار!

1) من أساليب التفنّن والتوظيف، في مخاطبة الغرب، ما يلي:

* نظام حكمنا، في دولتنا، هو أفضل الأنظمة، للغرب ومصالحه! والبديل عنه: هو الحركات الإسلامية المتطرّفة، أو الإسلام السياسي! وهو مخيف لنا، في بلادنا، ولكم، في بلادكم وبلادنا! لأن هذا البديل الإسلامي، عدوّ حقيقي لكم، يهدّد مواطنيكم ومؤسّساتكم، في بلادكم.. ويهدّد مصالحكم، في بلادنا! فساعدونا على قمعه، ومحاربته، وتحجيمه.. في بلادنا! ولا تكثروا من الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأن المستفيد الأول، من هذا الحديث، هو هذا الإسلام السياسي، بشتّى صوره، وطرائق تفكيره!

* نحن وأنتم معاً، في خندق واحد، ضدّ الإرهاب الإسلامي.. وكل إسلام سياسي، هو إرهابي، بالضرورة.. يهدّد مصالحنا ومصالحكم؛ لاسيّما إذا أتحتم له فرصة، لاستلام السلطة في بلادنا!

* نحن أناس علمانيون، نحبّ حضارتكم الزاهية، ونتّخذها قدوة لنا.. حتى لو اختلفنا سياسياً، مع بعض الحكومات، في مراحل معيّنة، في بعض دولكم، في الغرب! أمّا الإسلاميون، فهم خطر عليكم؛ لأنهم لا يؤمنون بحضارتكم، ولا يقيمون لها وزناً؛ بل يرونها حضارة فاسدة، معادية لدينهم وأخلاقهم، والقيم التي يؤمنون بها! وهم، من هذه الزاوية، أعداء لنا؛ لأنهم يسعون، جاهدين، لفرض معتقداتهم، وقيمهم الدينية، المتخلّفة، علينا.. ونحن نرفضها، بشدّة، ونحاربها، ليلَ نهار.. وأنتم ترون ما فعلنا بهم، حتّى الآن!

2) هذه بعض الصور المألوفة المكرورة، من صور مخاطبة بعض الحكومات، للغرب، بسائر دوله! وهي مجرّد نماذج، يمكن عرض العشرات من أمثالها! فهل لدى قوى المعارضات السياسية، أساليب مشابهة، في مخاطبة الغرب، وإخافته من الإسلاميين، أو من الإسلام السياسي!؟

لقد أثبت الواقع الحيّ، أن بعض القوى السياسية، المعارضة لأنظمة الحكم، لا تقل شراسة، في معاداتها للإسلاميين.. عن الحكومات المتربّعة على صدور الشعوب! ولو أتيحت الفرصة، لهذه القوى، في استلام السلطة.. فقد تكون أشدّ عنفاً وشراسة، في محاربة الإسلاميين، والسعي لاستئصال شأفتهم.. بصرف النظر عن أيّ منهج ديمقراطي، يتبنّاه هؤلاء الإسلاميون.. وبصرف النظر عن أيّ تعهّد، أو التزام، مِن قِبلهم، بالمنهج الديمقراطي!

وربّما كان من الطرائف، أن بعض هذه القوى، المعارضة للحكومات.. داخلة في تحالفات مع الإسلاميين، لإسقاط الحكومات المستبدّة، وإعطاء القرارات للشعوب، لتختار مَن يحكمها!

وبدَهي أن هذا المنهج في التفكير، لدى بعض القوى العلمانية، المعارضة للحكومات.. مدمّر لكل مسعى، تسعاه هذه القوى، لإسقاط أنظمة الاستبداد.. مهما ادّعت الجدّية، في معارضتها لهذه الأنظمة، وفي السعي لإسقاطها!

كما أن هذا المنهج في التفكير، يتطابق، تماماً، مع منهج الحكومات المستبدّة، في مخاطبة الغرب، والمراهنة على دعمه! إلاّ أنها تغفل عن مثَل معروف، لا يغيب عن أذهان ساسة الغرب، وهو: عصفور باليد، خير من عشرة على الشجرة! وألسنة حالهم تقول: (الحكومات العلمانية، القائمة اليوم، تحقّق أهدافنا، بصورة مضمونة مستقرّة.. فلمَ نضحّي بها، لنضعكم في كراسيها.. حتّى لو توهّمنا، بأنكم أطوع لنا منها!؟ ومَن يضمنكم، لنا، حين تتسلّمون السلطات في بلادكم!؟).

 وبهذا، تخسر القوى العلمانية المعارضة، رهاناتها كلها:

رهانها على دعم الغرب لها، بديلاً عن الحكومات القائمة!

ورهانها على شعوبها، التي لا ترى فيها، إلاّ بديلاً سيّئاً، للأنظمة القائمة!

هذا، عدا عن إثارة نقمة حكّامها، وتعريض أنفسها لغضبهم..

فقد تساوت مع الحكّام، في الحقد على الإسلاميين.. فصار حقدها داعماً للحكّام، الذين تسعى إلى الإطاحة بهم!

وقد تساوت مع الحكّام، في الخوف من الإسلاميين! بَيدَ أن الحكّام، لديهم ما يخافون عليه، وهو كراسي حكمهم، وهي سلطة حقيقية! أمّا هذه القوى، فما تخاف عليه، هو سلطة تتوهّمها في أحلامها، وتتوهّم أن الإسلاميين، سوف يستأثرون بها؛ فيما لو أتيحت لهم الفرصة لذلك. فسبحان الله! 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ